غداً الخميس ذكرى وفاة الشاعر مرسى جميل عزيز صاحب الالف أغنية
تحل غداً 9 فبراير ذكرى وفاة الشاعر مرسي جميل عزيز عام 1980، وفي هذا الفيديو يكشف عزيز عن رأيه في صوت عبد الحليم حافظ، وقد تعاون الشاعر الراحل مع العديد من مطربي الزمن الجميل أمثال أم كلثوم وفيروز وغيرهم.
يقول مرسي جميل عزيز، إن صوت عبد الحليم حافظ يشبه "القطة السيامي"، وأن مزيكا الموجي تشبه صوت العندليب إلى حد كبير، وصوته أثر عليه وعلى الموجي في تغيير أعمالهم لتشبهه.
وأضاف خلال لقاء أذاعته "ماسبيرو زمان"، أن آداء العندليب الأسمر يشبه إلى حد كبير أداء الشيخ محمد رفعت، من حيث البساطة التي تدخل القلب بشكل سريع.
ويعد مرسي جميل عزيز، صاحب الألف أغنية ومؤلف القصص القصيرة وكاتب السيناريو لبعض الأفلام وصاحب الرأي في المقالات الأدبية بالصحف والمجلات، ولازالت كلماته خالدة في أذاننا بأصوات مجموعة من أعظم المطربين في تاريخ الغناء العربي، أبرزهم، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، فيروز، فايزة أحمد.
كتب أول أغنية له باسم "الفراشة" أذيعت بالإذاعة عام 1939 وكانت بالفصحى ولحنها رياض السنباطى، إلا أنه أحب ابنة الجيران وليعبر لها عن حبه تخلى عن الفصحى وكتب أول أغنية له بالعامية "الحلوة داير شباكها شجر الفاكهة ولا فى البساتين" التى غناها فيما بعد محرم فؤاد.
وبدأ مرسي جميل عزيز حياته المهنية كتاجر فاكهة مثل والده، ولكنه لم يترك الشعر يوما، بل باتت قصائده كحبات الفاكهة الطازجة وظل يتعامل مع الكلمات كأنه يمزج قطعا ملونة بغاية الدقة، حتى لقب بـ جواهرجي الكلمة، يعرف قيمة الكلمات وينتقي الأصوات التي تشدو بها.
وكشف مرسي جميل عزيز، بداية كتابته الشعر وبعدها الأغاني، وقال في العديد من التصريحات للإعلامية قبل وفاته: دخلت الشعر الغنائي زي الفتوة اللي ماسك شومة، وداخل فرح يثبت وجوده.
وأضاف مرسي حسين جميل: بدأت بكتابة الشعر وبعدها الأغاني، والسبب قصة طريفة بتحصل للشباب وهي حب بنت الجيران، وأنا كان ليا حبيبه، وأهلها منعوها تنزل، وقتها حاولت أكتب لها رسالة، مسكت العود وقعدت ألف أي كلام، وده كان أول كلام ملحن أتعمل أنا لحنته لبنت الجيران.
وواصل جميل: بدأت أعمل أغاني تقرأ من اليمين للشمال، ومن فوق لتحت زي أغنية عبد العزيز محمود يا أسمر يا جميل يا أبو الخلاخيل، ياللي المنديل يأكل من خدك حتة ساعة ما بشوف العود ملفوف لو ما مكسوف كنت أجري وراك حتة بحتة، ذاكرتي مش حلوة وأوقات مش بحفظ أشعاري ويمكن دي نعمة من ربنا، علشان بنسى بها إساءات الناس.
أول لقاء بين مرسي عزيز وأم كلثوم
وتحدث مرسي جميل عزيز، عن لقائه بالسيدة أم كلثوم قائلًا: لقائي بأم كلثوم كان عجيب قوي، أول ما ظهر لي أغاني لقيتها بعتت لي، وأنا كنت متأثر شوية لأن صديق ليا اسمه الملحن أحمد صدقي، كنا طالعين مع بعض في نفس الفترة، وهي طلبته عشان يلحن لها، ولما بعتت لي قعدنا وتكلمنا واتفقنا وكل حاجة، وروحت مرجعتش لأن جايز اللي عملته مع صدقي تعمله معايا.
وتابع أن السيدة أم كلثوم تواصلت معه مرة أخرى بعد ما ظهر محمد الموجي، قال لها: عاوزة تشتغلي معايا هاتي لي مرسي جميل، وقعدنا اشتغلنا مطلع ولحنه الموجي وبعدين رحت هربان برضه، الحقيقة أني سيطرت عليا فكرة شريرة ودي اللي عطلتني عن أم كلثوم مدة كبيرة، وعبد الوهاب والناس دي وهي فكرة فيها أنانية، لأني بصيت حواليا لقيت جميع أخواني اللي في مهنتي كل واحد منهم اشتهر بمطرب.
وأكمل مرسي جميل عزيز: يعني أقدر أقول إن لولا أم كلثوم يمكن مكنش اشتهر أحمد رامي، ولولا فريد الأطرش يمكن مكنش اتعرف مأمون الشناوي، ولولا عبدالوهاب يمكن مكنش اتعرف حسين السيد، ولولا محمود شكوكو مكنش اتعرف فتحي قورة.
أشهر أعمال مرسي جميل عزيز
يذكر أن مرسي جميل عزيز شارك في أغاني لـ 25 فيلمًا أبرزها، مبروك عليكي، حكاية حب، أنا وبناتي، المرأة المجهولة، أحبك يا حسن، أدهم الشرقاوي، الشموع السوداء.
نقاد ومثقفون: «مرسي جميل عزيز».. بلاغة كلماته أضعاف الشعر العربي
قال المفكر والأديب عباس محمود العقاد: عندما أذيعت أغنية مرسى جميل عزيز الشهيرة "يامه القمر على الباب" حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، ولكنها تعرضت للهجوم من البعض بدعوى أن فيها جرأة، ولكن الحقيقة أن فيها من البلاغة أضعاف المئات من قصائد الشعر العربى، وإذا لم تفتح الأبواب لهذا الصوت الجديد "فايزة أحمد" بتلك الكلمات فبأى كلمات ستفتح؟
الناقد والأديب يحيى حقي، قال: من الظلم ألا يُدرس مرسى جميل عزيز.. كشاعر مرهف الحس، بارع الإشارات، حلو العبارة ويعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد، أنه يعبر عن الحب أدق تعبير، وعن الجنس بأجمل الكتابات. انظر إلى الفتاة عنده، إنها تبث همها إلى أمها، هذه المناجاة تشعر من خلالها بطبيعة الفتاة وأشجانها.
وقال خيرى شلبي عن مرسي جميل عزيز: هو كفلاح من محافظة الشرقية وابن أحد كبار تجار الفاكهة فى الزقازيق، كان لا شك على وعى تام بتراث الغناء الشعبى فى جميع مناسباته، لاسيما أن مجتمع الفاكهة غنائى عريق فى غنائياته، ولكل نوع من أنواع الفاكهة أغنياته العذبة المليئة بالصور الشعرية البديعة التى تتحدث عنه ككائن إنساني.
أما الشاعر فؤاد حداد فقد كانت أغنية "الحلوة داير شباكها"، عنوان مقاله الذي ذكر في مقدمته: أسماء أكبر خمسة شعراء فى تاريخ الشعر العربى القديم، بينهم المتنبى والبحترى وأبو تمام، ذاكرا بيتا شعرياً شهيراً لكل منهم، وفى مقابل بيت لمرسى جميل عزيز، ثم اتجه إلى ما قدمه فى مجال الأغنية المصرية الشعبية، خاتماً مقاله: لقد كتب مرسى جميل عزيز الفلكلور، وما هو أجمل من الفلكلور.
ويقول الناقد الفني والكاتب الصحفي مؤمن خليفة: لم يصد يوما أي صحفي يتحدث معه صغيرا أو كبيرا، وكان يحترم الجميع رغم شهرته الواسعة فكان التواضع مبدأه في الحياة وعنوانا لإبداعات مرسي جميل عزيز تاجر الفاكهة والفلاح الأصيل الذي كان يكتب الأغنية بنفس الحماس مثلما يرعي شجرات بستانه قبل أن يأتي حصادها ليزرع فاكهة موسم جديد.