مومياء كاهن فرعوني تغني لأول مرة..
بفضل التقدم المذهل في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، تمكن الباحثون من إعادة بناء الجهاز الصوتي لمومياء مصرية قديمة، ما يسمح للعالم بسماع صوته لأول مرة منذ 3000 عام.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن علماء الآثار قاموا بإحياء صوت كاهن مصري يدعى نسيامون، وغنى مدائح العبادة في معبد الكرنك مرددا كلمات للآلهة المصرية مثل نوت، إلهة السماء .
وعندما توفي، تم تخليد موهبته في اللحن على نعشه بنقش يقول: "نسيامون، صادق الصوت" لكن كيف كان صوت نسيامون بالضبط؟ وكان العلماء حريصون على معرفة ذلك.
ووفقا لدراسة نشرت مؤخرا في مجلة ساينتفيك ريبورتس، قام فريق من الباحثين في إنجلترا بتفصيل جهودهم المذهلة لإعادة بناء صوت نسيامون بعد ثلاثة آلاف عام.
وكان هدفهم الأساسي هو إعادة بناء الأحبال الصوتية، ولحسن الحظ، فإن تحنيط الكاهن المغني أبقى حلقه وفمه سليمين إلى حد كبير.
وأوضحت جوان فليتشر، عالمة المصريات بجامعة يورك بإنجلترا والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن عملية التحنيط الفعلية كانت أساسية هنا،موضحة "إن جودة الحفظ الرائعة التي حققها المحنطون القدماء تعني أن الجهاز الصوتي لنسيامون لا يزال في حالة ممتازة."
وباستخدام الماسح الضوئي المقطعي، قام فريق البحث بمسح المومياء لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد للجزء الداخلي من حلقه. تمت طباعةالصور بعد ذلك باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد ودمجها مع الحنجرة الإلكترونية لإعادة بناء "الصوت الذي كان سيخرج من جهازه الصوتي إذا كان في نعشه وعادت حنجرته إلى الحياة مرة أخرى"، كما قال ديفيد هوارد، عالم النطق.
والنتيجة هي إحياء مذهل للجهاز الصوتي لنسيامون. حتى الآن، أنتجت النسخة المتماثلة عالية التقنية صوتًا واحدًا فقط، وهو لفظ غيرواضح يقول العلماء إنه يشبه مثل "آه" أو "إيه".
وقال هوارد: “من المؤكد أنه لا يستطيع التحدث في الوقت الحالي، لكنني أعتقد أنه من المعقول تماما أن نقترح أنه في يوم من الأيام سيكون من الممكن إنتاج كلمات قريبة قدر الإمكان من الشكل الذي كان سيبدو عليه".