الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب ..”القاهرة.. كازابلانكا”
حالة الهلع التى أصابت جماهير وعشاق فريق الأهلى بعد الهدف القاتل لسيف الدين بوهرة لاعب الوداد المغربى، قلبت الحالة المزاجية للفريقين سلبًا وإيجابًا، وولدت قلقًا وارتباكًا لمحبى الأحمر، وأثرت على لاعبيهم قبل ساعات من الموقعة الحاسمة بكازابلانكا.
وبين لقاءى الذهاب بالقاهرة والعودة بكازابلانكا «الأحد»، أحداث وهجوم على الحكم الليبى معتز الشلماني -قليل الخبرة والاحساس بالمكان- من جماهير الأهلى وطبقة المثقفين، والاتهام الصريح بوجود صفقة بينه والمغرب، لأن والده الحكم الدولى السابق عبدالحكيم الشلمانى سيخوض انتخابات رئاسة اتحاد شمال أفريقيا، ويحتاج لدعم فوزى لقجع رئيس الجمعية المغربية، وعضو المكتب التنفيذى للكاف، رغم أن الحكم احتسب ركلة جزاء للأهلى فى بداية اللقاء والكرة فى رأس مدافع المغرب وليست يده وأسرع باحتساب جزائية وأنذر صاحب الرأسية!
وتدخل التونسى هشام قيراط من «الفار» معلنًا عدم صحة الركلة وسحب الانذار، ولو كانت النية مبيتة لاحتسب ركلة جزاء فى الشوط الثانى ضد على معلول فأين التحيز؟ كما أن العديد من خبراء التحكيم أكدوا أن قرارات الحكم صحيحة وساعده الفار وأخطاؤه -عدم رؤية وخبرة- لم تغير من نتيجة اللقاء سواء تغاضيه عن انذار لمروان عطية الذى كان سيمنعه من المشاركة فى لقاء العودة، أو اكتفاؤه بإنذار مدافع الوداد وعدم طرده فى الدقائق الأخيرة لبُعد «بيرسى تاو» من المرمى.
وترشيح الإثيوبى باملاك تيسيما لإدارة مباراة الأحد لا يعنى الدور «الخبيث» لـ«لقجع» لأن الأخير اشتبك معه فى نهائى الكونفيدرالية 2019 فى لقاء الزمالك ونهضة بركان، حيث ينتمى «لقجع» لمدينة بركان، وسوء النية أكبر من الصورة الضيقة العلانية، ونظرية التآمر شبكة كبيرة اخطبوطية!
الاتهامات «الظالمة» تعكر صفو علاقات الجماهير والدول، وتترك فى نفوس الإدارات والحكام سقما وضجرا ينعكس على تصرفاتهم مع الفرق المصرية.
ورغم أن فوز الأهلى بهدف نظيف كان أفضل من 2/1 لأن قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين فى حال التساوى فى الأهداف يصب فى صالح المنافس «الشقيق»، إلاّ أن المباراة أشبه بتساوى الفريقين فى شوط، والحسم فى الشوط الثانى المصيرى، ويحتاج الأهلى لتسجيل هدف مبكر يعيد المباراة لمربع «صفر» ويُبعد الضغوط عن لاعبيه مبكرًا، والوداد عليه أن ينهى الشوط الأول بهدف على الأقل لنفس السبب وإبعاد ضغوط النتيجة والجماهير.
كلها متاعب تعيدك فى النهاية لحسابات دقيقة ومدى قدرة لاعبى الفريقين عليها بحكم الخبرة والجينات والانضباط النفسى والانفعالى، والتى تكون فى صالح الأهلى بما يملكه من حلول، وتوزيع المباراة لأجزاء والتعامل مع كل جزء بذكاء دفاعًا وهجومًا مع تقليل الأخطاء خاصة فى الدقائق الأولى والقاتلة فى نهايتها، وعودة محمد الشناوى لحراسة المرمى تمنح الفريق دفعة معنوية وأريحية كبيرة لاسيما لخط دفاعه.
عكس الوداد الذى يُعد خط دفاعه أضعف الخطوط خاصة قلبى الدفاع وعلى وجه الخصوص الكونغولى زولا متعدد الأخطاء، والضغط عليه يصيبه بارتباك وتهور وإسقاطه فى فخ الأخطاء والحصول على ركلات جزاء.
فى النهاية الحلول الفردية والتفاصيل الصغيرة هى الحاسمة فى هذه المواجهات المثيرة.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير الوفد.