الكاتب الصحفي محمد يعقوب يكتب: ضعف ام تآمر ؟!
يتساءل الشعب العربي والإسلامي كله وكثير من شعوب العالم منذ بداية الحرب على غزة أوائل شهر اكتوبر بعد هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت على المحتل الإسرائيلي أين حكومات الدول العربية والإسلامية مما يحدث في غزة؟! ولماذا لم تتحرك الدول العربية والإسلامية بقوة لوقف تلك المجازر والإبادة التى تحدث لأهلنا فى غزة وما يحدث من تدمير كامل للقطاع المحاصر منذ خمسة عشر عاما؟!
ما تقوم به إسرائيل فى غزة وفقا للقانون الدولي هى إبادة جماعية مكتملة الأركان .تلك المجازر التي لم تحدث من قبل فى تاريخ الحروب الحديثة وعدد القتلى الذى تجاوز ٢٧ الف اغلبهم من النساء والأطفال والمصابون الذين تجاوز عددهم سبعة وستون ألفا كل هذا يتم بمباركة أمريكية واوربية وضعف عربى وإسلامى غريب ومثير للشبهات .
فهل هو ضعف وخذلان عربى وإسلامى أم تآمر ومشاركة فى القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة ؟ فى أحد اللقاءات فى قناة الجزيرة سأل أحد المذيعين ضيفا من المقاومة الفلسطينية الذى أكد له ان هناك حكومات عربية تطلب سرا من المحتل الإسرائيلي الجبان القضاء على المقاومة الفلسطينية تماما فى غزة .وأن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية يتمنون القضاء على الفصائل الفلسطينية في غزة حتى تعود سلطتها إلى القطاع مرة أخرى حتى لو كان هذا على حساب تدمير غزة فوق رؤوس ساكنيها ولو صح هذا الكلام فهذه كارثة ومصيبة وخيانة لدماء الشهداء والجرحى في غزة أن تطلب بعض الحكومات العربية من العدو اللدود المتربص بنا أن يقضى على حماس و باقى الفصائل الفلسطينية المسلحة.
العدو الإسرائيلي هو العدو الأول للعرب جميعا بلا استثناء وليس هناك عدو آخر ولا ينبغى أن نجعل من إخوتنا فى العروبة والإسلام اعداء لنا ونترك هذا العدو المغتصب للارض والعرض ان يعيث فسادا في أرضنا المحتلة وأن يدنس المسجد الأقصى ثم نبارك له هذا أو نصمت على ذلك .
دولة إسرائيل هى الشوكة التى وضعها الإستعمار الأوروبى فى وطننا العربي أوائل القرن الماضي لتكون الخط الأول المدافع عن اوربا وامريكا ومصالحها فى المنطقة.
فالدول الأوربية ومعها امريكا لم تنس الفتوحات الإسلامية التى وصلت حتى جبال فرنسا. والأندلس خير شاهد على ذلك . ولم تمح من الذاكرة الأوربية الحروب الصليبية فى القرون الوسطى مع العالم الإسلامي خاصة مصر .لذلك كان عليهم زرع جسم غريب عن عالمنا العربي يعبث به وبمقدراته ويبث الفتنة بين دوله وشعوبه وتلتهم الأرض العربية الواحدة تلو الأخرى .
ولن تتراجع إسرائيل حتى تلتهم غزة والضفة الغربية ثم تكمل حلمها الأول ودولتها المزعومة من النيل للفرات وهذا ما يردده ساستها ومتطرفوها ليلا ونهارا.يجب أن يعلم العرب أولا والعالم الإسلامي ثانياً حكومات وشعوبا، أفرادا وجماعات أن حماس والفصائل الفلسطينية هى خط الدفاع الأول عن الدول العربية خاصة دول الطوق المحيطة بالعدو الصهيوني المتربص بها وأنه إذا سقطت المقاومة الفلسطينية لا قدر الله فى غزة والضفة الغربية فالدور بعد ذلك سيأتي على دول الطوق المحيطة بالعدو الإسرائيلي الواحدة بعد الأخرى ولن ترجع إسرائيل عن حلمها من النيل للفرات كما تزعم وتتمنى .وكما يقول المثل العربى (اُُكلت يوم اُُكل الثورُ الأسودُ) .
لا يجب أن تندفع بعض الحكومات العربية فى مشاركة العدو الإسرائيلي فى ابادته الجماعية لأهل غزة يدفعها الاختلاف الأيدلوجى أو السياسى مع حماس والفصائل المسلحة هناك لأن المقاومة الفلسطينية ستنتصر ولن تهزم بفضل الله اولا وبوقوف الشعب الفلسطيني كله خلفها وبمؤازرة الأحرار فى كل دول العالم .