ماذا يحدث للجسم عند التوقف عن ممارسة الرياضة؟
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية أداة صحية للوصول إلى جسم صحي سليم يساعد على تقوية جهاز المناعة، وتقوية عضلات الجسم، حيث إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لا تحرق فقط السعرات الحرارية أو تعمل على تكوين وظهور العضلات، وتحافظ على اللياقة البدنية، بل لها العديد من الفوائد الأخرى على الصحة العامة، وبذلك يكون جسم الإنسان اعتاد على الاستمرار عليها دائما ولكن الخطر يكمن في التوقف المفاجئ أو الابتعاد عن ممارسة الرياضة لفترة أونهائيا، لكن ماذا يحدث في حالة التوقف المفاجئ عن ممارسة التمارين الرياضية؟
أضرار التوقف عن ممارسة الرياضة
يقول الدكتور مصطفى السجيني، استشاري العلاج الطبيعي، إن هناك العديد من التغيرات الفسيولوجية، التي تظهر على الجسم عند التوقف التام عن ممارسة الرياضة وخاصًة لدى الرياضيين؛ حيث يحدث لهم انقباض في حجم العضلات وتكوين الدهون حول العضلات بشكل ملحوظ.
" كما أن الانقطاع عن الرياضة يضر العظام، حيث إن الشخص الرياضي كان يقوم بممارسة مجهود أثناء ممارسة الرياضة مما يساعد جسده في حرق عدد كبير من السعرات الحرارية، ولذلك نشاهد بعض الرياضيين يتعرضوا إلى ارتفاع ملحوظ في الوزن بعد التوقف عن ممارسة الرياضة.
كما أن التوقف عن ممارسة الرياضة يضر بأعضاء الجسم بشكل عام والقلب بشكل خاص، وقد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل القلب أو السكري خاصة في حالة وجود تاريخ عائلي من هذه الأمراض فقط، كما تؤدي فترة عدم التمرين التي تبلغ 12 أسبوعًا إلى انخفاض كتلة العضلات وقوة العضلات، ولكن من الممكن عودة العضلات إلى مستويات ما قبل التدريب،حيث إن إعادة التدريب يمكن أن تحدث بسرعة أكبر نتيجة لمفهوم يعرف باسم "ذاكرة العض
التوقف التدريجي عن ممارسة الرياضة
وقدم السجيني، النصائح إلى الرياضيين بضرورة عدم التوقف المفاجئ عن ممارسة الرياضة، بل الطريقة الصحية تتم من خلال التوقف التدريجي عن ممارسة التمارين الرياضية، مع ضرورة اتباع حمية غذائية مناسبة للنشاط المبذول بعد التوقف عن ممارسة الرياضة لتفادي زيادة الوزن.
" كثير ممن يمارسوا الرياضة أو من استمر فترة في ممارسة الرياضة، قد يهتم في البداية بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية في معظم الأيام، ولكن بعد ذلك يقرر حصوله على يوم راحة، ربما يتحول يوم الراحة إلى بضعة أيام بعد ذلك، وقد يضطر البعض إلى التوقف لفترة من الوقت بسبب إصابته بعض آلام العضلات أو المرض أو الإصابة، لكن لايفضل أن تصل هذه الإستراحة إلى أسبوع لأن هذه المدة تؤدي على إنخفاض اللياقة البدنية، على أن تكون الراحة مدة بسيطة من يوم إلى ثلاثة أيام فقط ويتم تحديد ذلك بحسب كثافة النشاط الرياضي الذي يمارسة الفرد، حيث يحتاج إلى أيام راحة واستشفاء لإصلاح ألياف العضلات وتقوية نفسه بين التدريبات.
ويكمل ، إن من العوامل التي تؤثر على فقدان اللياقة هي طول فترة التوقف عن التمرين وبناء على العمر ومستوى اللياقة، مع الابتعاد وقت طويلا عن صالة الألعاب الرياضي
توقف ممارسة الرياضة تؤثر على صحة القلب
من جانبه يقول الدكتور محمد مصطفى فاروق استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة عين شمس، يمكن أن يؤدي التوقف لمدة أسبوعين فقط يقلل بشكل كبير من قدرة القلب والأوعية الدموية على التحمل ، وكتلة العضلات الهزيلة ،وحساسية الأنسولين.
كما أن التوقف شهرين من عدم التمرين لدى الرياضيين يؤدي إلى تغييرات في تكوين الجسم ، وضعف وظيفة التمثيل الغذائي ، وتطور عوامل الخطر القلبية الوعائية، على الرغم من أن الوقت الذي يستغرقه فقدان مستويات اللياقة البدنية يعتمد على مدى لياقتك في البداية والمدة التي تمارسها.
كما أن تقدم الناس في العمر ، يسبب في انخفاض قدراتهم بشكل طبيعي على جودة العضلات وكذلك خفة الحركة، لذلك من المهم ممارسة الرياضة والبقاء نشيطًا مع التقدم في السن للحفاظ على اللياقة الوظيفية، لذلك من الضروري متابعة التغيرات التي تحدث في الجسم لأن فقدان كتلة العضلات وقوتها يمكن أن ينخفض بسرعة ، وسرعان ما تصبح أنشطة الحياة اليومية فجأة أكثر صعوبة.
ظهور التأثيرات الفسيولوجية بعد التوقف عن ممارسة الرياضة
ويتابع الدكتور محمد فاروق، أن التوقف عن ممارسة الرياضة ، يسبب العديد من التغييرات الفسيولوجية، والتي تبدأ في فقدان المكاسب التي حققتها القلب والأوعية الدموية ، مثل قدرة القلب على ضخ الدم بشكل أكثر كفاءة ، وتحسين قدرة الجسم على استخدام الكربوهيدرات للحصول على الوقود ، وقدرة العضلات المعززة على معالجة الأكسجين.
" كما ينخفض أي تحسن في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وسكر الدم، ويصاحب كل ذلك زيادة الوزن خاصة لمن يمارس تمارين القوة مما يسبب تتضاءل في حجم العضلات والقوة والقدرة على التحمل، وتصبح العضلات بعدها أصغر وأضعف، وتكون أكثر انخفاضا في القدرة على التحمل العضلي
انخفاض ضغط الدم
ويتابع استشارى القلب، أنه لا يعني التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية أن الفرد يصاب بارتفاع ضغط الدم، حيث تعتبر ممارسة الرياضة نوع يساهم في انخفاض ضغط الدم وهي من الفوائد المعروفة لممارسة التمارين الرياضية بانتظام ، حيث تعتبر ممارسة الرياضة تغييرا مقبولًا طبيا في نمط الحياة لعلاج ارتفاع ضغط الدم،
أظهرت دراسة بحثت في استجابات ضغط الدم لدى مجموعة من الرجال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم خلال فترة ستة أشهر من التدريب ، وارتفاعًا في ضغط الدم بعد أسبوعين فقط من عدم النشاط.
الرياضة تساعد على ضبط سكر الدم
من المعروف أن مستوى الجلوكوز في الدم يرتفع بعد تناول الطعام ، ثم ينخفض حيث تمتص العضلات والأنسجة الأخرى السكر اللازم للحصول على الطاقة، هنا يقول استشاري القلب أنه تعتبر ممارسة الرياضة طريقة فعالة لخفض مستويات السكر في الدم ، ولكن إذا توقفت عن ممارسة الرياضة ، فقد تظل مستويات السكر في الدم مرتفعة بعد تناول الوجبة.
أمراض تعوق ممارسة الرياضة
في حين أنه توجد أضرار من توقف ممارسة الرياضة إلا أنه، توجد أسباب تحتم عدم الاستمرار في ممارسة الرياضة مثل الإصابة بأحد الأمراض، ومنها الحمى، حيث إن عند الشعور بالحمى، فيجب التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية، لأن القيام بنشاط بدني عالي الكثافة أثناء ارتفاع حرارة الجسم يزيد العبء عليه، خاصةً أن الجهاز المناعي في هذه الأثناء يبذل جهدا كبيرا لمكافحة الحمى العدوى؛ حيث إن ممارسة الرياضة في ظل الإصابة بالحمى قد يزيد من خطر الإصابة بالجفاف، لأن الجسم بسبب ارتفاع حرارته يفقد قدرا كبيرا من السوائل، تزداد نسبتها عند القيام بالنشاط البدني.
" وكذلك الحال عند الإصابة بنزلات الإنفلونزا، التي تتطلب خلود الجسم للراحة ، لأن ممارسة التمارين الرياضية يجعل الأعراض أكثر سوءا، بالإضافة إلى انتقال العدوى للآخرين عند التعامل معهم، عبر الرذاذ الصادر عن الفم والأنف أثناء السعال والعطس.
كما يمكن للمصاب بنزلات البرد ممارسة التمرين اليومي ولكن بشرط أن يكون متوسط الشدة، مع ضرورة تنظيف الاجهزة الرياضية في الجيم بالمعقم الكحولي بعد استخدامها.
أيضا لابد من توقف ممارسة الرياضة لمرضى الربو، صحيح أنهم غير ممنوعون من الرياضة، ولكن إذا تعرضوا للنوبة، يفضل عدم ممارستها لبضعة أيام والتوجه للطبيب المعالج في حال استمرار الأعراض، ولكن المهم هنا أنه يجب على مريض الربو استشارة الطبيب حول الرياضة المناسبة لحالته الصحية، مع مراعاة ممارسة تمارين الإحماء لمدة 10 دقائق بهدف تهيئة عضلات جسمه، وإذا واجه المريض صعوبة في التنفس أو شعر بالتعب في منتصف التمرين، عليه التوقف فورًا.
ويكمل أيضا استشاري القلب حديثه عن الأمراض التي تستدعي توقف ممارسة التمارين الرياضية، وهي مثل الشعور أو الإصابة بآلام العظام والعضلات التي تتطلب النون للحصول على الراحة، مع تجنب القيام بأي نشاط بدني، مثل ممارسة الرياضة وحمل الأشياء الثقيلة، حتى لا تتفاقم الإصابة ، وكذلك الحال في حالة ارتجاج المخ.