بوابة الدولة
الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:20 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى طه خليفة يكتب : بمناسبة عيد الميلاد المجيد .. حديث حول البابا شنودة.. وقصة اللقاء معه

الكاتب الصحفى  طة خليفة
الكاتب الصحفى طة خليفة

رحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عالمنا يوم 17 مارس 2012.
واللقاء الذي نتحدث عنه جرى مع قداسته خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو 1992، وكان مقرراً نشره يوم الاثنين 13 من الشهر نفسه في جريدة (مصر الفتاة).
وطوال مايقرب من 32 عاماً، لا أزال احتفظ بصورة ضوئية لهذا الحوار، وهذه الصورة بحجم الصفحة الكاملة، كما تظهر مطبوعة في الجريدة.
فقد طلبت في ذلك الوقت طباعة نسخة من الصفحة من الفني بمؤسسة الأهرام الذي كان ينفذ صفحات الجريدة لأضعها في أرشيفي حيث كان يتم تجهيز الجريدة وطباعتها في هذه المؤسسة الكبيرة.
ومرت سنوات طويلة، ثم عثرت بين أوراقي على صفحة الحوار واستطعت قراءته، لكن بعض العناوين والفقرات على وشك أن تبهت، أي تتآكل الحروف، وتضيع معالم الكلمات، فيصعب قراءتها، لهذا أنوي معالجة الصفحة فنياً للحفاظ عليها.
ابتداءً، يلفت انتباهي أنني عندما أدخل متجراً أو بيتاً أو مكاناً لشخص مصري مسيحي أجد غالباً صورتين معلقتين على الحائط، واحدة للبابا كيرلس السادس، والأخرى للبابا شنودة الثالث، وأحياناً تكون صورة واحدة للبابا شنودة بمفرده.
البابا كيرلس السادس، هو البابا رقم 116 في تاريخ الكنيسة المصرية الوطنية العريقة، اعتلى كرسي البابوية في الفترة من 10 مايو 1959 حتى وفاته في 9 مارس 1971، وبعده جاء البابا شنودة بطريركاً من 14 نوفمبر 1971 حتى وفاته في 17 مارس 2012، والاثنان لهما أثر كبير ومهم لدى المصريين المسيحيين، وفي تاريخ مصر الحديث.
كيرلس قاد الكنيسة بتفاهم وانسجام مع نظام عبدالناصر لهذا كانت العلاقة ودية مما ساعده في تعظيم دور الكنيسة ليس محلياً فقط، إنما إقليمياً ودولياً، ومعروف أن الكنيسة المصرية هى الأقدم في تاريخ المسيحية في العالم.
وفي حالة البابا شنودة ، فقد اعتلى الكرسي البابوي بعد تقلد السادات للرئاسة بوقت قصير، وبعد فترة هدوء بدا أن هناك أجواء صدام تتزايد بين الرجلين، خاصة مع رفض البابا الذهاب مع السادات إلى القدس المحتلة خلال زيارته للكيان الصهيوني عام 1977، ومنعه المسيحيين من الحج للأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة طالما لاتزال تحت الاحتلال، وقال عبارته الشهيرة: لن نذهب للقدس إلا مع إخوتنا المسلمين بعد تحريرها.
وخلال أزمة السادات مع مختلف التيارات والأطياف السياسية وصدور قرارات الاعتقالات الشهيرة في سبتمبر عام 1981 فإنه لم يعتقل البابا شنودة، لكنه حدد إقامته في الدير، ثم انفرجت الأزمة مع تولي مبارك الحكم ولم تحدث صدامات مع نظامه، إنما فقط كانت تقع توترات طارئة على خلفية عقول منغلقة بين مصريين مسلمين ومسيحيين مما يسمونها فتنة طائفية.
وهى فتنة بالفعل، لكنها ليست طائفيه، فلا مشكلة طائفية في مصر، فالشعب المصري كله نسيج واحد متآلف، وكما يُقال: أنت لاتعرف المسلم من المسيحي إلا عندما يدخل الأول المسجد، ويذهب الثاني إلى الكنيسة، وما يحدث خلافات عادية بين مواطنين، بغض النظر عن عقائدهم، لكن بعض الموتورين والمتطرفين يستغلونها للنفخ فيها ومحاولة إشعال حرائق ليبدو أن هناك مشكلة طائفية.
وحوارنا مع البابا شنودة جاء على خلفية سقوط عدد من الضحايا في خلافات بين مصريين مسلمين ومسيحيين في هذه الفترة، وتفاصيل الحوار مرتبطة بوقت وزمان هذه الأحداث، ولم يعد ملائماً استعادة ماقيل ساعتها، إنما عموماً البابا شنودة كان يتسم بالذكاء والدهاء والسياسة في ردوده وتحليلاته ورؤيته للأحداث والأوضاع والظروف التي يتحدث بشأنها.
زميلي الأستاذ مسعد نوار تواصل مع الكاتدرائية في العباسية، وتحدد لنا موعد سريع مع البابا، مسعد مصري مسيحي، ومحرر اقتصادي قدير، وأنا رئيس قسم ومشرف على تجهيز عدد الجريدة في مؤسسة الأهرام يومي السبت والأحد من كل أسبوع حتى طباعته ليكون مع الباعة صباح كل يوم اثنين.
ذهبنا للكاتدرائية في العباسية، وهى مركز القيادة المسيحية الروحية في مصر، وكنت أول مرة أدخلها أو أدخل مكان عبادة مسيحي، رغم وجود كنيسة كبيرة قديمة في قريتنا، ولي زملاء مسيحيين في الجامعة والجيش والعمل، وأصدقاء كان منهم الراحل ميمي موريس الذي أقام لي وآخرين مائدة إفطار في رمضان بحضور السيدة زوجته، وكان إفطاراً ممتعاً في معناه ورمزيته.
قديماً لم تكن هناك حراسات على الكاتدرائية أو الكنائس، فالأبواب كانت مفتوحة لمن يرغب بالدخول، لكن للأسف الاعتداء على بعض الكنائس كان سبباً في إقامة حراسات مشددة على أبوابها وحولها، ويؤلمني ويزعجني أن تكون بيوت العبادة مُحاطة بحراسات كثيفة، فالأماكن ذات الطبيعة الدينية يجب أن تكون الأكثر أمناً وأماناً ففيها يُعبد الله، وإليها يذهب المؤمنون وهم متطهرون متحررون من الأحقاد والضغائن.
العدوان على مكان عبادة وترويع المصلين واستهدافهم سواء من أفراد أو تنظيمات أو حكومات هو جريمة شنعاء لاتُغتفر، والمحاسبة عليها يجب أن تكون قاسية، وما ترتكبه إسرائيل في غزة حالياً من جرائم بشعة ضد المدنيين، وقصف البيوت ومختلف المنشآت، ومنها المساجد، واستهانة جنودها بقدسية دور العبادة، هى فاشية وجريمة كراهية دينية وعنصرية بغيضة وحرب إبادة لايجب أن تفلت من المحاسبة عليها.
البابا شنودة كان صحفياً قبل أن يتجه للرهبنة، ولهذا كان يجيد التعامل مع الصحافة والإعلام ومع الجمهور والرأي العام، وكان يتمتع بخفة دم كبيرة، وكان لطيفاً دمث الخلق، والابتسامة لاتفارق وجهه، وصدره واسعاً، ولا يحتد أو يغضب مهما كانت طبيعة السؤال الموجه إليه أو النقد المبطن فيه، وكان حاد الذكاء في إجاباته وردوده وتصرفاته بشكل عام، ويقول كل مايريده لكن بعبارات مهذبة قصيرة مركزة، وأحياناً يقابل السؤال بسؤال حتى لايصرح بما يجب التصريح به مباشرة.
ولم يكن يصطدم بالأجهزة والدولة في تصريحاته وحواراته، فقد كان حريصاً على جعل الباب مفتوحاً باتساع بينه وبين السلطة، وعندما كان المصريون المسيحيون في أمريكا يتظاهرون خلال زيارات مبارك إلى واشنطن فإنه كان يقوم بالتهدئة، وكان يتدخل أحيانا قبل بدء الزيارة لمنع أي وقفات احتجاجية مُحرجة لمبارك بزعم اضطهاد الأقباط.
يمكن القول إنه كقيادة روحية ساهم مع السلطة السياسية في إزالة شواغل كانت تسيطر على قطاعات من المصريين المسيحيين.
وخلال المرحلة الحالية، وضمن إيجابياتها، أنه تم إزالة كل الشواغل تقريباً، وتصحيح أوضاع قانونية لكنائس ودور عبادة، وبناء الكثير منها، والمساواة في جوانب عديدة في الوظائف العامة والتمثيل النيابي وغيرها.
الحوار مع البابا امتد لأكثر من ساعتين، ثم تطلب الأمر زيارة ثانية للكاتدرائية ومقابلته اتصالاً بهذا الحديث، وقد استجاب ورأيناه مرة أخرى، وهذا أمر لايحدث كثيراً مع شخصيات ذات مكانة وتأثير ونفوذ مثل البابا، خاصة مع كثرة مشاغله الدينية والروحية والعامة.
واستجابة قداسته لإجراء حوار صحفي في خضم أحداث مؤسفة في هذا الوقت مع صحيفة معارضة يُحسب له، ويعكس انفتاح شخصيته ووعيه وفهمه وتقديره للصحافة ودورها ووظيفتها إذ من خلالها يخاطب الرأي العام ويقدم وجهات نظره ورؤاه حول الأحداث والقضايا المثارة.
في تلك المرحلة كان هامش الحرية المُتاح للصحافة معقول، رغم أنه لم يكن كبيراً، وكانت الصحافة مزدهرة وقادرة على التأثير في الرأي العام وفي السلطة التي كانت تضعها في الاعتبار، خاصة صحافة أحزاب المعارضة.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.56
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى