الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. التراجع الكروي
يبدو أن الدورى المصرى فى الموسم المقبل لن يضيف جديدًا يعطى بارقة أمل فى تطوير الكرة المصرية ووضعها على الخريطة العالمية.
انشغلت رابطة الأندية طوال الفترة الماضية بانتخاب مجلس إدارة جديد، واستمرت الوجوه نفسها التى جعلت من الدورى المصرى نمطًا تقليديًا بنظامه ولاعبيه وعيوبه وأخطائه التى لا تنتهى دون الجلوس لإخراجه من «غرفة الإنعاش»!
وسيطر الجدل الطويل والصخب المزعج فى الحرب المشتعلة بين إقامة دورى المحترفين المستحدث أو دورى القسم الثاني «أ» من عدمه، والذى يضم 20 فريقًا، إذ يُصر اتحاد الكرة على إقامته رغم المعارضة رغم أنه لم ولن يضيف جديدًا للكرة المصرية؛ لأن الثورة الحقيقية للنجاح فى تغيير جذرى فى المسابقات المختلفة ولوائح قوية ناجزة يتم تنفيذها على الكبير والصغير دون مجاملة أو مواربة، بعد أن كشف النظام الكروى فى الموسم الماضى مسرحيات هزلية كانت سببًا فى تراجع المستويين الفنى والإدارى وتندر علينا القريب والبعيد بفعل الدخلاء على اللعبة الذين يديرون شئونها.
ويكفى أن النصر السعودى وبعد 48 ساعة تقريبًا من نهائى البطولة العربية لعب مع الاتفاق فى افتتاحية الدورى السعودى ويخسر فى غياب نجمه رونالدو المصاب ولم ينحنِ الاتحاد السعودى لضغوط إدارة النصر القوية وجماهيره العريضة لتأجيل اللقاء، ولم نرَ هجوما على السوشيال للنيل من اتحاد اللعبة مثلما يحدث عندنا من سباب وشتائم!
واتحاد الكرة ورابطة الأندية مشغولان بكل شيء بعيدًا عن التخطيط الجاد لوضع مسابقة الدورى الممتاز «واجهة الكرة المصرية» موضع اهتمام للارتقاء بمستواها بعد أن سحبت بعض الدوريات البساط من تحت أقدام الدورى المصرى.
وزادت الفجوة بفضل تكالب نجوم العالم على التواجد فى الدورى السعودى مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونجولو كانتى ورياض محرز وساديو مانى ونيمار، والفترة المقبلة ستشهد المزيد من الأساطير بعد أن أصبح جاذبًا بحكم رأس المال والتسويق الجيد والرؤية المستقبلية والتفكير الناجح.
والمادة وحدها لا تصنع معجزات، فكم من بلدان تزخر بمعادن وثروات فوق وتحت أراضيها ولم تستغل وينهبها الآخرون، وكم من بلدان مواردها قليلة واستطاعت الوقوف على قدميها ولم تمُد يدها، ونفس الوضع الاتحادات والأندية وكيف تستثمر ما تملكه بشكل يضيف لخزينتها أو أفكارًا جديدة مستحدثة تجذب رؤوس أموال.
وحتى قبل زحف النجوم نحو السعودية كان الدورى متفوقًا لوجود عدة فرق مستواهم ثابت فى كل موسم بالدورى السعودى مثل اتحاد جدة والشباب والنصر والهلال وغيرها فى تنافس حتى النفس الأخير، عكس بعض الدوريات ومنها المصرى، ويزيد من تراجعه أن معالم المنافسة للدورى تتضح مع بداية الدور الثانى وتتحدد معالم فرق المربع الذهبى والفرق الهابطة ما جعل الجماهير تعطى ظهرها لمتابعته وتفضل مشاهدة دوريات أخرى.
الحاجة تستدعى إرسال بعثات كروية إلى الدول المتقدمة كرويًا؛ لتطوير وتعلم اللاعبين الأسس الصحيحة إداريًا وفنيًا، للاستفادة منهم مستقبلًا وتطوير اللعبة بكل مكوناتها.
فمنذ إنشاء رابطة الأندية ولم تضف للمسابقة رغم محاولاتها استحداث إقامة بطولات مثل الدول الأوروبية، والتطوير لا يعنى زيادة كم المسابقات بقدر التفكير فى النهوض بالمسابقة الأم مثلما يحدث فى كل دول العالم المتقدم كرويًا.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى.