خسائر إسبانيا من الجفاف تصل إلى 4.6 مليار يورو
قالت صحيفة اوك دياريو الإسبانية إن التأثير الاقتصادي لتغير المناخ، وخاصة الجفاف، واحد من أكثر العوامل إثارة للقلق والتي تدفع المؤسسات والشركات العالمية إلى توقع كيف ستؤثر هذه الظروف على مستقبل القطاعات الإنتاجية.
وحذر أحدث تقرير صادر عن وكالة التصنيف الائتماني الأوروبية، Scope Ratings GmbH، من أن تطور الجفاف وتأثيره الذى سيكلف إسبانيا حوالي 4.6 مليار يورو حتى عام 2050، وهو ما يعادل 5.8% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد في البلاد. .
ووفقا للتقرير، "من الضروري أن يشدد المستثمرون على اختبار الاقتصادات للكشف عن التعرض للجفاف والكشف عن المخاطر في محافظهم الاستثمارية".
وتواجه إسبانيا أسوأ موجة جفاف منذ عام 1961 مع ندرة هطول الأمطار، حيث قامت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet) بتقييم الوضع، وقالت إن الفترة 2022-2023 كانت جافة فى إسبانيا بشكل واضح حيث سقط 560.7 لتر لكل متر مربع؛ وهو أقل بنسبة 12% من المعدل الطبيعى، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الاسبانية.
وقال خوليو بيربل، الأستاذ بجامعة قرطبة وعضو لجنة خبراء الجفاف التابعة لحكومة الأندلس: "هناك العديد من الرسوم البيانية المخيفة"، فى إشارة إلى السلسلة التاريخية التى يعدها إيميت سنويا ببيانات هطول الأمطار. الآن، كما يشير عالم المناخ صامويل بينر، "مع وجود تضاريس معقدة مثل تلك الموجودة فى إسبانيا، فإن متوسط معدل هطول الأمطار ليس مفيدًا جدا.
وأشارت وكالة الأرصاد الإسبانية إلى أنه فى بعض مناطق الأندلس وكاتالونيا، يجب أن تستمر الأمطار غير العادية لعدة أشهر متتالية لتعويض العجز فى السنوات الأخيرة.
وأدى الجفاف وموجات الحر الشديدة التى ضربت إسبانيا إلى خفض إنتاج زيت الزيتون إلى النصف، حيث أنتجت إسبانيا 1.5 مليون طن لعام 2023، كما تؤدى قلة الأمطار وموجات الحرارة المتكررة إلى إجهاد شجرة الزيتون، وسقوط الثمار قبل موعد نضوجها للمستوى المطلوب.
كما ارتفع سعر زيت الزيتون هذا العام بنسبة 112% مقارنة بالعام الماضى وفقا لتقرير نشرته وزارة الزراعة والأغذية الإسبانية الشهر الماضي.
وقدمت وزارة التحول البيئى والتحدى الديموجرافى ووزارة الزراعة والصيد البحرى والأغذية فى إسبانيا تقرير حول إدارة الجفاف فى عام 2023، وحذرت فيه من أن 14.6% من الأراضى الوطنية فى حالة طوارئ بسبب نقص المياه و27.4% فى حالة تأهب، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
ويعتبر المزارعون، الذين يواجهون كل هذه المشاكل إضافة إلى التكاليف الإضافية، أن "التحول التكنولوجى فى مجال الرى ضرورى للتمكن من مواجهة قلة الأمطار"، لأن "الاستثمارات الجارية لا تكفى للتخفيف من نقص المياه"، ومما زاد من "الحاجة إلى الاستفادة منها بشكل أفضل فى مواجهة تغير المناخ".
بالإضافة إلى ذلك، تؤدى هذه التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ إلى تفاقم العواقب المترتبة على ارتفاع مستوى استهلاك المياه، وخاصة لرى المحاصيل الصناعية، مما يجعل الإجهاد المائى الذى نعانى منه فى العديد من مناطق شبه الجزيرة الأيبيرية مزمنا. ولهذا السبب، فقد طالبت حكومات عدة بلديات بوضع استراتيجية وقائية ضد الجفاف.