في الذكري ال50 لوفاة الموسيقار فريد الاطرش
في عام 1947 بدأ فريد الأطرش رحلته في فيلم “حبيب العمر” مع سامية جمال، وكذلك "عفريتة هانم"، و"ما تقولش لحد" مع نور الهدى، و"قصة حبي" مع إيمان، و"ما ليش غيرك" مع آمال فريد و"شاطئ الحب" مع سميرة أحمد، و"رسالة من امرأة مجهولة" مع لبنى عبد العزيز، و"ودعت حبك" مع شادية، وكان آخر أفلامه هو "نغم في حياتي" مع ميرفت أمين عام 1974.
من أشهر أفلام فريد
الأطرش "انتصار الشباب "وهو أول أفلامه وقد تقاسم بطولته مع شقيقته أسمهان عام 1941 وهو الفيلم السينمائي الأول والوحيد الذي جمع بين المطرب والملحن فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، ونشرت مجلة "الراديو المصري" على غلافها في ذلك اليوم صورة تجمع بين البطلين الشقيقين، احتفالًا بهذا الإنجاز الذي جمع بينهما، والفيلم قصة عمر جميعي، وحوار بديع خيري، وإخراج أحمد بدرخان الذي كان متزوجًا بأسمهان، بطولة علوية جميل، ماري منيب، إستيفان روستي، حسن فايق، عبد الفتاح القصري، أنور وجدي، بشارة واكيم، وعبد السلام النابلسي، والأغاني قام بها فريد وأسمهان منفردين ومجتمعين، وجميعها من ألحان فريد، وكتب كلمات الأغاني بيرم التونسي وأحمد رامي، وظهرت الراقصة سامية جمال في الفيلم لأول مرة ولم يلاحظها أحد.
أما فيلم “ تعالى سلم ” بطولة فريد الأطرش وسامية جمال عرض عام 1951 قصة وسيناريو أبو السعود الإبياري، استوحى القصة من مسرحية لبديع خيري ونجيب الريحاني قدمت في الثلاثينيات باسم "حسن ومرقص وكوهين"، ومن إخراج حلمي رفلة وبطولة فريد الأطرش وسامية جمال.
وقد تسبب هذا الفيلم قبل تصويره في خلاف شديد بين محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، فقد تعاقد عبد الوهاب كصاحب شركة إنتاج مع فريد الأطرش على بطولة الفيلم، ووقع فريد العقد، وكان الاسم المبدئي للفيلم "دايمًا معاك" تغير فيما بعد إلى "تعالى سلم"، وتقاضى فريد عربونَ الفيلم وسافر إلى باريس لإحضار ملابس الشخصية
، وحدث أن نشرت جريدة أخبار اليوم خبرًا عن الاتفاق على الفيلم بدأته بديباجة تقول: (عملًا بسياسة الموسيقار محمد عبد الوهاب في اكتشاف وتشجيع المواهب الجديدة فقد تعاقدت شركته على إنتاج فيلم بطولة فريد الأطرش وسامية جمال) وعندما علم فريد بنص الخبر أغضبته صيغة الخبر، إذ كيف يضعه عبد الوهاب في مرتبة المواهب الجديدة وهو الموسيقار الكبير، فعاد إلى القاهرة واتجه إلى مكتب عبد الوهاب مبديًا غضبه طالبًا فسخ العقد مهما كلفه ذلك، وانتهى الأمر بأن تم فسخ العقد ودفع فريد 5000 جنيه قيمة الشرط الجزائي وتولى بنفسه إنتاج الفيلم
فيلم “لحن الخلود “ رومانسي درامي غنائي مصري، عرض في ديسمبر عام 1952، قصة وحوار يوسف عيسى، وسيناريو وإخراج هنري بركات، وبطولة وغناء فريد الأطرش، وماجدة، وفاتن حمامة، مديحة يسري، وسراج منير، وصلاح نظمي، يعلق المخرج هنري بركات على فيلم “لحن الخلود” في مجلة الكواكب عام 1952 وقت عرض الفيلم فيقول: إن البطلين فريد الأطرش وفاتن حمامة كانا مشهورين، لكن ”لحن الخلود” أثبت نجومية فاتن، وفي نفس الوقت كانت نجومية فريد كمطرب متألقة، وحدث التفاهم بين النجمين وكذلك الاحترام والمحبة والصداقة ما انعكس على مشاهد الفيلم فأعطى دوريهما المصداقية في الأداء.
وغنى فريد الأطرش في الأحداث أربع أغنيات هي: وياك وياك، يا مالكة القلب بإيدك، جميل جمال مالوش مثال، بنادي عليك.
فيلم "زمان يا حب" عرض عام 1973 بعد أيام من نصر أكتوبر بطولة فريد الأطرش وزبيدة ثروت، عن قصة وسيناريو وحوار يوسف جوهر وإخراج عاطف سالم، رفضت سعاد حسني وكانت في قمة نجوميتها بطولة الفيلم، وقالت سعاد: إن عبد الحليم حافظ طلب منها ذلك حتى لا تمثل مع فريد، ووعدها بتقديم فيلم معه باسم "دارت الأيام" فاختار المخرج بدلًا منها زبيدة ثروت.
فيلم زمان يا حب
يحكي فيلم زمان يا حب قصة ليلى تسافر مع الفرقة الاستعراضية لتقديم عروضها في بيروت حيث يقيم خالها خليل الذي يكذب على عائلته بأنه مليونير ويقيم في قصر ببيروت، والحقيقة أنه رئيس للخدم في القصر الذي يمتلكه المطرب الشهير مدحت "فريد الأطرش"، ويستمر في الكذبة وتقيم ليلى وصديقاتها في القصر لأن صاحب القصر كان مسافرًا، وعندما يحضر مدحت تبادله الحب ويقرر الزواج بها وتنكشف الحقيقة ويدرك مدحت فارق السن بينهما، وكان فريد الأطرش في قمة معاناته مع المرض وتقاضى عنه 25 ألف جنيه.
على طريقة المرأة الرومانسية التي تضحي من أجل نجاح وإسعاد الحبيب كانت قصة فيلم "الخروج من الجنة" المأخوذ عن مسرحية بنفس العنوان كتبها الأديب توفيق الحكيم عام 1952، تم تحويلها إلى فيلم من إخراج محمود ذو الفقار، عرض عام 1967، بطولة فريد الأطرش وهند رستم وعماد حمدي.
ورشح المخرج محمود ذو الفقار في البداية الراقصة تحية كاريوكا لأداء دور الصحفية، ورشح أمامها المطرب فريد الأطرش، ونتيجة لتدخل تحية لفرض بعض المشاهد على السيناريو رفض فريد الأطرش أداء تحية كاريوكا للدور، ورشح الممثلة هند رستم، وقدم فريد في الفيلم عدة أغنيات من تلحينه وهي: أضنيتني بالهجر، أنا وأنت وبس، لا وعينيك، تؤمر ع الراس وع العين، يا ويلي من حبه يا ويلي، على بالي حبك دايمًا على بالي.
أما عن أول أدوار فريد الأطرش السينمائية فكانت في فيلم "جمال ودلال" عام 1945 مع ليلى فوزي وببا عز الدين، وندم فريد الأطرش على تمثيله في هذا الفيلم وقال: جمال ودلال كان غلطة عمري في مشواري كله، قدمته لظروف إنسانية تجاه شخص أحبه وأقدره وهو الفنان إستيفان روستي الذي قال لي إن حياته كلها في هذا الفيلم الذي كان أول تجرِبة له في الإخراج، وطلب مني الموافقة والدموع في عينيه، وأحرجني.. وكانت غلطة عمري، فقد فشل الفيلم وكان مصدر نكتة وتريقة الجمهور.
وحكى فريد الأطرش إحدى النكات التي أطلقت على فيلم جمال ودلال فقال: "مرة واحد زبون قطع تذكرة وذهب لمشاهدة الفيلم وجد باب السينما مغلقًا، طرق الباب، محدش رد عليه قعد يصيح ويقول أنا معايا تذكرة وعاوز أشوف الفيلم، قال له موظف السينما: “ما أقدرش أفتح الباب أحسن اللي جوة السينما يخرجوا”.
فيلم من الأفلام الرومانسية الموسيقية للفنان الموسيقار فريد الأطرش وهو آخر أفلامه الغنائية التي قدمها “الذي عُرض عام 1975” بعد رحيل بطل الفيلم فريد الأطرش بشهور قليلة، أقتبس الفيلم عن قصة "فاني" لمارسيل بانيول، وكتب السيناريو والحوار الدكتور يوسف جوهر، وأخرجه هنري بركات الصديق الحميم لفريد الذي كان قد أصيب بمرض في القلب وأحس بدنو أجله، وشعر أن الفيلم سيكون آخر أفلامه، ورشح بركات الفنان حسين فهمي لدور صغير في الفيلم، وتردد فهمى واعتذر، إلا أنه عندما قابل فريد الأطرش في مكتب صبحي فرحات منتج الفيلم بالصدفة وشاهد حالة الإعياء التي أصابته وبادره فريد بالشكر على قبوله التمثيل معه، فوافق حسين فهمي واحتضن فريد الذي بكى من شدة فرحته بموافقة حسين الذى كان نجمًا وبطلًا في السينما في ذلك الوقت.
وقبل نهاية تصوير الفيلم مرض فريد مرضًا شديدًا وسافر إلى الخارج وانتهز المخرج لحظة سفره بالمطار لإجراء جراحة بالقلب، وتم تصويره لاستغلال المشهد وهو يلوح بيده مودعًا في نهاية الفيلم ليرحل في ديسمبر 1974 قبل عرض الفيلم.