واشنطن بوست: قمة الناتو تعقد في واشنطن وسط تصاعد حالة عدم اليقين في الغرب
ذكرت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية أن قادة حلف شمال الأطلنطي /ناتو/ يعقدون اجتماعهم في واشنطن هذا الأسبوع في وقت وصلت فيه حالة عدم اليقين في الغرب إلى ذروتها.
وجاء في مقال تحليلي نشرته الصحيفة اليوم "الاثنين"- أن قمة الناتو السنوية تتزامن هذا العام مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الكتلة، وسيسعى رؤساء الدول الأعضاء الحاضرين لقمة واشنطن إلى إظهار عزمهم الجماعي وقوتهم،غير أن شعورا واضحا بالضعف والقلق يلقي بظلاله على مناقشاتهم.
وأوضحت الصحيفة أن شبح عودة محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة يطارد العديد من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين،ويلوح في الأفق وسط الضجة المتزايدة حول قدرة الرئيس الحالي جو بايدن على الفوز بولاية ثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أعرب بشكل متكررعن كراهيته لحلف الناتو في ولايته الأولى، وفي مناظرته الأخيرة مع بايدن، امتنع عن القول ما إذا كان سيسحب الولايات المتحدة من الحلف.
وبحسب الصحيفة، يقوم الدبلوماسيون الأوروبيون بالفعل بإعداد خطط طوارئ لإدارة مستقبلية لترامب. ويشكك الكثيرون في أنه سينسحب فعليا من الناتو، لكنهم يشعرون بالقلق من إضعاف ترامب لالتزامات الولايات المتحدة تجاه التحالف وتقويض الوحدة عبر الأطلسي.
وفي أوروبا نفسها، أدت الانتخابات الوطنية والإقليمية إلى صعود الفصائل الشعبوية اليمينية المتطرفة، بما في ذلك بعض الفصائل الأكثر ترحيبا بالكرملين وتشككا في الناتو، ورغم أن اليمين لم يحقق الفوز المنشود في الانتخابات التشريعية الفرنسية، فإن الرياح السياسية المعاكسة على جانبي المحيط الأطلنطي تحوم حول اجتماعات هذا الأسبوع في واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة بايدن أن: "القمة تحولت من مشهد منسق إلى أحد أكثر التجمعات إثارة للقلق في العصر الحديث".
وبحسب الصحيفة، لابد وأن تهيمن الحرب في أوكرانيا على جلسات قمة الناتو،ورغم إصرار كييف وحرص بعض جيرانها في أوروبا الشرقية، فإن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مطروحة على الطاولة. وبدلا من ذلك، تبرم دول التكتل منفردة اتفاقيات أمنية ثنائية مهمة مع الأوكرانيين وتعمل على تسريع عمليات نقل الأسلحة والمساعدات العسكرية للقوات الأوكرانية.
ويدرك دبلوماسيون في واشنطن أن ترامب قد يختار قطع الدعم العسكري لكييف،والذي كان بالفعل عرضة لتأخير باهظ الثمن مع إعاقة بعض الجمهوريين في الكونجرس للتمويل اللازم لعدة أشهر.
ويخشى الدبلوماسيون من سيناريو قد يمكّن فيه البيت الأبيض في عهد ترامب روسيا ضمنيا من تعزيز سيطرتها على الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا،والدفع من أجل التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض قبل أن تكون لكييف اليد العليا في الحرب،ولهذا السبب، حاولت إدارة بايدن وبعض الحكومات في أوروبا بشدة تقديم دعم "مقاوم لترامب" لأوكرانيا في الأمد القريب إلى المتوسط.
وذكرت "واشنطن بوست"أن في قمة حلف الناتو التي عقدت العام الماضي في ليتوانيا، ظهرت الإحباطات الأوكرانية بشأن عدم تلقي دعوة رسمية للانضمام إلى الحلف على الملأ وجعلت حالة من الفوضى تخيم على الاجتماعات،وقد لا تظهر توترات مماثلة في قمة هذا الأسبوع، لكن بعض مؤيدي أوكرانيا في واشنطن يعتقدون أنه على بايدن أن يفعل المزيد.
ويقدم الأمين العام المُعين حديثا للناتو - رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته - نفسه كزعيم واضح الرؤية للحلف، وقد حث بالفعل زملاءه الأوروبيين على التكيف مع أي نظام سياسي سيترسخ في واشنطن بعد انتخابات نوفمبر المقبل.
غير أن الصحيفة لفتت إلى أن الموقف أصبح قاتما،وكشف استط
لاع جديد أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في 15 دولة أوروبية،بما في ذلك أوكرانيا، عن انفصال متزايد بين الأوكرانيين والجمهور الأوروبي في أماكن أخرى.
وبسؤال المشاركين عن الكيفية التي ستنتهي بها الحرب،قال ما يقرب من 60% من الأوكرانيين إنهم يتوقعون انتصارا ساحقا لبلدهم، بينما يعتقد 30% فقط أنها ستنتهي في شكل من أشكال التسوية الدبلوماسية.
ولا يشارك في هذا الحماس العديد من الأوروبيين الآخرين، الذين يرفضون بأغلبية ساحقة إرسال قوات برية لمساعدة الأوكرانيين ويشككون في قدرة كييف على تحقيق نصر فعلي في الحرب.
وأوضح القائمون على تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن "وجهة النظر السائدة في معظم الدول هي أن الصراع سينتهي بتسوية توافقية لذلك،عندما يتعلق الأمر بنهاية الحرب، فإن الجماهير الأوروبية تعبر عن تفكير متشائم في حين يمثل الأوكرانيون تفاؤل الإرادة السياسية".