حوار| اللواء سمير فرج لـ”الدولة الأخبارية”: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب علي قطاع غزة
اللواء أركان حرب دكتور/ سمير فرج، الخبير العسكرى والاستراتيجي: ارتفاع موجة غضب داخلي للحكومة الإسرائيلية
أكد اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى والاستراتيجي، علي وجود صراع ورفض داخل الحكومة الإسرائيلية، نتيجة اندفاع وأسلوب "نتنياهو" واصراره علي التصعيد من خلال تنفيذ العمليات العسكرية في قطاع غزة وغيرها من العمليات التي تقوم بها العدوان في جنوب لبنان ضد حزب الله.
"بوابة الدولة الأخبارية" اللتقت اللواء أركان حرب دكتور / سمير فرج، الخبير العسكرى والاستراتيجي، وطرحت عليه العديد من التساؤلات حول تصاعد الحرب في غزة، وماذا الهدف من قيام إسرائيل من غزو القطاع وما توقعاته لانهاء هذة الحرب .. وإلي نص الحوار
الاحداث وتصاعد حدتها في غزة..
توقعت أن انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سيكون مع نهاية شهر يناير لعام 2024 لأسباب عدة، وقمت بذكر عدة أسباب أهمها اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي ستجري في نوفمبر 2024، وأيضاً خروج الشعب الأمريكي في مظاهرات رافضة لما يحدث من قتل ودمار ؟
بالفعل "نتنياهو" يسعى لمد أمد الحرب احتماءً بها مما ينتظره حال تركه للحكومة، حيث يعلم تمام العلم بأن مكانه السجن إذ أنه متهم في ثلاث قضايا فساد، وأن 46% من الإسرائيليين يؤكدون أن قتال قواتهم في غزة لم يحقق أي من تلك الأهداف الثلاثة التي كانت متوقعة وهي تحرير رهائنها، والقضاء على حماس، والسيطرة على غزة.
فإذا من اقتربنا من أخبار وإحصاءات الحرب، لقياس قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها فلازال حتى الآن عدد 136 رهينة إسرائيلية من قاطني المستوطنات موجودين تحت يد فصائل المقاومة الفلسطينية، كما تشير الأرقام بان أكثر من 500 جندي إسرائيلي قد قتلوا أثناء الحرب 200 منهم منذ بدء العملية البرية والاخرين قتلوا أثناء الاشتباكات في مداهمه القطاع، ورغم ادعاء الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على 60% من أراضي قطاع غزة، إلا أنه في الحقيقة، لازال يتعرض لهجمات من 100% من أراضي غزة.
ماذا حدث داخل الغرف المغلقة لحكومة إسرائيل ؟
هناك صراع بلغ أشده الآن، داخل حكومة الحرب الإسرائيلية، وتحديداً بين رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت بسبب أسلوب تنفيذ العمليات العسكرية حيث قام وزير الدفاع بسحب خمس لواءات مشاة من أرض المعركة في غزة، من بينهم اللواء الجولاني المعروف باسم "لواء النخبة"، لميله إلى تخفيف القتال في غزه في مقابل نتنياهو الرافض لذلك والمصر على التصعيد، واندفاعاً منه لذلك قام نتنياهو بتطوير القتال في جنوب لبنان ضد حزب الله، وشرع في التصعيد مع مصر بشأن ممر فيلاديفيا، بما قد يتسبب في مشكلات في المستقبل خاصة إذا ما تطورت الأمور باحتلال إسرائيل للممر، وهو الأمر الذي يرفضه وزير الدفاع الإسرائيلي من ناحية أخرى نجد أن رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هيلفي نجده معترضاً على أسلوب التصعيد اعتماداً على أن إسرائيل لم يسبق لها القتال في عدة جبهات في وقت واحد، فقد كانت في كل مرة، تقاتل فصيلاً من فصائل المقاومة منفرداً، أما الآن فتقاتل في غزة، وفي الضفة الغربية، فضلاً عن قتال عناصر حزب الله في جنوب لبنان، وعناصره في كل من العراق وسوريا، وأخيراً الحوثيون في اليمن.
على الصعيد الدولي ما رد فعل الحكومة الأمريكي في تعاطف الشعب الأمريكية والعالم مع قطاع غزة ؟
نشهد بوادر الخلاف بين نتنياهو والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية طلبها بتغيير حكومته اليمينية المتطرفة، وتهدئة أعمال القتال في غزة، والتوقف عن استهداف المدنيين، في ظل تعاطف شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم للممارسات الإسرائيلية ضد النساء والأطفال في غزة، خاصة الشعب الأمريكي، الذي ارتفع صوته مندداً بدعم إدارة حكومة الغير مشروط للكيان الإسرائيلي من أموالهم باعتبارهم دافعي الضرائب، التي تستخدم لتمويل تلك الحرب الوحشية وهو ما يهدد مستقبل بقاء الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن في البيت الأبيض، الذي يوشك على خوض معركة الانتخابات الرئاسية، التي ستنطلق في العام الجاري، ويبدو أنه سيخسر فيها أعداداً كبيرة من أصوات الناخبين خاصة من الشباب، وذوي الأصول العربية وينافسه فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
سيادة اللواء ماهو الهدف الرئيسي لدخول إسرائيل هذه الحرب؟
بنظرة عامة لنتائج الأحداث نجد أن إسرائيل دخلت هذه الحرب كما قلت سابقاً أن لها ثلاثة أهداف رئيسية: الأول القضاء على حماس، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، والثاني تحرير الرهائن لدى المقاومة الفلسطينية، وهو ما لم يتم إلا جزئياً من خلال المفاوضات، بينما لم يزل باقي الرهائن في أيدي عناصر المقاومة، أما الهدف الثالث للحرب فكان السيطرة على غزة وهو أمر لم يحدث حتى الآن أيضا لتستمر الحرب لشهرها الرابع، في ظل فشل إسرائيل في تحقيق أي من الأهداف العسكرية والاستراتيجية، مع ارتفاع موجة الغضب الداخلي على الحكومة الإسرائيلية الحالية.
تكلمنا سيادتكم في المقال السابق عن موقف البحر الأحمر بالأخص قناه السويس بأنها باتت ميدان معركة ماذا حدث من تصعيد داخل هذه المنطقة ؟
وجاءت أحداث البحر الأحمر لتزيد المشكلة تعقيداً، بعدما بدأ الحوثيون في التعرض، أولاً، لسفن الملاحة الإسرائيلية، واستيلاءهم على سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، وسحبها لميناء الحديدة باليمن، وأصبح ميناء إيلات فارغاً، يُسمع فيه نعيق البوم، ثم بتحول الأحداث بهجومهم على السفن الأمريكية والأوروبية. مما دفع أمريكا لتشكيل تحالف عسكري بحري، للتصدي للحوثيين، مما يضيف مشاكل اقتصادية ناتجة عن تحويل معظم السفن مساراتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بدلاً من البحر الأحمر عبر قناة السويس، وما يشمله من طول المسافة، والزيادة في استهلاك الوقود، وارتفاع مقابل التأمين، وهو ما سينعكس بالارتفاع على أسعار البضائع في العالم كله.
هل تأييد إيران للحوثيين صراحة زاد من تصعيد الموقف بالمنطقة ؟
فعلا ازدادت المشكلة تعقيدا بعد تأييد إيران للحوثيين في إغلاق باب المندب وهو الأمر الذي تحاول أمريكا معالجته بسرعة حتى لا تتسع أعمال القتال في المنطقة، في ظل امتلاك الحوثيين العتاد العسكري من الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، والزوارق الانتحارية، والألغام البحرية، الذي يمكنها من التسبب في مشكلات وتعقيدات كبيرة للقوات المتحالفة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
هل تتوقع أي بارقة أمل لانهاء هذة الحرب قريبا ام ماذا ؟
يظل هناك أمل في عدم استمرار تلك الأوضاع على ما هي عليه، خاصة أن جميع الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة وكذلك دول المنطقة مصر والسعودية والإمارات وباقي الدول العربية لا تريد أن تستمر هذه الحرب، لما لها من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة على كافة دول العالم.