قصة وراء ظهور أغنية «يا ليلة العيد» لـ أم كلثوم
أغنية “يا ليلة العيد” التي قدمتها كوكب الشرق أم كلثوم عام 1944، والتى مر عليها 85 عاماً و مازالت تعيش بوجدان الأمة الإسلامية فهى إحدى الأغنيات المهمة جدا والمتعلقة بالعيد، وراءها قصة حيث إن أم كلثوم في يوم كانت في طريقها إلى مبنى الإذاعة القديم واستمعت لأحد البائعين المتجولين يقول “يا ليلة العيد أنستينا”، حيث أعجبتها الجملة وقررت تحويل الكوبليه إلى أغنية،عائدة مسرعة إلى مبنى الإذاعة وطلبت من بيرم التونسي كتابة الأغنية إلا أنه لم يستطع لمروره بوعكة صحية، ثم طلبت من أحمد رامي كتابة الأغنية وأكملها ثم لحنها زكريا أحمد، ثم أعاد رياض السنباطي تلحينها مرة أخرى.
«يا ليلة العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا»، بهذه الكلمات خلدت كوكب الشرق واحدة من أجمل أغانيها في قلوب وأذهان المصريين، وظلت مرتبطة حتى الآن بالعيد وفرحته، حتى إن البعض يعبر عن العيد بسماع أغنية يا ليلة العيد.
وتقول كلمات الأغنية: «يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا، يا ليلة العيد، هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا، هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا، وقلنا السعد حيجينا على قدومك يا ليلة العيد، جمعت الأنس ع الخلان ودار الكاس على الندمان، وغنى الطيرعلى الأغصان يحيي الفجر، ليلة العيد يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا، يا ليلة العيد حبيبي مركبه تجري وروحي في النسيم تسري قولوا له يا جميل بدري، حرام النوم في ليلة العيد، يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا، يا ليلة العيد، يا نور العين، يا غالي يا شاغل مهجتي وبالي تعالى اعطف على حالي، وهني القلب بليلة العيد، يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا، يا ليلة العيد، يا دجلة ميتك عنبر وزرعك في الغيطان نور يعيش هارون، يعيش جعفر ونحيي لهم ليالي العيد يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد».
قدمت أم كلثوم الاغنية عام 1939 من خلال أحداث فيلمها السينمائى "دنانير" من إخراج أحمد بدرخان، وليلة عيد الفطر وعام 1944، أهدت "أم كلثوم" الأغنية للملك فارق الأول، حينما حضر الحفل الذى أقيم بملعب النادى الأهلى، مختار التتش “سابقا”،وبينما هي تغني وصل إلى مكان الحفل الملك فاروق، وهو يقود سيارته بنفسه، فأمر بألا تتوقف الحفلة، واتخذ مقعداً، وجلس ينصت لأدائها ،وهكذا واصلت أم كلثوم غناءها، لكن ذكاءها قادها إلى إدخال جمل في النص الأصلي لأغنية «يا ليلة العيد» ترحيباً بمقدم ملك البلاد فغنت: «يا نيلنا، ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد».
وزيادة في الاحتفاء بمليكها انتقلت بحسن لباقة وتصرف إلى الكوبليه الأخير من أغنية «حبيبي يسعد أوقاته»، فغنت «حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد، حبيبي زي القمر يبعث نوره من بعيد لبعيد، والليلة عيد على الدنيا سعيد، عز وتمجيد لك يا مليكي».
وكان من نتيجة هذا التصرف الكلثومي الذكي أن أنعم الملك عليها بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة، وهو وسام رفيع يُنعم به على الملكة، وأميرات الأسرة المالكة فقط، وبعد نهاية وصلتها طلبها الملك للمثول أمامه، فجاءت وصافحته وقبلت يده، وجلست إلى جانبه، ثم أخبرها رئيس الديوان الملكي حسنين باشا بقرار منحها نيشان الكمال، لتصبح أم كلثوم بذلك أول فنانة مصرية في تاريخ مصر القديم والحديث تنال لقب «صاحبة العصمة».
الأغاني التي أعدت خصيصاً للعيدين كثيرة لا حصر لها، من بينها: «هلّ هلال العيد» لنور الهدى، و«هليت يا عيد» لمحمد عبدالوهاب، و«هلت ليالي حلوة» لفريد الأطرش، و«الليلة الكبيرة» لسيد مكاوي، و«يوم العيد ليه بهجة وفرحة» لسعاد محمد، و«أهلاً بالعيد» لصفاء أبو السعود، و«الليلة دي عيد» لياسمين الخيام، و«شرفت ياعيد» لماهر العطار، و«أهلاً بالعيد» للثلاثي المرح، و«أيام العيد» لفيروز، و«من العايدين» لمحمد عبده، و«كل عام وأنتم بخير» لطلال مداح، و«عيدك بلمبارك» لحسين الجسمي، و«أهلاً بالعيد» لعبدالله فضالة، و«حبيبي عيدك مبارك» لعفيفة إسكندر، و«كل عام وأنتم بخير يا أمي وأبويا» للبحريني يوسف حمادة، وغيرها كثير.
غير أن الأغنية التي برزت عن سواها، ولم تتوقف الإذاعات العربية عن بثها في مناسبتي عيد الفطر وعيد الأضحى منذ أربعينيات القرن الـ 20 هي أغنية «يا ليلة العيد أنستينا» للسيدة أم كلثوم.