معهد دراسة الحرب: خطاب الكرملين ينفي اهتمام بوتين بمفاوضات وقف إطلاق النار
يرى معهد دراسة الحرب الأمريكي أنه رغم تزايد التقارير الغربية التي تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم بوقف إطلاق النار عن طريق التفاوض مع أوكرانيا،إلا أن خطاب الكرملين والإجراءات العسكرية الروسية تشير إلى عكس ذلك.
وذكر المعهد في تقرير نشره على منصته الألكترونية، إن أربعة مصادر روسية تعمل حاليًا أوعملت مع بوتين ذكرت أن بوتين مستعد للتفاوض على وقف إطلاق النار ولكن شريطة الاحتفاظ بما تم تحقيقة على خطوط المواجهة الحالية وأن بوتين مستعد لتقديم ما سيطرت عليه القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة على أنه " نصر للجيش الروسي".
وأضاف المعهد أن "الكرملين يتظاهر بشكل روتيني باهتمامه بإجراء مفاوضات هادفة كجزء من عملية إعلامية طويلة الأمد تهدف إلى إقناع الغرب بتقديم تنازلات بشأن سلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها".
ولا يستطيع معهد دراسة الحرب تحديد مدى صحة ادعاءات المصادر الروسية حول نوايا بوتين،وقال محللون إن هذه التصريحات الخاصة المجهولة تتناقض بشكل حاد مع الخطاب والتصرفات العامة الرسمية الروسية.
وكثف بوتين والكرملين خطابهما التوسعي بشكل ملحوظ حول أوكرانيا منذ ديسمبر 2023، وأشارا بشكل متزايد إلى أن روسيا تعتزم الاستيلاء على المزيد من الأراضي في أوكرانيا،وأنها ملتزمة بتدمير الدولة والهوية الأوكرانية بالكامل.
وقال المعهد إن العمليات العسكرية الروسية في الأشهر الأخيرة تشير إلى أن الكرملين مهتم بتحقيق هدفه طويل المدى المتمثل في تحقيق أقصى قدر من النصر في أوكرانيا أكثر من أي تسوية.
وقد لا يتوقع الكرملين على نحو غير معقول أن يؤدي تجميد خط المواجهة إلى جعل الدعم لأوكرانيا أقل إلحاحاً وبروزاً بالنسبة للغرب، ويسمح لروسيا بالتفوق على أوكرانيا في الاستعداد لاستئناف الأعمال العدائية.
وأشار المعهد إلى أن "التدخل العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم ودونباس عام 2014 انتهك العديد من الالتزامات الدولية الروسية باحترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، بما في ذلك اعتراف روسيا بأوكرانيا كدولة مستقلة عام 1991 ومذكرة بودابست عام 1994 التي التزمت فيها روسيا على وجه التحديد بعدم تقويض سيادة أوكرانيا".
وقال المعهد: "لا يوجد سبب لتقييم أن الكرملين سيحترم أي اتفاق جديد يلزم روسيا بعدم انتهاك سيادة أوكرانيا أو وحدة أراضيها".
وسوف يستمر الكرملين في التظاهر بالاهتمام بالمفاوضات في اللحظات الحرجة من الحرب للتأثير على عملية صنع القرار الغربي بشأن دعم أوكرانيا ومواصلة الجهود لانتزاع تنازلات استباقية من الغرب.
وتزامنت التقارير الغربية عن اهتمام بوتين المزعوم بالمفاوضات في شتاء 2023-2024 مع مناقشات مطولة في الولايات المتحدة حول المساعدة الأمنية لأوكرانيا، وربما تظاهر الكرملين باهتمامه بوقف إطلاق النار في هذا الوقت لإقناع صناع السياسة الغربيين بالضغط على أوكرانيا للتفاوض من أجل السلام في موقف ضعف والموافقة على ما كان من المرجح أن يكون تسوية تصب في روسيا بشدة.
وقال بوتين في خطاب ألقاه يوم 14 يونيو إن روسيا ستنهي الحرب في أوكرانيا إذا وافقت كييف على التخلي عن طموحاتها في الناتو وتسليم كامل المناطق الأربع التي تطالب بها موسكو.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه المقترحات بأنها إنذار نهائي لا يمكن الوثوق به.