”المحبة لا تسقط أبدًا”.. أمين ”البحوث الإسلامية”: التنوع بين الناس حق مشروع
قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المحبة مسألة أولتها الشرائع السماوية موفور العناية من لدن أبينا آدم إلى سيدنا محمد -صلى الله عليهم وسلم- لأن المحبة سلاح يؤدي إلى رضا الله ورضا الناس، لذا جاءت المحبة قاسمًا مشتركًا بين الأديان السماوية.
أضاف الأمين العام خلال كلمته بلقاء "المحبة لا تسقط أبدًا" والذي عقد بالكنيسة الإنجيلية بالمقطم، أن هذه القواسم المشتركة تتضح بناءً على ما جاء في الإنجيل على لسان المسيح عليه السلام "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك"، وما جاء في القرآن الكريم: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، فعندما نتوقف عند قول المسيح نجد المسيح جعل المحبة بابًا للوصول إلى رضا الله عز وجل، كذلك ما جاء في القرآن الكريم يبين أن الاتباع لا يتحقق إلا بالمحبة، وهذه المحبة تكون تطبيقًا وواقعًا عمليًا ملموسًا.
وأوضح عياد أن المتمعن في تلك القواسم المشتركة يجد اتفاق الشرائع السماوية على أن المحبة هي مفتاح القلب فالمحبة هي الطريق الموصول إلى قلوب الناس حيث يقول المسيح "أحسنوا إلى مبغضيكم"، وقد جاء في القرآن الكريم : "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"، لافتًا إلى أن المحبة ضرورة دينية لما جاءت به النصوص الدينية ثم ضرورة عقلية لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين فلابد من التعاون والتكاتف وذلك لا يكون إلا بالمحبة فيسهل العمران ويشتد البنيان، ثم إن المحبة ضرورة اقتصادية فالمحبة تدفع إلى التكافل الاجتماعي والتواد والتعايش الإيجابي وقبول الآخر الذي يقر مبدأ الاختلاف وعدم التنازع فتجنب البلاد والعباد ويلات الحروب والشرور والأفكار الشاذة والقتل والتدمير وكل ذلك في مصلحة البلاد والعباد.
وأشار الأمين العام إلى أن هذا اللقاء يستفاد منه في عدة أمور منها: التأكيد على أن التنوع بين الناس حق مشروع وهذا التنوع والخلاف لا يمنع أبدًا قبول الآخر والتعايش مصداقًا لقوله تعالى: "وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" فالتعايش سنة كونية، كما أنه يؤكد على أهمية دور العبادة في التربية وأثر ذلك على المجتمع، ويؤكد أيضًا على المسؤولية التي تقع على علماء الدين ورموز الفكر فبناء الدول يقوم بالتعاون والتكاتف بين المؤسسات والمجتمع.