الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب ..بالحب نصنع المعجزات
يعتقد معظم الناس أن المعجزات تعني فقط تحول العصا إلى ثعبان، أو انشقاق القمر، ويعتقدون أيضًا، أن مقولة “الحب يصنع المعجزات” ما هي إلا خرافة، إذ أن، زمن المعجزات قد انتهى منذ سنين وسنين، ولكن العلم قد أثبت العكس، ووجد أن الحب حقًا يصنع المعجزات، وإن الحب الحقيقى ليس لة كيفية لصناعتة ، فهو أمر متعلق بالروح والمشاعر، ومن يؤمن بأن الحب مات فقد كفر،وتأكيداً لذلك فقد أكد باحثون إلى أن الوقوع في الحب لا يستغرق أكثر من 10 ثوان، فالإنسان يستطيع خلال هذه الفترة القصيرة جدا، أن يقرر ما إذا كان الشخص الذي يقف أمامه يصلح لأن يحبه أم لا .
هنا نؤكد ونقول أذا أردت ان تصنع المعجزات ، إختر الشعور بالحب ،افالحب يصنع المعجزات دون شروط، أو قيود بمعنى أن يغمر الحب مشاعرك وروحك وفكرك وأن تشعر بالحب تجاه من تحبة بدون خوف أو تردد، وتعامل مع ظروفك دون النظر للأخرين، وخير دليل، مافعلتة الأميرة " ماكو " ابنة شقيق الإمبراطوراليابانىى (ولي العهد)، تاركة كل شيء وراءها لأجل حبيبها تاركة كل مظاهر الأُبَّهة ومزايا العيش الرغيد، من خدمٍ ومساعدين وقصور ومكانة اجتماعية رفيعة بحكم الدستور، ووفق القوانين الملكية التي تلزم إناثها بالتخلي عن ألقابهن إذا تزوجن من عامة الشعب، وأن تعيش فى وضعٍ عادي لا مزايا فيه، سوى العيش في ظل رباط الزوجية مع حببها، لقد تنازلت "ماكو" عن لقبها الملكي من أجل الزواج من " كي كومورو " الذى يعمل كاتبًا قانونيًا في شركة قانونية، بنيويورك ، كما رفضت ماكو قبول حوالي 150 مليون ين " حوالي 1.3 مليون دولار" ، التي تمنح تقليديا للنساء عندما يغادرن العائلة الإمبراطورية فيما يتعلق بالزواج.
حقاً الحب تجربة إنسانية معقدة، وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان، لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده، فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد، الحب فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمل وأرقى، الحب فضيلة الفضائل، به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي، ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري،الحب هو أقوى شعور يمكن أن يصيب الإنسان، وحين يقع الإنسان في الحب، يصبح ذلك الحبيب هو صاحب التأثير الأول والأقوى على حياته، ويٌسمى هذا التأثير في عالم الحب، باسم المعجزات.
وهنا أتذكر كلمات العالم الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عندما قال " إذا قالوا لك أن الحب معجزة تستطيع أن تشفي من الأمراض، فما يقولونه يمكن أن يكون عمليا،فبالحب يحل الانسجام في الجسد والروح، وما الصحة إلا حالة من الانسجام التام والنظام في الجسد، وإذا كان الحب لم يشف أحدا إلى الآن فلأننا لم نتعلم بعد كيف نحب!
الحب قيمة عليا سامية
وقيل أيضاً الحب يجعل العالم يتطور، وقد تناولت آلاف الكتب والمجلات والأغاني وكذلك الأفلام هذه الكلمة، ووضعت العديد من الأنظمة الفلسفية الحب في مكانة متميزة، وأراد الرسل والأنبياء أن يكون الحب هو السمة المميزة لأتباعهم كما قال جاري تشابمان في كتابه اللغات الخمس للحب.
وقد توصل علماء النفس إلى أن حاجة الانسان إلى الشعور بأنه محبوب تعد ضرورة عاطفية بشرية أساسية، فلأجل الحب نتسلق الجبال، ونعبر الأنهار، ونجتاز الصحاري، ونتحمل الكثير من الصعاب، ولكن بدون الحب تصبح الجبال صعبة التسلق، والبحار مستحيلة العبور، والصحاري لا يمكن احتمالها، وتصبح الصعاب هي مشكلتنا في الحياة. وقد أعلى الأولون من شأن الحب عندما أوضحوا أن أي شيء يحققه البشر ولا يكون الحب هو الدافع الأساسي له فهو لا يساوي شيئاً في الحقيقة، وانتهوا إلى أنه في آخر مشهد من مشاهد الدراما الإنسانية ستبقى ثلاث شخصيات فقط وهي الإيمان والأمل والحب، ولكن أعظم شيء فيها هو الحب.
للحب لغات
وللحب لغات خمس وهى تلقي الهدايا - قضاء الأوقات الممتعة - كلمات التأكيد - الأعمال الخدمية - الاتصال الجسدي ،كما صنفها جاري تشابمان، وهي كلمات التشجيع ،وكما قال مارك توين بأنني أستطيع أن أعيش لمدة شهرين على الثناء اللطيف، وتكريس الوقت فإن أحد الجوانب الأساسية في تكريس الوقت هي المعية، وليس يعني ذلك القرب المكاني، بل المعية معناها التركيز الشامل، وتبادل الهدايا، وأعمال خدمية فالطلب مولد للحب أما الأمر فإنه يوقف تدفق الحب، واللغة الخامسة وهي الاتصال البدني وهو يشمل اللمسات والاحضان والقبلات وغيرها.
فالحب شيء عظيم وهو بالفعل يفعل المستحيلات في العلاقات الإنسانية، ومعظم المشاكل بين الأزواج أو في علاقاتنا بالأطفال فنحن قادرين على أن نحلها جميعاً بمعرفة لغة الحب الخاصة بهم وتفعيلها معهم، فلنطبق لغات الحب الخمس في حياتنا لأن الحب يصنع المعجزات.
الحياة جميلة بالحب، بالمودة، و الوئام. الحب دائماً يصنع المعجزات، يحقق السعادة، و يمحو الكراهية، فلنسعى دائماً لخلق الحب في حياتنا، في سيرنا، في كلامنا، و في تعاملنا مع الغير.