أية عبد الرحمن تكتب .. الحياة حلوة
الحياة لا تحتاج منا أن نكون الأفضل , بل تحتاج منا أن نفعل أفضل ما بوسعنا، فالحياة رحلة جميلة مليئة بالمغامرات،و التجارب ،و القصص المختلفة في كل وقت و حين ، فهناك من يعتقد أن الحياة حزينة مليئة بالمشكلات و المصاعب
و طبعاً هي ليست كذلك ، فالحياة هي النعمة التي وهبنا إياها الخالق لنبتهج.
أقول ليست المشكلة في الحياة ،بل المشكلة أننا لا نعرف نعيشها، فالحياة ما هي إلا مكسب وخسارة ،قد تكون الحياة جميلة في الشقاء والسعي، فلذلك لذة لا يعرفها إلاّ من وصل بعد سنين من التعب .
تكمن روعة الحياة في الأشخاص الذين يحيطون بنا بقلوبهم الطيبة، الصدق في عيش الحياة هو سر التألق فيها ،القليل من الحب والرضا والفرح يعتبر مزيج رائع لعيش الحياة .
أقول بكل صدق عشِ الحياةَ لأنّها تستحقّ أن نحياها ،فلا تبكي على ما فاتك فهو ليس من نصيبك ،و لا تقلق فكل شيء يحدث لك في الحياة هو لسبب ما ، فكل منا يسعى لأن تكون حياته ناجحة و لقد خلقنا الله للعبادة ،و العمل و الاعتناء بالنفس ،و لكي تنجح في هذه الحياة , جنب حماستك كل تأثير سلبي يقوم به الناس من حولك،عشِ الحياة لأنها تستحقّ أن نحياها فجوهر الحياة هو السعادة، لذلك علينا أن نكون سعداء في كل تفاصيل حياتنا .
وأعلموا لن تمنحنا الحياة أبداً ، ما نريده في اللحظة التي نعتقد أنها اللحظة المناسبة،تعلم من دروس الحياة حتى لا تقع مرة ثانية ، فالحياة رحلة جميلة وليس علينا إلاّ الاستمتاع بها.
متى نتوقف عن إهدار أوقاتنا في التأسفِ على ماضٍ أليم، أو نعي حاضرٍ صعب، أو استحضار ذكرياتٍ بها طعم الاسى والحزن، كل ذلك لن يغير في خارطة الأقدار الربانية شيئًا، فلنستقبلها برضا لا بتقبل، فشتان بين المتقبلين لأقدارهم، والراضين بها، الرضا أرفعُ مقامًا عند الله.
لنرضَ بما قسم الله لنا، لنكن أغنى الناس، لنرضَ بأحوالنا ونسعَ للأفضل، لنفكرَ بإيجابية وننهض، فما أجملَ أقدام الثابتين في مواقفهم من ابتلاءات الرحمن، ولنستحضر هنا قول شاعر الشباب إيليا أبو ماضي "كم تشتكي وتقول إنك معدم والأرض حولك والسما والأنجم، ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم.." ولندقق في قوله هنا "هشت لك الدنيا فمالك واجما، وتبسمت فعلام لا تتبسم، إن كنت مكتئبًا لعزٍ قد مضى، هيهات يرجعه إليك تندم، أو كنت تشفقُ من حلولٍ مصيبةٍ، هيهات يمنع أن تحل تجهم، أو كنتَ جاوزت الشباب فلا تقل شاخ الزمان فإنه لا يهرم"
كلنا نفهم كل ما سبق، ومع ذلك نتجهم، ونغضب ونثور، وننسى أن نعيش اللحظة، أو بالأحرى نفشل، مع أن الأولى بنا أن نرحم ضعفنا وأن ننصف ذواتنا التواقة لتأملِ فراشةٍ تميلُ على أغصانِ شجرةٍ مشتاقةٍ لقطرات المطر، أو تأمل شروق شمسِ صباحٍ جديد بعد ليلٍ مظلمٍ بالجراح.
علينا أن نتدرب مغادرة مربع الأحزان، ونغني للحياة" الحياة حلوة ولكنها بحاجةٍ إلى من يفهمها جيدًا، لنبني أنفسنا ونرممها من الأوجاع، فالترميم يُساعدُ على إبقائها مطمئنة، والاطمئنان النفسي يكادُ يكونُ في مقدمة الأولويات، يكادُ يتفوق على حاجةِ الإنسان للطعام والشراب، فما قيمة حياته إن عاشها قلقًا حيرانًا، إن عاشها بلا أمان.
علينا أن نطلق دعوة للتمرد على الوجع، للانتصار للحق في عيشٍ كريم، بلا منغصاتٍ أو مسببات للتوترِ والآهات، فالحياة نعيشها مرة، وبالتجارب نعيشها عشرات المرات، لنقرأ عن السعادة، ولنلتصق بالسعداء، فمنهم نتعلم وبهم يجب أن نقتدي، مع يقيني بأنه لا سعادة لمن لا أمن نفسي له، فالسعادة هي الأمن والطمأنينة، من عاش مطمئنًا عاش سعيدًا، ومن عاش يستجدي الطمأنينة مات متعطشًا للسعادة