البرلمانى السابق رجب هلال حميدة يكتب.. المعني الحقيقي لكلمة سياسة
جائني من يتحدث معي عن المعني الحقيقي لكلمة سياسة و عن أساليبها و عن رجالها و عن ممارساتها و فنونها...
فأنا لا أفهم السياسة بمعني النفاق، و لا أفهمها بمعني الإلتواء، و لا أفهمها أن أضحك في وجهك و في يدي خنجرا أعددته لكي أطعنه في ظهرك.. و لا أفهمها بمعني الكذب، و لا بمعني القدرة علي التلاعب بالألفاظ، و لوي الحقائق.. و لا بمعني الصراع بين الناس علي السلطة.. و لا أفهمها علي أنها دسائس و مؤامرات، و لا أفهمها علي أنها (لف و دوران) و مناورات
إذا كان مفهوم السياسة علي أنها (لعبة قذرة) فيسعدني ألا أكون سياسيا، و أتمنى ألا أكون في يوم من الأيام كذلك.
أنني أري السياسة عملا و إنتاجا، و الذي يريد أن يكون سياسيا عليه أن يشعر بآلام و آمال المواطن، و يبحث من أجل إيجاد الحلول لمشاكله في المأكل و المسكن و إيجاد فرص عمل، فالسياسة عطاء و إخلاص، و بهما تستطيع أن تبني أمة.
تستفزني كثيرا عبارة (يعمل بالسياسة) أو مصطلح (قيادات العمل السياسي). و كأن السياسة أصبحت مهنة أو حرفة.
يجب أن تنتهي هذة التعبيرات من حياتنا تماما و إلي الأبد، حتي يعلم أبنائنا أن (السياسة) ليست مهنة فى حد ذاتها، أو أن هناك مجال عمل اسمه السياسة !.
إن السياسة تجد لنفسها مكانا في كل مجال، عندما نجد فيها مرادفا للعمل و الأخلاق، و السياسي هنا يجب أن يعمل عملا مفيدا و منتجا لبلده، يساهم به في حل مشاكل شعبها بالجهد و الفكر و المال. كما أن ممارسة السياسة تظهر بمواقع العمل، و ليست بالتزاحم أمام ميكروفونات الخطب أو عدسات الكاميرات، كما أن ممارسة السياسة تكون بالوضوح و الصراحة و ليس بالمكر و الإلتواء.
بحثت كثيرا في كل القواميس عن معني كلمة (سياسة) و لا أزال أواصل بحثي حتي الآن لعلني أجد من يدلني عن المعني الحقيقي لكلمة سياسة.
كاتب المقال البرلمانى السابق رجب هلال حميدة نائب رئيس حزب إرادة جيل وعضو تحالف الاحزاب المصرية