النائب محمد الغول يكتب .. تشييع جنازة حقوق الإنسان
خلال الأيام القليلة الماضية تم رسميآ تشييع جنازة حقوق الإنسان بعد الإحداث المؤسفة التى حدثت فى جامعة كولومبيا من قمع ووحشية ضد الطلاب الذين إعتصموا سلميآ إعتراضآ على مساندة الإدارة الأمريكية للإبادة العرقية التى تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين العزل وقتل وتشريد آلاف النساء والأطفال وهنا أعود بالزمن إلى الوراء وأرى الغرب وأمريكا يتشدقون بحقوق الإنسان وحماية الحريات العامة وأهمها بالتأكيد (حرية التعبير ) وصون كرامة الإنسان والحفاظ على إنسانيته وحقه فى التعبير عن رأيه دون قهر أو مزلة أو إهانة وحينها نصب الغرب وأمريكا أنفسهم أنصاف الآلهه القائمين على حماية الحقوق والحريات فى العالم أجمع .. هنا دولة تمارس العنف ضد المتظاهرين .. توقع عليها عقوبات إقتصادية مجحفة لسنوات تدمر إقتصادها وتزيد التضخم حتى تسير البلاد إلى الفوضى العارمة وهناك دولة لا تحترم الحرية الشخصية للمواطنين تعاقب بالحصار السياسي والإقتصادى حتى تنهار ماديآ وتصبح دولة فاشلة لا طائل منها .. ونعود إلى الواقع الحالى فى جامعة كولومبيا قمة العنف من قوات الشرطة تجاه الطلاب السلميين العزل ويتم فك الإعتصام بالقوة المفرطة .. ويستوقفنى مشهد .. أستاذة جامعية تعاتب رجل شرطة إستعمل العنف الشديد مع أحد طلابها بدفعه على وجهه على الأرض والجلوس على ظهره لحين وضع القيد على يديه من الخلف مما دفع الأستاذة الجامعية إلى معاتبة رجل الشرطة عما فعل مع الطالب الأعزل فما كان من رجل الشرطة إلا كرر نفس الأمر مع الأستاذة الجامعية بكل عنف ووحشية رغم تكرار الأستاذة بقولها عدة مرات .. أنا أستاذة جامعية .. وهو ما ظنت عبثآ أنه سينقذها من هذا العنف المفرط على إعتبار أن الأساتذة الجامعيين فى دول العالم الأول هم محل إحترام وتقدير وفخر دولهم وشعوبهم .. وهى ممددة على الأرض والقييد الخلفي على يديها ظهر على وجهها علامات الصدمة مما كانت على قناعة به طوال السنوات الماضية من أخلاقيات هذه الدول ( العظمى ) و التى ذهبت أدراج الرياح وتبخرت فى دقائق معدودة وظهر الوجه القبيح للأنظمة الغربية التى لا تعرف إلا لغة المصالح دون أى إعتبار إلى حريات أو أخلاقيات أو حتى دين .. والسؤال هل حقق هذا العنف المفرط ضد الطلاب المعتصمين غرضه بالقمع والترهيب الإجابة .. لا .. حيث انتشرت المظاهرات والإعتصامات داخل جامعات أخرى بنفس الوتيرة ولنفس السبب ولعل الدرس المستفاد أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر وليس بالعنف ولكن لا يوجد لدى الغرب ولا الصهيونية حجة أمام ما يحدث من إبادة وقتل وتشريد للشعب الفلسطينى .. وهنا يبدو واضحآ وجليآ حجم السيطرة للوبى الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية وما يمكن أن يشكله من ضغط على هذه الإدارة ويجعلها تفعل ما يريد دون أى إعتبار أو حسابات أخرى وربما سيكون من الصعب فى المستقبل أن تطبق نفس المعايير ومبادئ حقوق الإنسان التى نصت عليها الأمم المتحدة فى وجود هذه الإزدواجية الواضحة والمعلنة لمعايير حقوق الإنسان .. دعونا نقف دقيقة حدادآ على حقوق الإنسان ونودعه إلى مثواه الأخير .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كاتب المقال محمد الغول وكيل لجنة حقوق الإنسان للفصل التشريعى الأول بالبرلمان المصرى