الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. ” مسئولية الوزير..!
لو كنت مكان وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي لتقدمت بخطاب شكر لمحمود جابر المدير الفني لمنتخب الشباب لكرة القدم.
ليس لأنه سببًا في زيادة جروح الكرة المصرية التي مزقتها المآسي والألام بعد الفشل في التأهل للدور الثاني لبطولة الأمم الأفريقية للشباب بجدارة المؤهلة لكأس العالم بإندونيسيا وتذيل المجموعة وتوديع البطولة بخسارة مذلة أمام السنغال بأربعة أهداف نظيفة.
الشكر له لأنه كان أكثر خجلًا وشعر بتأنيب الضمير وقدم استقالته بعد الخسارة أمام نيجيريا، نظرًا لتضاؤل فرص مصر" أم الدنيا" في التأهل بعد التعادل مع موزمبيق، وختمها بهزيمة مذلة أمام السنغال برباعية نظيفة في بطولة تحتضنها مصر ومؤهلة لمونديال بيننا وبينه خصومه " ناشئين وشباب وكبار".!
فلم نعرف الطريق لمونديال الشباب منذ ما يقرب من 15 عاماً حيث كانت آخر مشاركة في مونديال كولومبيا 2011.
بينما من يقود شئون الكرة المصرية بدولة الجبلاية والذين لايعرفون سوى الخسارة منذ أن وطأت أقدامهم اتحاد الكرة جالسون على كراسيهم، وكأن مايحدث على أرض استاد القاهرة من فضائح في دولة أخرى وملعب آخر غير استاد القاهرة..!
ورحم الله سمير زاهر وحسن عبدون والعمر الطويل لحرب الدهشوري وعصام عبد المنعم قدموا الجهد والفكر فنالوا الاستحسان والنجاح رغم الظروف الصعبة والمعاكسة .!
موزمبيق التي لاتصطدم بالفراعنة في أي بطولة مقامة بمصر أو خارجها إلا ونفوز عليها ونحصد البطولة نفسها وهو ماحدث في أمم أفريقيا- كبار-( 86 بالقاهرة و98 ببوركينا فاسوو2010 بأنجولا)، بينما عجز شبابنا في الفوز عليها باستاد القاهرة بتعادل بطعم الخسارة، وكانت مؤشرًا على أن القادم أسوأ وبالفعل حدث ماتوقعناه وخسر فريقنا أمام نيجيريا والسنغال والأخيرة باتت عقدة للكبار والصغار وأيضا في ظل مجلس علام " وش السعد".!
ولم أفق من صدمة زلزال منتخب الشباب بنتائجه الكارثية على الأراضي المصرية حتى صُعق الكثيرون مثلي بتصريح الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة عندما يؤكد أن إقالة البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب الأول السابق كانت خطئًا كبيرًا..!
هناك أمورًا لاتُعد تدخلًا حكوميًا والوزير بحكم موقعه التنفيذي والحكومي والوطني ورؤيته الخاصة في ظل وجود إتحاد يحتاج إلى وصاية - ولو فرضنا أعضاءه نجومًا لكن ينقصهم الخبرة والحنكة والرؤية - يتطلب التدخل مع تكرار أخطاءه وكوارثه الإدارية قبل الكروية، لايوجد طوال عامين إنجاز كروي أو إداري.!
تدخل الوزير بشكل دبلوماسي واحترافي في الوقت المناسب أشبه بالجراح الماهر، في الأمور التي تحتاج التدخل من باب النصيحة والتوجيه دون التدخل الصارخ، وعلى الفاشلين أن يستمعوا لرؤية وزير، خاصة في أمر يراه الوزير أن هذا المدرب قادرًا على توجيه بوصلة سفينة الكرة المصرية نحو شاطئ الأمان.
وظني وأغلب الظن يقين أن الوزير لم يضغط على الاتحاد لاستمرار" كيروش" خوفا من أي سقوط فيتهمون الوزير بأنه السبب والمعوق لخططهم الجهنمية، وربما كانوا يضعون العراقيل أمامه ليصبح فاشلًا مثلهم نكاية في الوزير ورؤيته.!
ولا أخفي سرًا أن رؤية وزير الرياضة والثقافة المغربي شكيب بن موسى كانت وراء إنجاز عربي وأفريقي لمنتخب الأسود في كأس العالم الأخيره بقطر عندما أعطى الضوء الأخضر لفوزي لقجع رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم بالاستعانة بوليد الركراكي مدربًا خلفًا للبوسني خليلوزيتش الذي فرّغ المنتخب من نجومه.
فزّاعة التدخل الحكومي يتخذها البعض للتخويف وتبرير فشلهم، واليد المرتعشة لاتصنع مجدًا..ولا تبني وطنًا..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ.. الناقد الرياضى ومدير تحرير الوفد.