موليير مؤسس «الكوميديا الراقية».. غير اسمه من أجل خشبة المسرح
تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب والمرلف الفرنسي الشهير جُون بَابتِيسْت بُوكْلَان، والمعروف عالميا باسم موليير في 17 فبراير من عام 1673، والذي يعد مُؤَسٌِسُ «الكوميديا الراقية» وكان صاحب تأثير كبير في تطوير المسرح في أوروبا والعالم، واقتُبِست مسرحيات له من أَوَاخِر القرن التاسع عشر.
وسادت شهرة موليير بالعالم كأشهر من كتب الكوميديا للمسرح بالعالم، وقدمت مسرحياته بدول العالم ومن بينها الدول العربية ومصر، ومازلت تقدم نصوصه ومسرحياته في العديد من المسارح بمصرمنها مسرحية «البخيل»، وغيرها.
بداية الرحلة
ولد موليير في باريس في 15 يناير عام 1622، تعلّم موليير في كلية كليرمونت اليسوعية ، وحصل هناك على خلفية قوية في المواد الكلاسيكية، كانت هذه مرحلة مهمة في تكوين شخصيته، فقد تلقى فيها مبادئ العلوم الأساسية والفلسفة، كما تعلم اللغة اللاتينية فقرأ عن طريقها الأعمال المسرحية التي تم نشرها في وقته.
ودرس موليير، في بداية رحلته القانون وسُمح له بممارسة مهنة المحامي في عام 1641، وبعد ذلك قرر في عام 1643 أن يكرّس نفسه للمسرح، و تعرّف بعدها على «مادلين بيجارت» الممثلة الصغيرة، والتي ارتبط بها بعد ذلك حتى وفاتها في عام 1672.
مكانة المسرحيين وتغيير الاسم
ولم يكن ينظر من قبل العامة، والسلطة الحاكمة، والكنيسة إلى المسرح أنه له دوره المهم في المجتمع وكذلك المسرحيين فهم ليسوا أصحاب مهنة لها احترامها ، مما دفع «جان بابتيست بوكلان» حينها لتغيير اسمه إلى « موليير» ليجنّب أسرته من الإحراج.
دعم البلاط الملكي لموليير
وانضم موليير إلى مجموعة تعرف باسم « Illustre Théâtre» وكانت تلك المجموعة تضم صديقته «بيجارت» وعائلتها، و دخل موليير مرتين إلى السجن بسبب الديون المترتبة على مجموعته قبل أن ينضم في عام 1644 إلى شركة أخرى مع آل بيجارت.
وطُلب من الفرقة التي انضم إليها موليير أن تؤدي عرضا مسرحيا أمام الملك لويس الرابع عشر في عام 1658، وكان عرض موليير «الطبيب العاشق» الكوميدي، وهو أكثر العروض التي استمتع بها الملك وقتذاك، مكّن ذلك العرض الفرقة من الحصول على داعمٍ أساسي مهم لهم وهو أخو الملك.
الحجة والدفاع بالمسرح
وقدّم المبدع الفرنسي والفنان موليير، المسرحية الكوميدية «مدرسة الزوجات» أمام الملك وكانت تلك المسرحية من أكبر نجاحاته في عام 1662، سببت هذه المسرحية الكثير من الضجة والاحتجاج، فقد ادّعى أعداء موليير، وروج بأن هذه المسرحية غير أخلاقية وأنّ موليير قد سرقها من كاتبٍ آخر
وقرر الكاتب والفنان المسرحي موليير أن يردّ على أعدائه بأفعاله، فقام بتأليف بمسرحية عرف وقتها باسم «انتقاد مدرسة الزوجات» والتي حوت وقدمت انتقادا عن المسرح حول النقد والنقاد.
أشهر المسرحيات
ودعا الملك لويس الرابع عشر، موليير لتقديم المسرحية الشهيرة « طرطوف المنافق» في شهر أيار من عام 1664 وذلك في قصر فيرساي، فرنسا، تعدّ هذه المسرحية من أشهر المسرحيات الكوميدية لموليير، لكنّها أغضبت جمعية القربان المقدس التي منعته من تأديتها لخمسة أعوامٍ متتالية.
وتُعتبر المسرحية الكوميدية «دون جوان» التي تمّ عرضها في شهر فبراير عام 1665 من أعظم المسرحيات الكوميدية التي كتبها موليير كما يرى الكثير من النقاد ، لكنها تلك المسرحية لم تنشر إلا بعد وفاته وبقيت غير معروفة حتى القرن العشرين.
أزمات موليير
عاش موليير في حياته يعاني موليير كثيرا من المرض، والمشاكل الزوجية، ونوبات الاكتئاب وقام بكتابة عدة مسرحيات لم تلق النجاح الكبير من قبل العامة، على الرغم من إعجاب جمهوره والذين أحبوا كل ما يقدمه في مسرحه، لكنّه استعاد شهرته وثقة جمهوره به عبر المسرحية الكوميدية الرائعة «البرجوازي النبيل» في عام 1670.
رحيل من خشبة المسر
وساءت حالة موليير كثيراً، لكنّه لم يؤمن كثيراً بالطب. وفي عام 1671 كتب مسرحية «خيانات إسكابان» والتي تشبه كثيراً أعماله السابقة ولاقت نجاحًا كبيرًا
وفي مثل هذا اليوم 17 فبراير من عام 1673 وأثناء عرض آخر أعماله « مريض الوهم» و أُصيب بنوباتٍ شديدة، وهو يشارك بالعرض أيضا ليتوفى بعدها في نفس الليلة.