الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. الكرة المصرية تبكي.!
رغم سعادة الجميع بما حققه المنتخب المغربى فى مونديال قطر وتحقيق إنجاز عربى وأفريقى غير مسبوق، فإن هناك غصة فى حلق كل مصرى.
مرارة لا يمحوها فوز فريق مصرى ببطولة يشجعه هذا أو ذاك، لعدم الاقتناع بفاعلية مسابقة الدورى، فهى وإن كانت أحد أسباب انتكاسة الكرة المصرية، والعيب ليس فيها بقدر القائمين عليها، ولكنها سبب من أسباب السقوط.
3 مشاركات فقط فى كأس العالم، خرجنا خلالها من الدور الأول وبجدارة وآخرها بروسيا وحققنا المركز الأخير الـ32 بالتساوى مع بنما..!
بينما الثلاثى العربى المغرب والجزائر وتونس أكثر منّا مشاركة بفارق كبير وأيضًا أفضل نتائج.. أخطاء الكُل يعلمها جيدًا وعقب كل خروج من تصفيات نعقد مؤتمرات وموائد مستديرة ولا جدوى، فالأورام السرطانية تضرب فى أجساد الكرة المصرية لم تضعفها فقط بل قتلتها.. وشبّعتها موتًا.. وتنتهى جلسات تطوير المنظومة الكروية دون تطوير!
هناك فريق واحد فى البطولة المحلية يحصد أغلب البطولات وباقى الفرق « كومبارس» بعيدة عن أدوار البطولة، وأضعف من روح المنافسة حكام غير مؤهلين يتعرضون لضغوط، وإرهاب المُحللين الفنيين والتحكيم الذين يخشون من إبعادهم عن الأضواء، وانتقلت العدوى للمعلقين ومحاولة كسب ود هذا وذاك خوفا من المصير المعروف!
كيف نتوقع نجاحًا وسط هذه الأجواء الميليشياوية، وسط الظلم و«السبوبة» والقهر وغياب الفكر؟!
فوارق عدة بين اتحاد الكرة المصرى والجامعة المغربية، فوارق فى الشخصيات واللوائح والقوانين التى ليست «ديكوراً» تطبق على الكبير والصغير، وعقود اللاعبين التى لها سقف معين بين الأفضل والأدنى، وتشجيع المحليين على الاحتراف، حتى بات المغرب الشقيق بوابة كبيرة للاحتراف الخارجى وفى أندية جيدة.
تتسع الفجوة بيننا والدول الشقيقة بالشمال الأفريقى، خاصة بعد أن باتت أغلبية محترفيهم الذين يمثلون القوام الأساسى للمنتخبات فى أندية مميزة بالدوريات الأوربية الأعلى شأنًا، بينما المنافسات الأفريقية وأعلاها «دورى الأبطال» يشارك فيه «رديف» أفريقيا ونجوم «الرديف هذا» بدورى الأبطال ضمن منتخبات القارة متوسطة المستوى ومنهم منتخب أم الدنيا.!
تمامًا مثل الدورى المصرى الذى لا يأتى بلاعب شامل بدنيًا وفنيًا، حتى عندما اصطدمنا بالعملاق السنغالى سقطنا أمامه مرتين، وحرمنا من كأس أفريقيا ومن التأهل للمونديال، لغياب التوازن النفسى والفنى، وظهر الأسد العملاق على حقيقته فى قطر.. فماذا كنا فاعلين لو تأهلنا بدلًا منه؟!
المدرب الوطنى يحمل على عاتقه مساوئ مسابقة متواضعة وتصنيفه بين أهلى وزمالك فتذبذت قراراته وذابت شخصيته تحت ضغوط الأنصار هنا وهناك، عكس اتحاد وفكر وتصالح المغاربة مع أنفسهم واختيار مدرب بحجم وليد الراكراكى!
الشخصيات بالجامعة المغربية خلقت جدية وحسما وعدالة ناجزة، وفرضت نظامًا إداريًا وفنيًا قويًا فى المنظومة الكروية، وأعلت من درجات الانضباط الإدارى وتقنين عقود اللاعبين، كل جزئية فى المنظومة نضج بالتدرج ولم يعزف منفردًا وترك بصماته على المنظومة المحلية والاحترافية.
وعلى قدر الانضباط فى كل جزئية من المنظومة جاء قيمة النجاح وعلو سقفه، بينما تواصل الكرة المصرية نزيفها وبكاءها..!
وسط هذا الزخم المغربى اتصلت بالصديق النجم طارق مصطفى مدرب أولمبيك آسفى وهو فى المغرب فلخص القصة وسنسردها قريبًا إن شاء الله.
كاتب المقال الكاتب الصحفى والناقد الرياضى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد