الصافنات الجياد ... عشق الخيل هواية ومتعة لا يدركها الكثير
تعدُّ الخيل من الحيوانات التي تتمتع بدرجة عالية من الجمال، فجمالها يفوق جمال غيرها من الحيوانات في الشكل واللون والحركة وهذه حقيقة ثابتة لا أظن أحداً من الناس يغفلها، فضلاً عن أن ينكرها، قد زينها الله للناس وحببها إليهم جميعاً.
والصافنات من الخيل: القائم على ثلاثة قوائم، وقد أقام الرابعة على طرف الحافر، سماها القرآن الكريم ذلك وهي تقف على ثلاث وترفع الرابعة في حركة إيقاعية جميلة.
فعشق الخيل هواية ومتعة، لا يدركها الكثير ليتحول هذا الحب، إلى التنافس من خلال مسابقات محلية وعالمية، يفتخر بالنسب العريق والجمال الرشيق و الطاعة والشراسة و السرعة، كل في مجاله.
المسابقات ترفع من قدر الحيوان وبعضها يرفع سعره وتحقق مكاسب مادية وعينية، يقلد بالكؤوس والميداليات سواء عالمية أو محلية، وهناك مسابقات آخرى تستهدف المتعة والهواية دون الأرباح المادية، ولكن الهدف الأساسي لتلك المسابقات هو الارتقاء بمستوى الحيوان وتحفيزه، وتدريبه لجعله الأفضل.
الخيل حيوان راقٍ جميل المنظر ، فاتن الشكل ، حتى بنيته الجسدية مميزة عن باقي الحيوانات ، يتميز بالجسد الممشوق القوى ، وتربطه علاقة وطيدة مع صاحبه، يقضى معه أوقاتا طويلة ، يشعر بالألفة معه ، فضلًا عن أن ممارسة لعب الرياضة على ظهر الحصان الفروسية يساعد على تنفيس الضغوط النفسية ، وتحسين الحالة المزاجية ، مما يزيد تعلق الفارس بحصانه ، باشتراكه في سباقات الخيل والاعتناء به وتدريبه على أكمل وجه ، مما يمكنه من التأهيل لدخول مسابقات محلية وعالمية ، يفوز فيها الأكثر مهارة وجودة..
ويقول محمد الديب مالك أكاديمية خيول ، إن الخيول تحتاج التدريب والتأهيل لخوض المسابقات المختلفة ، سواء مسابقات الجري والسرعة ، أو نط الحواجز ، أو سباق «البولو « ، ويعنى هذا التدريب ركوب مجموعة من الشباب على ظهر الخيول ، ومن فوق ظهر الحصان يلعب الشباب لعبة البولو ، ويكون ذلك في فريقين من اللاعبين ، كل فريق مكون من ٧ أعضاء ، يمسك كل منهم عصاه ، وهو على ظهر الحصان يحاول جاهدًا رمى الكرة الملقاة على الأرض في مكان الهدف المنشود ، ويفوز الأسرع و الأمهر.. وتحدث الديب ، عن سباق نط الحواجز للفرسان ، وهو عبارة عن قيام الفرس بالجري سريعًا لنط عدد من الحواجز المثبتة على الأرض ، ويكون عدد الحواجز حوالى ١٢ سدا ، يجتاز الحصان الأمهر والأسرع والناقلين لتدريبات متعددة، في حوالى ما يقل عن ٢٥ ثانية ، ويحسب الوقت منذ خروج الحصان من نقطة الانطلاق ، ويكون بالثواني، ويفوز الحصان الذى اجتاز نط جميع الحواجز في أقل مدة..
وأضاف صاحب الأكاديمية، أن الخيول تستطيع خلق يوم ترفيهي للشباب ، لذا يلجأ البعض في قضاء يوم ترفيهي مع الخيول داخل الأكاديمية ، يركب الشاب على ظهر الحصان ، ثم يدلف به داخل البحر ويطيل اللعب به داخل المياه ، في جو ترفيهي بديعي، يجدد الطاقة ، ويحسن الحالة المزاجية ، أو تنظيم قاعدة عربي، يتسابق فيها الشباب بلعبة الرماية، ويفوز أيضًا الأمهر والأسرع .
ويعتبر ادب الخيل العربى ابرز هذة المسابقات داخل مصر ولها شعبية كبيرة و عائلات تخصصت في أدب الخيل بوصفه إرثًا ثقافيًّا مصريًّا كرَّست هذه العائلات كل جهدها، وأنفقت الكثير من أجل إعداد جواد مميز ذي تكوين جسمانى فريد ومتكامل، بالإضافة إلى إمكانيات تدريبية راقية تَسُرُّ الناظرين، ولا يمكن انتقادها.
أدب الخيل أو الرقص هو فلكلور شعبي مصري خالص، تَطوَّرَ على مر العصور، حتى أصبح على الشكل الذى نراه عليه الآن، فخطوة الحصان تَبهَر غير المتخصصين والمتخصصين فى عالم الخيل أيضًا.
والحصان العربى أنسب الخيول لهذا النوع من الرياضة، حيث يجمع بين جمال المنظر وحسن التراكيب، بالإضافة إلى القوة وليس مطلوبًا أن يكون حصان الأدب هو الأجمل أو الأسرع، ولكن المطلوب أن يتميز بالطاعة والذكاء وسرعة التعلم، وسرعة الاستجابة لما يُطلَب منه، كما يتطلب أن يكون ذا تراكيب قوية، ودم حار مع صفاء اللون.
ومن اشهر فرسان أدب الخيل
الحاج كرم بريك ورضا نوير والشيخ على أبو جازية وطارق بلال، وعلى أبو بريك والعمدة جلال عاكف والاستاذ صفى الدين دراج .
ولم تكن المنافسة فى البطولات بين المدربين كما يحدث الآن، وإنما كان دور المدرب تعليم الجواد والفارس، وكان أصحاب الخيل هم الفرسان؛ لذلك كانت البطولات لها مذاق خاص.
وكان لقبيلة بنى مُرٍّ دور كبير فى تدريب الأدب، وتوارثته الأجيال فيها، ومن أشهرهم المرحوم محمد أبو مرة والحاج سلامة أبو مرة. وهناك عائلات أخرى من قبيلة بنى مر استقرت فى الجيزة وأبو كبير بالشرقية والصعيد، وكان لعائلات البيطار ومن اشهرهم المعلم مدحت البيطار وعائلة سرحان ومن اشهرهم المعلم كرم سرحان دور كبير؛ حيث إنها أقدم العائلات التى عملت فى مجال تدريب أدب الخيل.
فمن المؤكد ان الحصان لو اهتميت به سيهتم بصاحبه جداً ويكون خدوما جداً لصاحبه ويفهمه من أول لمسة، ويكون مطيعا لصاحبه، موضحاً أن الحصان العربى الأصيل يكون من أفضل الأحصنة وأذكاهم.