صلاح ضرار يكتب : السلم الإجتماعى غاية دينية لكل الشرائع السماوية من أجل حماية الأبرياء .
الاسلام دين السلام والأمان النفسى ولا يوجد له نظير على الاطلاق لأن مفهوم السلام يمتد ليشمل العالم الانسانى كله بدون استثناء ،بل لانكون مبالغين حين نقول إنه يشمل الكون كله ، كما أنه لايفرق فى معاملته بين انسان وانسان فالكل فى نظر الإسلام سواء.
ومن ثم فإن الله تعالى شرع حقيقة السلام فى كل الأديان السماوية ولاجل ذلك قضى الاسلام تماما على التعصب للاجناس والألوان والأعراف أو حتى القعائد وعلم الناس كيف يعشون تحت مظلة السلام حيث لا إكراه ولا عنصرية .
فالسلام الاجتماعى يعنى أن يعيش أبناء المجمع كله فى سعادة بلا شحناء وبلا عداوة وبلا حروب وهو ما يعبر عنه بسلام المجتمع،ومن هنا يتحقق السلام العالمى وهذا يعنى أن يعم الامن والامان ارجاء المعمورة ويشمل كل الشعوب والدول وهو ما يمكن أن يعبر عنه بسلام العالم العربى والغربى على حد سواء ،وبالتالى فإن العلاقة بين الامان والايمان وطيدة لدرجة أن انتقاء أحدهما ربما كان سببا فى انتقاء الآخر .
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا إيمان لمن لا امانة له ولادين أمن لا عهد له )،كما أن القرآن الكريم وضع منهجا واضحا فى إرساء قواعد السلام الاجتماعى من خلال معالجته بمفهوم السلام العام وفق معانى الاسلام تلك تقوم على ضرورة الخضوع العام لله تعالى من حيث القبول والتسليم بما يوحيه سبحانه من شرائع ثم تكييف السلوك الإنسانى وفق مقتضيات منظومة الأخلاق وهى عامل مشترك بين جميع الأديان والشرائع السماوية ،كما أن ايات القرآن الكريم دعت إلى السلام الاجتماعى بجميع مستوياته حيث قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين) .
ولأن الأصل فى العلاقات بين الجماعة والدول هو التواد والتراحم والتعاون على استغلال ينابيع الخير والثروات فى الارض والدول فى شرقها وغربها وقاصيها ودانيها كان الاصل فى العلاقات العامة بين الناس دولا وجماعات واحد هو السلم والنزاع لا يكون إلا لأمر عارض .
وهنا نسطيع القول أن الإسلام دعا إلى مبدأ الإخوة الإنسانية بين جميع البشر وتزويب الفوارق وإزالة الحواجز والطبقات بين الناس باعتبارهم من أصل واحد يرجع اليه الجميع.
كما دعا الاسلام أيضا إلى معاملة غير المسلمين معاملة حسنة تتسم بالأخوة الإنسانية والعدل والرحمة لانه دين السلام والأمان والرحمة
والرسالة الإسلامية جاءت رحمة لكل الناس بصرف النظر عن عقائدهم واجناسهم كما يؤكد القرآن الكريم فى قوله تعالى ." وما ارسلناك إلى رحمة للعالمين ."
وبالتالى فإن كانت سماحة الإسلام كذلك فلما لا يطبق أصحاب الشرائع السماوية الأخرى هذه المبادئ الإنسانية التى تجعل السلام الانسانى يعم ويطبق فى كل بقاع العالم العربي والعالمى .
واذا كان هناك بعض البشر أصحاب المصالح والاجندات الشخصية لا يطبقون مبادئ السلم ويصممون على التفرقة وتطبيق العنصرية
ويعرضون شعوبهم للموت والدمار .
اليس هناك أناس آخرين ينحوهم جانبا من أجل حماية مواطنيهم ويطبقون مبادئ السلم الإجتماعى والانسانى ليعم السلام على جميع بنى البشر من هنا وهناك ( وعلى الله قصد السبيل .)