ذكرى رحيل محمد حسنين هيكل .. 7 سنوات وقلم الأستاذ لا زال يعلم
تحل، اليوم الجمعة 17 فبراير، الذكرى السابعة لرحيل محمد حسنين هيكل، أحد رواد الصحافة المصرية والعربية فى العصر الحديث، وأحد أهم صناع وكتاب الصحافة فى القرن العشرين والـ 21 بعد أن حفر اسمه بحروف من نور فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية..
ما لا تعرفه عن محمد حسنين هيكل
مولده ونشأته
ولد محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبر عام 1923 بحى الحسين، بالقاهرة، ودرس بمدرسة التجارة المتوسطة ثم التحق بالقسم الأوروبى بالجامعة الأمريكية وفيها تعرف على سكوت واتسون الصحفى المعروف بالإيجيبشان جازيت، واستطاع عن طريقه التوجه لـ بلاط صاحبة الجلالة، في ٨فبراير ١٩٤٢.
السيرة الذاتية لـ محمد حسنين هيكل
تلقى محمد حسنين هيكل وكانت بداياته بـ جريدة "الإيجيبشيان جازيت"، حيث عمل محررا تحت التمرين بقسم الحوادث، ثم انتقل إلى القسم الألمانى، وشارك فى تغطية بعض المعارك التى خلفتها الحرب العالمية الثانية، والتى انتهت عام 1945.
بعد ذلك، التحق الأستاذ بـ مجلة آخر ساعة، عام 1945 كمحرر، واستمر فى العمل بهذه المجلة حتى أصبحت تحت ملكية جريدة أخبار اليوم .. وخلال هذه الفترة عمل "هيكل" كمراسل متجول لجريدة أخبار اليوم لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء فى الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى إنه سافر إلى كوريا وإلى عديد من دول إفريقيا والبلقان.
وفى عام 1951 تولى محمد حسنين هيكل منصبى رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، ومدير تحرير جريدة أخبار اليوم، ثم عين رئيسا لتحرير جريدة الأهرام لمدة 17 عاما متتالية، وكان له عمود أسبوعى خاص به تحت عنوان "بصراحة".
ولعب هيكل دورا مهما فى تاريخ مؤسسة الأهرام، حيث نجح خلال عمله فى تأسيس علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفا فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة، وأسس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية.
استطاع أن يكون له دورا كبيرا جدا في تأريخ الصراع العربي الإسرائيلي ولديه تسجيلات وتحقيقات ومقالات عن هذا الحدث نظرا لتعمقه الشديد في نقله ومن أهم هذه التسجيلات هو سلسلة من البرامج التاريخية التي أذيعت على قناة الجزيرة كما له أيضا مقالات قد تم نشرها في صحف أجنبية كصحيفة الصنداي تايمز وصحيفة التايمز ببريطانيا.
وفى عام 1970 عين محمد حسنين هيكل وزيرا للإعلام فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لمدة أسبوعين فى غياب وزيرها الأصلى السيد محمود رياض آنذا.
وفى عام 1974 أصدر الرئيس السادات، رحمه الله، قرارًا نُشر فى كل الصحف، صباح يوم السبت 2 فبراير، بأن ينتقل حسنين هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين، مستشارًا لرئيس الجمهورية، إلا أنه اعتذر، ثم خرج من جريدة الأهرام لآخر مرة فى هذا اليوم، معللا عدم استجابته لقرار الرئيس السادات، قائلا قولته المشهورة: "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجى من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقرارى وحدى وقرارى هو أن أتفرغ لكتابة كتبى... وفقط."
حياته الشخصية:
تزوج محمد حسنين هيكل من السيدة هدايت علوي تيمور عام 1955 وهي حاصلة على ماجستير في الأثار الأسلامية ولديه ثلاثة أبناء هم علي وهو طبيب أمراض باطنة وروماتيزم وأحمد وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية وأخيرا حسن وهو رئيس مجلس إدارة المجموعة المالية هيرميس.
أشهر أقوال محمد حسنين هيكل
اننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكي نستطيع أن نتكلم معه ، و لكن علينا ان نتعلم تاريخه إذا كنا نريد أن نفهمه.
- الإهتمام بالسياسة فكراً و عملاً، يقتضى قراءة التاريخ أولاً، لأن الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالاً طول عمرهم
- إن الفارق بين الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي والفكر الإستراتيجي العربي هو أن الإسرائيليين يلعبون الشطرنج , في حين أن العرب يلعبون الطاول
- إن استحضار الماضي مثل استحضار الأرواح غير مقنع في أبسط الأحوال.
مؤلفاته
لديه العديد من الكتب في مجال النشر الدولي والذي تم ترجمتها إلى عدة لغات أخرى كاللغة اليابانية والانجليزية والأسبانية وغيرها من اللغات الأخرى التي وصلت إلى تلاثين لغة
ومن أبرز هذه الكتب (خريف الغضب – عودة آية الله – الطريق إلى رمضان – أوهام القوة والنصر – أبو الهول والقوميسير) ، كما كانت له مؤلفات باللغة العربية ومن أهمها ( كلام في السياسة -عام من الأزمات – سقوط نظام – الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق غزة – أقباط مصر-استئذان في الانصراف - العروش والجيوش – حرب من نوع جديد الخليج العربي ).
اعتزاله الكتابه السياسية
اعتزل هيكل الكتابة السياسية عام 2003 على الرغم من توهج مقالاته وكتبه السياسية التي وصلت إلى العالمية، وحينما أتم عامه الثمانين قرر الاعتزال وكتب آخر مقال له بعنوان ذو الجزئين، وفي عام 2007 حضّر سلسلة من المحاضرات حول الأحداث العالمية، والتي عُرضت في برنامج اسمه "مع هيكل"، وتم بثها على قناة الجزيرة العربية التلفزيونية، ومن الجدير بالذكر أن صحيفة نيويورك تايمز وصفته ب"كبير المعلقين السياسين العرب."
وبعد أحداث الخامس والعشرون من يناير عاد هيكل مرة أخرى إلى العمل الصحفي من خلال العمود الأسبوعي بجريدة الأهرام وهو بعنوان بصراحة ليحلل الأحداث الواقعة بعد الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك.
وفاة محمد حسنين هيكل
توفي محمد حسنين هيكل في 17من نوفمبر 2016عن عمر93عام وكانت وفاته بسبب قصور كلوي.