عودة الاتصالات تدريجيًا لقطاع غزة.. والمنظمات الأهلية تُحذر من موت نصف مليون إنسان بالقطاع «جوعًا»
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، اليوم /الأربعاء/، بدء عودة خدمات الاتصال الخلوي تدريجيا في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وقالت الشركة عبر حسابها على منصة (إكـس) إن طواقمها تعمل جاهدة على عودة جميع خدمات الاتصالات إلى ما كانت عليه قبل الانقطاع الأخير خلال اليوم.
وكانت خدمة الاتصالات عادت تدريجيا في قطاع غزة بعد انقطاع لثلاثة أيام متواصلة، وتعد هذه المرة العاشرة التي تقطع فيها الاتصالات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
بدورها، قالت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن خطر الموت جوعا يهدد نحو نصف مليون مواطن في محافظات غزة، وشمال غزة ممن بقوا ورفضوا مغادرة منازلهم رغم الدمار والخراب الذي أحدثه قصف الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الشبكة، في بيان صحفي، أن المواطنين خاصة في شمال القطاع يعيشون أوضاعا كارثية وظروفا غير إنسانية، بعد نفاد المواد الغذائية الأساسية المتبقية لديهم ضمن ما هو متاح لسد رمقهم مع اشتداد العدوان، وحرب الإبادة المفتوحة، إضافة إلى حال النازحين في مراكز الإيواء الذي لا يقل قسوة.
وحملت الشبكة المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة الناتجة عن حرب الاحتلال وحصاره المفروض على الشعب الفلسطيني.
وأشارت الشبكة إلى أن الحصار المفروض على المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال في قطاع غزة بشكل مُباشر ومنع إدخال الإغاثات الإنسانية هو جزء من جريمة حرب كاملة يرتكبها بإمعان في إطار سياسات "التجويع" على المدنيين العزل، وسعيه لإجبار المواطنين على الرحيل ضمن مُحاولات التهجير القسري.
وطالبت الشبكة بضرورة العمل وفق القرارات والقوانين الدولية على إجبار دولة الاحتلال على فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات لقطاع غزة والمناطق المتضررة من خلال إرادة دولية فاعلة وجدية، لإنقاذ حياة الآلاف من خطر الموت المحدق الذي يهدد حياتهم، ومُعظمهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ، الذين بقوا ف
ي مناطق شمال غزة.
ودعت الشبكة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختصة بالعمل فورًا على تحمل المسؤولية في تأمين الغداء والعلاج الطبي، والعمل بشكل عاجل على توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسكان تطبيقا للاتفاقيات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، مشيرة إلى أنه من شأن استمرار هذه الحرب، وعدم المساهمة بوقفها أن يترك آثارا وانعكاسات مُدمرة قد تستمر سنوات طويلة على كافة مناحي الحياة، فيما أن عدم اتخاذ تدابير لوقفها هو بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لمواصلتها ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وكانت منظمات دولية قد عبرت عن خشيتها من تفاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة بشكل خاص بسبب الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال، والتناقص في مقومات الحياة جراء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على المناطق السكانية التي باتت شبه معدمة بعد نفاد الطحين، والأرز، والمعلبات وغيرها من المواد الغذائية.