الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. شكرًا فيتوريا.. مصر في المونديال..!
وسط غُربة واكتئاب بين الجماهير المصرية، مع إسدال الستار وانتهاء مُولد المونديال بأفراحه ونشوته ووجباته الفنية الدسمة، حاول البرتغالى روى فيتوريا مدرب منتخب مصر التخفيف على متابعى الكرة المصرية من الكآبة وما يُفرض عليها من متابعة ما يُطلق عليه «الدورى الممتاز» بعد أن شاهدوا ما حدث للكرة العالمية والعربية من تطور فى قطر.
البرتغالى أبدى ثقة كاملة خلال تصريحاته الأخيرة، بأن مصر ستكون فى مونديال 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك!
فيتوريا يعلم المعوقات الفنية والإدارية التى تعج بها دولة الجبلاية وانعكاسها على مشواره مفتتحًا جرعة التفاؤل بحذر شديد، فى عبارة مقتضبة قائلاً: «لا توجد أى ضمانات فى كرة القدم هى لعبة نتائج وعند حدوث هزيمة تظهر بعض المشاكل لكننا قادرون على التأهل»!
مونديال قطر وضع علامة فارقة بين بدايته ونهايته، التأهل لم يعد مشكلة بعد زيادة مقاعد إفريقيا إلى تسعة، وكنا سنتأهل لمونديال قطر لو لم نصطدم بالسنغال، الاختبار فى الوصول لأبعد محطة بعد أن حطمت المغرب الأسوار وأذابت الفوارق، ولم يعد الحلم مجرد تمثيل مشرف أو قطع تذكرة ذهاب وعودة سريعة فى زيارة «خاطفة» للمونديال!
وهل نحن بعد مستوى المغرب وتونس والسنغال، وتحفز الجزائر التى تُعد منتخبًا حاليًا لاستعادة المجد الضائع قادرون على الفوز بأمم أفريقيا بكوت ديفوار بعد عام؟!
والقصة لا تنحصر فقط فى مدرب جيد يقود الكرة المصرية لنهضتها، نحتاج ثورة لوائح وتغيير فى الوجوه والأفكار القابلة للتنفيذ، وليست حبرًا على ورق، وهو ما أكده النجم طارق مصطفى المدير الفنى لأوليمبيك أسفى المغربى والشاهد على تجربة المغرب طوال الفترة الأخيرة، حيث بدا تأثره من الفروق التى تتسع بيننا والكرة العربية والإفريقية بسبب غياب الرجل المناسب القادر على قيادة السفينة لبر الأمان والذى يقاتل لتغليب المصلحة العامة، وترهل مسابقة «شبيهة بكرة القدم» لا تعرف لها ملامح وليس لها لون أو طعم، مطالبًا بتطوير الملاعب والبنية التحتية، وتقنين عقود اللاعبين ومتسائلًا: كيف للاعب يحصل على 25 أو 30 مليونا يفكر فى الاحتراف الأوربى؟!
فاللاعب المصرى لن يحصل على ربع هذا المقابل فى أى ناد خارج مصر منتقدًا إعلاما يتواصل- دون توقف- طول الـ24 ساعة» بانتماءاته وألوانه التى مزقت الكرة المصرية وقسمتها لجزر منفصلة!
ويكفى الجامعة المغربية الاستغناء عن البوسنى خليلوزيتش وهو صاحب التأهل للمونديال، واختيار مدرب وطنى يدلل على قوة القرار وشخصية صاحبه والثقة بالنفس وتغليب المصلحة العامة، ووجود رؤية من خلال لجنة متخصصة أكاديمية معروف عنها الحيادية والجرأة بعيدًا عن أى انتماء لهذا النادى أو ذاك مع التفاف الجميع حول القيادة الفنية للمنتخب.. انتهى كلام طارق مصطفى..
وبقى السؤال: هل قدّم فيتوريا أو اللجنة الفنية بالجبلاية رؤية بعد مشاهدة المونديال من خلال خطة قصيرة وطويلة المدى لتطوير الكرة المصرية يتم تنفيذها لدعم المنتخب خلال السنوات المقبلة، ما يقلل من الفجوة مع الكرة العالمية وتُحول حلم المنافسة على المربع الذهبى للمونديال إلى واقع؟!
كاتب المقال الكاتب الصحفي والناقد الرياضي صبري حافظ