إطلاق مصر أول سوق كربون طوعى فى أفريقيا
تقترب مصر من إطلاق أول سوق كربوني طوعي في أفريقيا، بهدف تحقيق الحياد الكربوني، وتعزيز انخراط الكيانات الاقتصادية العاملة في مختلف الأنشطة الإنتاجية في أنشطة خفض الانبعاثات الكربونية، ويقدم "اليوم السابع" أبرز الأسئلة وأجوبتها عن سوق شهادات الكربون.
من أهم المخاطر الرئيسية التي تواجه العالم، وترتبط بالاستخدام المتزايد للوقود الأحفوري من (البترول، والغاز، والفحم، وغيرها من مصادر الطاقة غير النظيفة)، مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري نتيجة زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة التي تقوم بامتصاص الطاقة الحرارية (أشعة تحت الحمراء) وإعادتها إلى سطح الأرض مرة أخرى.
فيما ارتفعت عدد الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي من 4212 كارثة خلال الفترة من 1980-1999 إلى 7348 كارثة خلال الفترة من 2000-2020، وفقًا لإحصاءات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، وتتضمن هذه الكوارث كل من الفيضانات 40%، والعواصف 28%، والزلازل 8%، وتسجيل درجات حرارة قصوى 6% من إجمالي الكوارث العالمية، وبلغت الخسائر البشرية 1.23 مليون شخص، أي ما يقرب من 60 ألف شخص سنويًا، وتضرر أكثر من 4 مليارات شخص.
و عقد مؤتمر الأطراف cop21 عام 2015 في باريس تبنت فيه 197 دولة اتفاق عرف باسم "اتفاق باريس" يهدف للحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من متوسط الزيادة في درجة الحرارة عالميًا مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ويتضمن الاتفاق التزامًا من جميع الدول لخفض انبعاثاتها والعمل معًا للتكيف مع آثار تغير المناخ لاحتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
تبنت دول سياسات للتخفيف من حدة تغير المناخ عبر الحد من مصادر الانبعاثات الدفيئة من خلال آليات الخفض، أو من خلال التكيف عبر تعديل في النظم الطبيعية أو البشرية استجابة للمحفزات المناخية الفعلية المتوقعة أو آثارها مما يخفض الضرر.
تخطط دول لتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع تأثيرات المناخ، والتي يتم الإبلاغ من خلالها عن الإجراءات التي ستتخذها لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من أجل الوصول إلى أهداف اتفاقية باريس، ويتم مراجعتها دوريًا للحد من آثار التغير المناخي، وتستهدف دول الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.
وهناك اتجاه متزايد من قبل الدول والمدن والشركات والمؤسسات الأخرى بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفر، وحددت أكثر من 140 دولة بما في ذلك أكبر الملوثين (الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي) هدف صافي الانبعاثات الصفرية الذي يغطي نحو 88% من الانبعاثات العالمية.
وانضمت أكثر من 9 آلاف شركة وأكثر من 10 آلاف مدينة ومؤسسة تعليمية، وأكثر من 600 مؤسسة مالية إلى السباق نحو الصفر، وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة وفورية لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030.
تعرف شهادات خفض الانبعاثات الكربونية هي أدوات مالية قابلة للتداول تمثل وحدات خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتمثل كل وحدة طنًا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المكافئ، وتصدر لصالح مطور مشروع الخفض وذلك بعد الانتهاء من أعمال التحقق والمصادقة وفقًا لمعايير ومنهجيات خفض الانبعاثات الكربونية المعترف به دوليًا، التي تقوم بها جهات التحقق والمصادقة سواء المحلية أو الدولية بالقائمة المعدة لدى الهيئة لهذا الغرض.
مع السماح للشركات والأفراد بتعويض انبعاثات الغازات الدفيئة عن طريق شراء شهادات الكربون وإعدامها.
تساعد أسواق الكربون على تعبئة الموارد وتقليص التكاليف بما يتيح للدول والشركات المجال لتسهيل التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
توفير آلية لدعم إزالة الكربون والمساعدة في تحييد الانبعاثات المتبقية من خلال تمويل مشاريع الإزالة.
يمكن لأسواق الكربون أن تساعد في دفع الاستثمار نحو الطاقة النظيفة وغيرها من التكنولوجيات منخفضة الكربون.
تشير التقديرات إلى أن تداول أرصدة الكربون قد يخفض تكلفة تنفيذ المساهمات الوطنية في مكافحة تغير المناخ بأكثر من النصف بما يصل إلى 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
بلغ حجم سوق الكربون الطوعي عالميًا عام 2020 حوالي 2 مليار دولار مقارنة بنحو 200 مليون دولار فقط عام 2016، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط حجم سوق الكربون الطوعي عام 2030 حوالي 40-50 مليار دولار.