”الجارديان”: موجة من التفاؤل تجتاح الديمقراطيين بفوز هاريس
ذكرت صحيفة الجارديان، البريطانية أن موجة من التفاؤل تجتاح الديمقراطيين في الولايات المتحدة حاليا، وتساءلت عما إذا كانت "الأوقات السعيدة" ستعود حقا إلى الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة - في مقال تحليلي نشرته اليوم الأحد - إنه عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحابه من السباق الرئاسي، لم يكن أحد ليتوقع ارتفاع الدعم بهذا الحجم لمرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأشارت إلى أن حالة عدم التفاؤل لدى الديمقراطيين تغيرت منذ انسحاب بايدن والتفوا حول ترشيح هاريس بحماسة لم نشهدها على هذا الجانب من الأطلسي منذ أيام محاولة باراك أوباما التاريخية للوصول إلى البيت الأبيض في عام 2008.
وأوضحت الصحيفة أنه ليس من الصعب فهم هذا التغيير في السلوك. فقد انتقل الديمقراطيون من الاعتقاد بأنهم سيخسرون البيت الأبيض بالتأكيد إلى شعور متزايد بالتفاؤل بأن الناخبين الأمريكيين قد ينتخبون أول رئيسة أمريكية ــ بعد ثماني سنوات من فشلهم في ذلك.
لكن على الرغم من الرعب الذي يسود أغلب أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا ومعظم أنحاء العالم إزاء احتمالات ولاية أخرى للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في منصبه، فإن الخوف بين الديمقراطيين أكبر بكثير.
وقالت "الجارديان" إن بايدن لطالما كان شخصية محبوبة في الحزب الديمقراطي. ومع ذلك، فإن انتصاره في انتخابات 2020 يرجع في حد ذاته إلى تفسير أبسط ــ كان الديمقراطيون يتوقون إلى طرد ترامب من البيت الأبيض.
وكان صعود بايدن إلى قمة الحزب تكريما لمهاراته السياسية، لكن كان أيضا اعتقادا راسخا بأنه المرشح الأفضل وضعا لهزيمة ترامب. ولهذا السبب شهد عام 2020 أعلى نسبة إقبال على التصويت في التاريخ الحديث، إذ صوت 17 مليون أمريكي إضافي مقارنة بما كان عليه الحال قبل أربع سنوات.
وخلال أغلب عام 2024، انتاب الديمقراطيون الخوف من عودة ترامب إلى البيت الأبيض وإحضار الفوضى والعقلية الاستبدادية التي سادت خلال السنوات الأربع الأولى من ولايته. ومع تعادل بايدن أو تخلفه عن ترامب في استطلاعات الرأي لمعظم العام، كان الديمقراطيون يشعرون بالاحباط ولكنهم لم يصابوا بالذعر تماما.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدفق المشاعر الذي استقبل صعود هاريس إلى قمة القائمة كان أكثر من مجرد حماس بشأن ترشيحها، فخلال فترة قصيرة، انتقل الديمقراطيون من أعماق اليأس بشأن ولاية أخرى لترامب في المنصب إلى تفاؤل مرتفع بأن الأيام السعيدة قد عادت. وفي غضون أسبوع، جمعت هاريس 200 مليون دولار، وسجل أكثر من 170 ألف شخص للتطوع في حملتها.
وأضافت أنه من المؤكد أن بعض هذه الإثارة كان لها علاقة بهاريس، وهي مرشحة مختلفة تماما عن هيلاري كلينتون عندما ترشحت للبيت الأبيض في عام 2016.
وبفضل تدفق الدعم لترشحها، جلبت هاريس خفة وبهجة إلى مسار الحملة الانتخابية التي تقف في تناقض صارخ مع دونالد ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس، جيه دي فانس. وساعد اختيارها لحاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، مرشحا لمنصب نائب الرئيس في زيادة جاذبية حملتها. وجلبت تجمعاتها الصاخبة المزدحمة حالة من الحماس إلى سياسة الحزب الديمقراطي لم يشهده منذ سنوات.
وبفضل تدفق الدعم لترشحها، جلبت هاريس خفة وبهجة إلى مسار الحملة الانتخابية التي تقف في تناقض صارخ مع دونالد ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس، جيه دي فانس. وساعد اختيارها لحاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، مرشحا لمنصب نائب الرئيس في زيادة جاذبية حملتها. وجلبت تجمعاتها الصاخبة المزدحمة حالة من الحماس إلى سياسة الحزب الديمقراطي لم يشهده منذ سنوات.
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا تم انتخابها، فسوف تكون هاريس أول رئيسة في تاريخ أمريكا - وثاني شخص أسود يفوز بأعلى منصب في البلاد. لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئا أن هاريس عكست بسرعة مشاكل بايدن المزعجة مع الناخبين السود. لكن التأثير على النساء الأمريكيات قد يكون أحد أكثر ديناميكيات الحملة القادمة إثارة للاهتمام.
ورأت الصحيفة أنه ليس من الصعب أن نتخيل أنه بالنسبة للكثير من الأمريكيات سيكون التصويت لهاريس بمثابة فرصة لتصحيح الخطأ الذي وقع على هيلاري كلينتون عام 2016 وفي الوقت نفسه القضاء على المسيرة السياسية لترامب بشكل مناسب.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول إنه إذا حدث ذلك، فقد يجد الديمقراطيون أنفسهم مرة أخرى يعودون للأيام السعيدة مرة أخرى على مدار السنوات الأربع المقبلة.