عبدالرحمن سمير يكتب .. لمحات إنسانية فى زمن الغدر
بين حوادث القتل الدامية وحالات الاغتصاب والسرقة وزنا المحارم والعنف والبلطجة التى تطالعنا بها الصحف اليومية والمواقع الإخبارية والإلكترونية صباحا ومساء .هذه ام تقتل طفلها الصغير فلذة كبدها وتفصل رأسه عن جسده وتقطعه وتقوم بطهيه وتناست تلك الأم القاتلة الفطرة التى فطرها الله عليها من الحب والتضحية والرحمة والشفقة نحو اولادها ونسيت قوله تعالى (وإذا الموؤدة سئلت باى ذنب قتلت ) فباى ذنب قتل هذا الطفل ؟ . وهذا ابن يقتل أباه لأتفه سبب دون أن ترمش له عين أو يشعر بندم أو وخز ضمير وتناسى هذا الابن الضال قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وهذه بنت تتفق مع عشيقها على قتل امها التى حملتها فى بطنها تسعة أشهر وسهرت الليالى لتراها تكبر أمام عينيها وكل أمنية هذه الأم فى الحياة أن ترى ابنتها سعيدة فتناست تلك الفتاة العاقة قوله تعالى (فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما ) وهذا ثالث يقتل أخاه بلا رحمه أو شفقة ويتناسى قوله تعالى (سنشد عضدك بأخيك ) وهذه زوجة تقتل زوجها وتضعه فى اكياس وترميه فى مقلب الزبالة من أجل نزوة وشهوة شيطانية مع عشيقها وتناست تلك الخائنة قوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة) وهذا زوج يقتل زوجته أم أولاده بلا مبرر أو جريمة فعلت ونسى هذا الزوج الظلوم قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) وهذه صديقة تاخد صاحبتها إلى شقتها لتقتلها من أجل سرقتها ولم تشفع لها صرخاتها وتوسلاتها لتتركها تعيش . وكأننا فى عصر الوحوش والذئاب لا رحمة ولا عطف ولا شفقة ولا وازع دينى أو إنسانى أو أخلاقى بين الأب والابن والأم والبنت والزوج والزوجة الأصدقاء .تلك الحوادث المتتالية في وقت قصير افزعت الكثيرين من الناس وتساءل البعض عن أسبابها وأدلى كل بدلوه فى أسبابها وكيفية مواجهتها.ورغم تلك الحوادث الكارثية والجرائم النكراء تظهر لنا لمحات إنسانية تعيد لنا الأمل فى بقاء تلك الصفات الإنسانية من الرحمة والشفقة والعطف والحب بين البشر .فهذا زوج محب لزوجته عندما مرضت مرضا شديدا وأصبحت كليتها غير قادرة على تحمل المرض واحتاجت لمتبرع يتبرع بكليته لها إذ بالزوج الحنون العاشق لزوجته بكل أريحية وطيب خاطر يعطيها لها لتكمل بها حياتها .لم يتأخر هذا الزوج الحنون أو يفكر فى الضرر الذى سيقع عليه من هذا وتبرع لزوجته بكليته إنقاذا لحياتها.وهذه بنت لا تترك امها طيلة مرضها أثناء كورونا هذا المرض المخيف فى وقته وتأبى أن تخرج من غرفتها لتشفى الأم وتقع البنت فريسة لهذا المرض وترفض الأم أيضا ترك ابنتها لتجلس بجوارها ساهرة الليالى الطويلة تدعو الله أن يشفى لها ابنتها وقرة عينها .وتلك جارة طيبة من الزمن الجميل هذا الزمن الذى كان فيه الجيران كالأخوة تعد الطعام لجارتها يوميا أثناء مرضها ولا تتركها ابدا حتى تبرأ من اوجاعها .وهذا شاب فى نزهة مع خطيبته يراها تغرق أمام عينيه فيرمى نفسه بسرعة وراءها محاولا انقاذها من الغرق ولا يتركها ويتشبس بها حتى آخر لحظة ليغرقا معا كما عاشا معا .تلك اللمحات الإنسانية هى ما خلق الله عليه البشر وفطرهم عليها أم غير ذلك من الدونية فلا علاقة للإنسانية بها .