الكاتب الصحفى محمد المصرى يكتب : المفلسون يتطاولون !
يبدو أن حالة الإفلاس التى تعانى منها النائبة فريدة الشوباشى جعلتها لا تتابع أعمال مجلس النواب ، ولم تسمع عن نارإرتفاع الاسعار التى يكتوى بها الناس .. وان النواب صرخوا فى وجه وزير التموين فى الجلسات الماضية عن تردى أوضاع التموين ، ومشاكل رغيف العيش ،وفساد منظومة بطاقات التموين التى تحولت الى بطاقة تعذيب المواطنين ، وبدلا من أن تشترك فى المناقشات المهمة شغلت المجلس بتقديم طلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزيرة الثقافة حول رفضها تجسيد شخصية الشيخ الشعراوى - رحمه الله -على خشبة المسرح القومى .
وقالت النائبة زوراً وبهتاناً كيف يتم ذلك للذى سجد لله شكراعلى هزيمة 67 ..وأنه فرح لهزيمة الوطن ، والحقيقة أن ما قالته هذه المفلسة بالتطاول على الشيخ الشعراوى ليس بجديد ، فقد رددته منذ سنتين فى حديث لها مع موقع “اليوم السابع “ وقبل تعينها فى المجلس الحالى ، وقد تصدى لها بعض نواب مجلس النواب فى الفصل التشريعى الماضى .
وأذكران اللجنة الدينية برئاسة د. أسامة العبد عقدت اجتماعاً لمناقشة هذا التطاول على مولانا الشيخ الشعراوى ، والرد على هذا الهراء الذى قالته هى والجوقة الجهلة التى تتبعها ، ورفض النواب بكل قوة إهانة الرموز الدينية وقالوا إن الشيخ الجليل له ماله وعليه ما عليه .
و ذكرت فى هذا الاجتماع الذى حضرته بعض الجوانب المشرقة للشيخ الشعراوى بتصديه للفساد فى المجلس الاعلى للشئون الاسلامية فى السبعينيات عندما كان وزيرا للأوقاف فى وزارة ممدوح سالم ، وقد وثقت هذه المواقف فى كتابى “ الشعراوى تحت قبة البرلمان “.
وعادت هذه النائبة ومن معها بالتطاول مرة ثانية على الشيخ الشعراوى ويتهمونه بكل وقاحة وفجاجة وسفاهة انه أحد أسباب التطرف وأنه ضد المرأة ويحارب الفن والفنانيين وغيرها من التفاهات والكلام المرسل الذى يردده هؤلاء المفلسون ودعاة الفتنة والشهرة الزائفة !
ولا أدرى لماذا ورطت وزيرة الثقافة نفسها فى هذا الكلام الفارغ عن الشيخ الشعراوى وتقول :إن عليه تحفظات كثيرة !. ليتك ياسيادة الوزيرة تقولى لنا تحفظ واحد من هذه التحفظات حتى نقتنع بكلامك انت ومن معك ،وأن تقولى لنا بكل صراحة : أين كنت سيادتك عندما كان يستضيفه الإعلامى الكبير أحمد فراج فى برنامجه “ نور على نور” لتجديد الخطاب الدينى فى سبعينيات القرن الماضى ؟ وأين كنت عندما كان يقدم لنا خواطره عن القرآن الكريم بأسلوب جديد و سهل و بسيط لم نعهده من قبل، و يعتمد على مخاطبة العقل والوجدان والوسطيه دون الدخول فى الخلافات الفقهية بين العلماء والمفسرين التى تفرق أكثر مما تجمع .! أو المغالاة أو الشطط فى التفسيروالأعتماد على القصص والحكايات التى لا فائدة ولا طائل منها ،واستفدنا كثيرامن تفسيراته لبعض الآيات التى كانت غائبة عنا .وحسم العديد من القضايا الخلافية بين العلماء .
وأشهد ان الشيخ الشعراوى رحمه الله كان يعيش مشاكل مجتمعه بكل تفاصيله ،ويشارك فى حلها ، فهو لم يجلس فى برج عاجى أو ينعزل عن الناس فى خلوة بعيداً عنهم ، ولكنه كان يخوض المعارك السياسية ضد الفساد .
وهل يعلم هؤلاء السفهاء الذين يتطاولون على الشيخ الشعراوى بأنه كان يتصدى بكل قوة وحسم وحجة للجماعات المتطرفة،وكانوا يتهمونه أنه من علماء السلطة زوراً وبهتاناً ، ورد على هؤلاء عندما قال بالحرف الواحد :
اعلموا جيدًا أننى لست من علماء السلطة.. فأنا الوحيد فى مصر الذى رد قرارات جمهورية، ولم يستمع لها فى تاريخها كلها، ملكية أو جمهورية.، فلا يستطيع أحد أن يتهمنا أبدًا بأننا علماء سلطة
وكان الشيخ الشعراوى يقصد أنه رد قرار رئيس الجمهورية أنور السادات بتعيينه عضوًا فى أول مجلس للشورى عام 1980 ورفض هذا التعيين الذى كان يتمناه الكثيرون ويحلمون به فى ذلك الوقت !
إن الشيخ الشعراوى أحد رموز العالم الاسلامى ولا ينتقص من مكانته ومقامه وقامته هذا التطاول من السفهاء والاقزام .. لان مكانته العلمية والفقهية فى قلوب كل المسلمين فى شتى بقاع الارض .. ولله الامر من قبل ومن بعد !
كاتب المقال الصحفى محمد المصرى مدير تحريرمجلة أ كتوبر السابق والمؤرخ البرلمانى