الجارديان: الزعماء الأوروبيون يستغلون قمة الناتو للترويج للحلف أمام الناخبين الأمريكيين
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الزعماء الأوروبيين يستغلون قمة حلف شمال الأطلنطي ناتو المنعقدة في واشنطن للترويج للتحالف العسكري أمام الناخبين الأمريكيين
وذكرت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم الأربعاء، أن القادة الأوروبيين يركزون في قمة الناتو على الشرح لدافعي الضرائب الأمريكيين العاديين أن التحالف العسكري يستحق هذه الأموال، مع تحول قضية تقاسم الأعباء إلى لعبة سياسية لكلا الحزبين في الولايات المتحدة ــ وهي تهدد بأن تصبح حجر عثرة أمام التحالف في حال وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب مرة ثانية إلى السلطة.
وقال رئيس لاتفيا إدجارز رينكيفيتش، في خطاب ألقاه أمس إلى جانب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق ليون بانيتا ووزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور، "هناك جدل في الولايات المتحدة مفاده أن واشنطن تفعل الكثير لدعم أوكرانيا وأن أوروبا لا تفعل ما يكفي. إذا نظرت إلى الأرقام، فهي في الواقع صورة مختلفة".
وأضاف رينكيفيتش أن "أوروبا تفعل أكثر من الولايات المتحدة: الدعم المالي والعسكري الذي قدمناه جميعا حتى الآن كان هائلا.. نحن نأخذ الأمن والدفاع على محمل الجد. من المهم أيضا أن نشرح ذلك للجمهور الأمريكي".
وبحسب الصحيفة، قال مسؤولون أوروبيون إنهم يشعرون بالقلق إزاء الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا. وكانت الولايات المتحدة من بين الدول التي وقفت ضد تعهد مالي لعدة سنوات بتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا ــ ويرجع ذلك جزئيا إلى المعركة المريرة في الكونجرس حول مشروع قانون التمويل التكميلي لأوكرانيا.
وقال مسؤول أوروبي قبل بدء القمة: "نعتقد أن هذا ضروري للإشارة إلى أن الأوروبيين يتحملون عبئا أكبر فيما يتعلق بأمنهم. إنها رسالة مهمة لأوكرانيا وروسيا - ولكن أيضا للجمهور المحلي. هنا في واشنطن العاصمة، نحن ندرك حساسية هذا الموضوع، وأعتقد أنه يمكنك توقع الكثير من الاتصالات الإستراتيجية حول هذا الموضوع في الأسبوع المقبل".
وأوضحت الجارديان أن المسؤولين الأوروبيين يعملون على تحقيق توازن بين المخاوف بشأن ا
التهديد الروسي المتزايد في أوكرانيا والحساسيات السياسية التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الانقسام في حلف الناتو.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن وجهات النظر بشأن حلف الناتو تخضع لانقسام حزبي في الولايات المتحدة، وأن الحلف أصبح أقل شعبية على نحو مضطرد بين الجمهوريين في العام الماضي. ووفقا لمركز "بيو" للأبحاث، فإن 43 بالمئة فقط من الجمهوريين لديهم وجهة نظر إيجابية حول الناتو، مقارنة بـ 49 بالمئة العام الماضي.
وفي خطاب ألقاه في معهد هدسون، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري مايك جونسون، إنه يدعم الناتو لكنه سيضغط على القادة الأوروبيين للوفاء بتعهدهم بإنفاق 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. كما ربط الأمن القومي بأمن حدود الولايات المتحدة، الأمر الذي عزز مرة أخرى الكيفية التي أصبحت بها سياسات حلف الناتو مدرجة في السياسة الداخلية الأمريكية.
وأكد أنه على حلف الناتو أن يفعل المزيد. لم يقم جميع أعضاء الحلف بالوفاء بالتزاماتهم الحالية. بل وربما يتعين عليها أن تكون أقرب إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة. ولكن إذا أردنا جميعا أن نتمتع بمستقبل ينعم بالسلام والازدهار، فيجب علينا أن نشارك في اللعبة".
ويقول محللون إن الولايات المتحدة تمر بفترة من الانعزالية، بينما يصف آخرون الأمر بأنه ضبط للنفس. ولم يكن ترامب الوحيد الذي يدعو الولايات المتحدة إلى سحب قواتها ومواردها من أوروبا، وترك الأوروبيين يتحملون عبء الدفاع عن أنفسهم، فقد ظل العديد من محللي السياسة الخارجية الليبراليين يوجهون منذ سنوات دعوة للانتقال إلى ضبط النفس الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالدور العسكري الأمريكي، لاسيما في أوروبا.