الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب .. بأيدينا.. لا بأيديهم

بأيدينا.. لا بأيديهم.. تتردد على ألسنة جماهير الزمالك كل موسم، كلما تجرعت مرارة الهزائم والخسائر وتباعدت الألقاب ومنصات التتويج، باكية على أحوال وأقدار دفعت بـ إدارات ومسئولين لمقاعد المسئولية وخيبوا ظن جماهيرهم وأضعفوا الانتماء والولاء والشعبية.
توسمت فيهم الجمعية العمومية أن تنتشل هذه المجموعة أو تلك النادى من التراجع والسقوط فكانوا هم فى حاجة لمن ينتشلهم من التخبط وغياب الرؤية، هدفهم الرغبة فى البحث عن الشهرة، والاستفادة من مواقعهم بما يخدم أعمالهم الخاصة.
لاعبون ومجالس ومسئولون كانوا جسر عبور قدّم نادى الزمالك من خلالهم الهبات والهدايا والمنح للمنافسيين الذين ينتظرون فى كل مرة أخطاء فنية أو إدارية أو رعونة قرار لتنزل على رؤوس الخصوم المفاجأة الثمينة ويعانقوا الميداليات وتكتظ دواليبهم بالكئوس كانت بين الأيدى البيضاء، وطارت فجأة وتسلمها الآخرون فى وقت لم يتوقعوا أن تسقط فى متناولهم!
وبصرف النظر عن توقيع زيزو للأهلى من عدمه ولو سلّم البعض بأن اللاعب لم يوقع وما زال داخل ناديه فيكفى الجدل واللغط الذى سيطر على الساحة الكروية الفترة الأخيرة، وتصريحات والده تكشف معاناته ونجله بين تجاهل وهروب واتهامات بالمغالاة والتندر بأن النادى سيبيع أصوله حتى يسدد له مقابل التجديد، وطلب الرجل مناظرة مع من يريد الرد من المجلس ليكشف الحقائق بشفافية للجماهير بعد أن طرح لهم خيارات عدة، وإذا كانت المشكلة «القدرة المالية» فالعروض الخارجية المغرية أمامهم ويستفيد كل طرف.
ورفضت الإدارة أى حلول، وراهنت على الجماهير والسوشيال ميديا القادرة على تحويل دفة اللاعب والتسليم بما تطرحه الإدارة، وما أشعل غضب والده ومع الاشتباك اللفظى قيل له فى جلسة «لو عاوز ابنك يمشى مع ألف سلامة» بعد أن علم أعضاء المجلس أن من يدعم النادى من خارج المجلس لن يدفع شيئًا فى الصفقة!
ورغم علم الإدارة من حق اللاعب فى يناير الماضى الرحيل دون أى مقابل لانتهاء عقده نهاية الموسم الجارى فإنها تجاهلت عرضين مغريين من السعودية أحدهما بـ4 ملايين دولار والثانى يزيد على 8 ملايين دولار، ولو دخلت إدارة النادى فى مفاوضات جادة لوصل العرض إلى 10 ملايين أى ما يقرب من نصف مليار جنيه.
وبعد أن كان فى متناول الزمالك نصف مليار جنيه تُرك اللاعب مجانًا دون أن يستفيد النادى بجنيه واحد!
ثورة جماهير الزمالك ليست فقط على رحيل نجم الفريق مجانًا وإنما فى انتقاله للغريم التقليدى، وتتساءل الجماهير: لماذا لم تجلس إدارة النادى مبكرًا مع اللاعب وتطرح حلولًا تبدو منطقية دون فرض شروط، خاصة أن اللاعب كان يفضل الزمالك لأسباب كثيرة.
والبعض يتساءل: لماذا لم تحاول إدارة النادى تدخل الرموز ورجال الأعمال من أبناء النادى لطرح حلول مقبولة من الطرفين، ولماذا مع مولد نجم يهرب لنادِ آخر منافس شبه مجاني؟!
ويبقى السؤال الأهم: إلى متى ستبقى الموارد المالية عائقًا أمام طموحات النادى.. ومتى ستنتهى الأزمة المالية.. وماذا فعل المجلس طيلة عام ونصف العام بعد أن وعد بحل هذه
الأزمة فى مدة وجيزة أم هى وعود انتخابية للاستهلاك المحلى فقط؟!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد.