مختار محمود يكتب: كلمة أخيرة للجنة الاستماع الموحد
لجنة بتشكيلها الأخير لم تحقق المرجو منها، ولا أعلم ماذا سيقول أعضاؤها لربهم غدًا. كان يؤمل من اللجنة الموقرة أن تقدم لنا مجموعة من القراء المجيدين حفظًا وتلاوة وصوتًا، ولكنها لم تفعل..ويبدو أنها لن تفعل في القريب العاجل!
لا أحد يعرف لها دورية انعقاد، ولا منهجية اختيار، وكأنها لجنة سرية، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. اللجنة تمارس عملها بأسلوب اللجان السابقة؛ ترابط في مبني الإذاعة والتليفزيون تنتظر اللاهثين الباحثين عن لقب: "القاريء بالإذاعة والتليفزيون"، ومعظمهم يكون دون المستوى. الموهوبون الحقيقيون لا يطرقون الأبواب، ولا يمسحون الجوخ، ولا يُقبلون الأيادي؛ تقديرًا وتعظيمًا لما يحملونه في صدورهم من مُحكم التنزيل.
لم يكن مطلوبًا من اللجنة الحالية أن تغلق الأبواب في وجه من يستحق، ولا أن تطلق الحبل على الغارب لمن لا يستحق. اللجنة أصبحت تتعسف تعسفًا بغيضًا مع مواهب حقيقية، لا يملك أصحابها سوى موهبتهم فقط، في الوقت الذي لا تجد غضاضة في أن تمنح آخرين فرصة واثتين وثلاثًا لأسباب مريبة!
اللجنة تتعسف مع قراء مشهود لهم بالكفاءة، وتم اعتمادهم منذ أكثر من عشرين عامًا، ولكنها ترفض تصعيدهم إلى قوائم "القراءات الطويلة". اطلعتُ على حزمة من تقارير اللجنة عن بعض هؤلاء القراء، فوجدتُ –وأيم الله- عجبًا. تقارير تخاصم الواقع، وتحمل بين ثناياها ظلمًا بينًا. لقد عرضتُ بعضًا من هذه التلاوات والتقارير المرفقة بها على أهل العلم والفهم والاختصاص، فأجمعوا على عدم شفافية هذه التقارير ونزاهتها، واعتبروها مُغرضة ومُوجهة!
كان ينبغي على اللجنة الموقرة التي تضم من بين أعضائها أسماء بارزة مثل القاريء أحمد نعينع، ثلاثة أمور لا رابع لها:
-الأمر الأول: أن تطلب إعادة اختبار القراء الذين تسللوا في العقدين الأخيرين، وأفسدوا كل شيء، فتستبعد منهم مَن لا يستحق، وتُبقي على من يستحق، وتعيد تأهيل من يستحق فرصة ثانية.
-الأمر الثاني: أن تنظر مليًا في ملف أصحاب القراءات القصيرة؛ بهدف تصعيد المتميزين منهم؛ لا سيما أن القائمة تضم قراء مهمين فعلاً، ويفوقون أقرانهم الذين تسللوا بعدهم بأساليب غير مشروعة، مثل الذي فشل مبتهلاً مرتين فتم اعتماده على حين غفلة ضمن أصحاب القراءات الطويلة، بل سجل رقمًا قياسيًا في قراءة قرآني الجمعة والفجر، وكأنَّ مصر عقمت من القراء.
-الأمر الثالث: كان ينبغي على أعضاء اللجنة الموقرة أن يتخلوا عن الروتين والبيروقراطية، ويسيحوا في صعيد مصر وريفها؛ بحثًا عن قراء موهوبين؛ مثلما كانت الإذاعة تفعل قديمًا، وبهذه الطريقة تم إقناع القاريء الراحل محمد صديق المنشاوي بالحضور إلى القاهرة واعتماده رسميًا، وغيره كثيرون.
أمَّا ما تفعله اللجنة حاليًا من تعنُت غير مقبول، سواء في اعتماد قراء جدد، أو تصعيد قراء قدامي إلى قائمة التلاوات الطويلة، فهو أمر غير محمود، ويجعل حلها وإعادة تشكيلها أمرًا مطلوبًا على وجه السرعة؛ لإنقاذ دولة التلاوة المصرية التي انفرط عقدها بسبب هذه اللجنة، وما سبقها من لجان لم تكن على مستوى المسؤولية في تحمل أمانة ثقيلة جدًا..استقيلوا أو اعدلوا يرحمكم الله.
السيد رئيس الإذاعة محمد نوار..أمامك –بصفتك الرسمية- فرصة سانحة لإصلاح ما أفسده سابقوك، وتصويب المسار لمن سوف يأتون بعدك؛ انتصارًا للقرآن الكريم، وليس لأشخاص..فهل أنت فاعل؟!