الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب..الترجى الجريح.. وأوسوريو «المظلوم»
لم أكن قارئا للكف عندما توقعت أن مهمة الأهلى فى تونس للقاء الترجي -قبل المواجهة بساعات- أشبه بنزهة لأسباب ذكرتها فى نفس الزاوية الأسبوع الماضى.
وبالفعل حقق الأهلى الفوز بثلاثية نظيفة مع الرأفة وهى الأقسى فىتاريخ ممثل باب سويقة، وكان بإمكان بطل مصر أن يزيد من غلته ويحقق رقما قياسيًا يظل عالقًا فى الأذهان تاريخيًا، وإن احتفظ بأنه صاحب أكبر خسارة ألحقها بالترجى بملعبه أفريقيًا.
ورغم إقالة نبيل معلول والذى أخطأ فى تصريحاته قبل اللقاء وفنيًا اثناءه، إلا أن المشكلة أكبر من معلول والذى التصقت به الهزيمة الأتعس فى تاريخه التدريبى مع الترجى أو مع منتخب نسور قرطاج رغم إنجازه السابق مع الاثنين.
معلول جاءت تصريحاته غير واقعية وعابها التخبط وعدم التقدير حتى وإن بدت للبعض «خبيثة»، عندما أعلن تفضيله مواجهة الأهلى عن سيمبا التنزانى فى ربع نهائى البطولة الأفريقية، متناسيًا فوارق فنية وتاريخية واضحة، كما أنه منذ بداية الدورى التونسى هذا الموسم والبطولة الأفريقية الحالية لم يطور من أداء الفريق تكتكيًا وفنيًا، وكشفت نتائج وأداء الفريق عن مرض مضاعفاته تتزايد مع مواصلة السير فى السباق المحلى والأفريقى.
توابع زلزال الخسارة التاريخية فى رادس تخطت اللاعبين ومعلول ووصلت لرئيس النادى حمدى المؤدب- رجل الأعمال التونسى الشهير- وتوجيه اتهامات له بوجود أخطاء عدة فى اختيار الجهاز وانتقاء اللاعبين خاصة فى السنوات الأخيرة، ما جعل المؤدب يفكر فى الرحيل عن النادى بعد 15 عامًا على كرسى الرئاسة حقق خلالها الترجى أكثر من 20 لقبًا متنوعًا، أبرزها ثلاثية دورى أبطال أفريقيا « 2011 و2018 و2019» سنوات أرهقته ماديًا وصحيًا جعلته يفضل الراحة للابتعاد عن سهام النقد مع وعد بالدعم والمساندة ماديًا.
الترجى غدًا مع مدربه «المؤقت» أنيس البوسعيدى سيدافع عن كرامته الكروية، دوافع تقلل الخسائر لكن يبقى تعويض الثلاثية ضربًا مستحيلًا، فالروح القتالية وحدها لا تكفى مع مرض استشرى فى الجسد!
< أندهش من هجوم البعض للكولومبى أوسوريو مدرب الزمالك بعد الخسارة أمام الإسماعيلى بسبب طريقة لعبه، وعدم الدراية الكافية بالكرة فى مصر وأفريقيا وأفكاره لا تناسب إمكانيات الفريق.
الهجوم دون التقليل من الآخر مهم ليكون النقد موضوعيا ويُتقبل، والرجل يحتاج إلى الوقت وكيفية استغلال امكانيات كل لاعب وأفضل مركز له مع إيجاد المرونة التكتكية، بحيث يكون هناك مركز أول وثانٍ لكل لاعب، فى حال فرضت الظروف واقعًا على المدرب والفريق.
أوسوريو يواجه صعوبات بين لاعبين دون المستوى وبدلاء لا يستحقون ارتداء الفانلة البيضاء جُلّهم فقدوا الثقة فى أنفسهم، وأذهانهم مشغولة بالفراغ الإدارى والعقود وخلافه، والمدرب دون لاعبين لن يضيف شيئًا ولو تولى كولر مدرب الأهلى المرفوع على الاكتاف حاليا تدريب الزمالك لن يضيف شيئاً، ونجاحه مع الأهلى لنضج لاعبيه ووصولهم للفورمة والاستقرار الإدارى، قبل الحكم على أى مدرب النظر لما بين يديه من أوراق والظروف المحيطة به، حتى لانقلل ممن يستحقون الإجادة ونرفع آخرين ساعدتهم الظروف وارتقوا للنجومية بفضل أقدام لاعبين..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ.. الناقد الرياضى ومدير تحرير الوفد.