الكاتب الصحفى محمود نفادي يكتب .. الفشلة
لو أجرينا مسابقة شارك فيها الـ 100 مليون مصري، وطرحنا سؤالًا واحدًا عليهم، وهو "من هم الفشلة؟"، سوف يجمع الكل على اجابة واحدة، وبكل سهولة، لاختيار وتحديد من هم الفشلة المتصدرين للمشهد الآن في مصر.
فالفشلة الآن في مصر يتصدرهم وامامهم، ليس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ولكن حسن عبد الله القائم بعمل محافظ البنك المركزي، والذي تسلم مسؤولية البنك من طارق عامر، المحافظ السابق والدولار سعره لم يتجاوز 30 جنيها في السوق الرسمية، و35 جنيها في السوق الموازية، او السوق السوداء. وبعد اكثر من عام من جلوسه على مقعد محافظ البنك المركزي، ومنصبه الحقيقي هو قائم بالأعمال لأن رئيس الجمهورية كانت لديه شكوك في قيادته وادارته، ولذلك جعله قائمًا بالأعمال ولم يرسل اسمه حتى هذه اللحظة الى البرلمان للموافقة على توليه منصب محافظ البنك المركزي، طبقا لما نص عليه الدستور.
والآن، وصل سعر الدولار في السوق الموازية الى 65 جنيها، وهو رقم غير مسبوق جعل جيوب تجار السوق السوداء ومافيا الدولار تنتعش، وجعل جيوب الغلابه في مصر تنكمش بسبب هذا الانفلات غير الطبيعي في سعر الدولار في السوق السوداء.
وقد عدت الى القاهرة من مكة المكرمة منذ 24، بعد ان اديت شعائر العمرة، داعيا الله ان يتقبلها مني، وطوال إقامتى في مكة والمدينة المنورة، لم يكن هناك حديث دائر في الاوساط السعودية، سواء بين المصريين المعتمرين او المصريين العاملين هناك، او حتى بين التجار السعوديين في جميع المحلات، سوى سعر الدولار في مصر، وبالتالي، ايضا، سعر الريال مقابل الجنيه المصري والذى وصل الى ١٦جنيها.
وقد سمعت من عامل مصر بسيط يعمل سائقا هناك ان مصر اصبحت مثل لبنان بعد ان هبطت الليرة اللبنانية الى مستويات غير مسبوقة، وايضا هبط الجنيه المصري ولم تعد له قيمة في اي معاملات تجارية.
فالفشلة الآن في مصر إمامهم حسن عبد الله القائم بعمل محافظ البنك المركزي، ويأتي بعده في المركز الثاني الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الذي استنفد رصيده لدى المصريين، واصبحت أيامه في المنصب معدودة، وثالثهما هو الدكتور الدكتور محمد معيط وزير المالية، او وزير الجباية الذي لم ينجح في اي عمل قام به سوى تحصيل الضرائب، خاصة من المصريين الغلابة ومتوسطي الحال.
وايضا، تنضم الى قائمة الفشلة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي التى فشلت في جذب اي استثمارات الى مصر حتى يمكن زيادة رصيد البلاد من العملات الصعبة.
وكذلك، وزير قطاع الاعمال محمود عصمت الذي لم ينجح في ادارة محفظة القطاع حتى الآن أو تطويره.
وايضا، وزير الصناعة أحمد سمير الذي كان فاشلا داخل البرلمان وفي ادارة لجنة الصناعة، ثم اللجنة الاقتصادية. ويبدو ان فشله البرلماني كان هو الطريق لكي يصل الى منصب وزير الصناعة ويستكمل منظومة الفشل من البرلمان والسلطة التشريعية الى الحكومة والسلطه التنفيذية.
فنصف اعضاء الحكومة المصرية -على الاقل- وللاسف، فإنني لا اتذكر اسماءهم، مثلي مثل باقي المصريين، او المئة مليون مصري الذين سيشتركون في مسابقة "اختيار الفشلة واعلان اسمائهم"، لان النجاح هو الذي يجعل المصريين يتذكرون اسماء أصحابه بينما الفشل يجعلهم يلعنون اسماء الفاشلين.
ورجاء من الشعب المصري، وانا منهم الى القيادة السياسية...الى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وضع الشعب ثقته الكبيرة فيه لاستمرار قيادة مصر والعبور بها من التحديات والازمات أالا ينتظر الى موعد اداء اليمين الدستورية في ابريل المقبل للتخلص من طابور الفشلة، لان هذا الانتظار ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد المصري وعلى المواطن المصري، وكلما كان التخلص منهم سريعا، كان الوضع أفضل، فلم يعد لديهم ما يقدمونه، سوى الفشل وراء الآخر، ولا يزالون جالسين في مقاعد المتفرجين، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن ليس من مهامهم مجابهة الأزمات- كل في موقعه- وإيجاد الحلول لها، ووضع الخطط اللازمة لتطوير الأداء بما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين..
ولنرفع جميعنا وسم "ابعد الفشلة ياريس!!"، لعل الكابوس الجاثم على صدورنا يرحل بعيدا، ونعود لنتنفس هواء نقيا يعيدنا الى الحياة مرة أخرى بعد غيبوبة طالت بسبب منظومة الفشل التي احاطت بنا، والتي لم تستطع مواكبة مسيرة الإنجازات في كل موقع على أرض مصر.