اسماعيل الرشيدي يكتب.. قيمه الكلمه في زمن سيلان الكلام وارتباطها بالرجوله والاخلاق
لاشك اننا اصبحنا نعيش في زمن ملئ بالضجيج - كلام هنا وكلام هناك - الكل يتكلم فيما يعلم وفيما لايعلم - فتاهت الحقيقه وانتشرت الإشاعات وأصبحنا نفتش عن المصداقية بين سطور الاخبار المكتوبه - وندقق السمع في التصريحات المسموعه - الكل يتكلم والكل يصرح والكل يفتي - اصبح وصول الكلمه الي العالم كله اسرع واقوي مما نتخيل - حتي وان كان مبني علي وهم او خيال او لهدف من ترويجه هو ايصال رساله ما سواءا لافراد او جماعات او عائلات او حتي شعوب باكملها -
الكلمه اصبحت رخيصه وغير ملزمه - لدرجه انها حتي إذا كانت وعد -او اتفاق - او عهد -او شهاده - والأغرب ان صاحبها إذا واجهته بكذبه او عدم مصداقيته لايخجل ولا يدافع عن نفسه بل يبتسم ببلاهه منقطعه النظير -
الكلمه اصبحت سهله ولا حساب عليها في ظل وسائل التقنيه والتكنولوجيا الحديثة التي يعيشها العالم الان - فالجميع يمتلك بين يديه جهاز مدمر يستطيع من خلاله إطلاق مايشاء من كلمات ولايهتم ان كانت صادقه ام كاذبه - حقيقه ام خيال - اصبح يسب من يشاء -ويلعن من يشاء -ويسئ الي من يشاء -ويفتي فيما يشاء -ويجادل من يشاء -وينتقد من يشاء -ويثني علي من يشاء - حتي وان كان جاهلا بكل ماتقدم - المهم عنده انه يتكلم !!!
عالم غريب وخيالي أهينت فيه الكرامه ونقص فيه الصدق وانعدمت فيه أسس الرجوله وتقلصت المبادئ واختفت القيم والاخلاق والاصاله وروح الفرسان - نسي او تناسي معظمنا ان الكلمه التي تخرج منك سواءا بشكل مباشر او كتابيا عن طريق الرد او التعليق او إبداء الرأي هي عنوان لشخصك وأخلاقك وتربيتك ورجولتك وتعقلك وثباتك وتقديرك بين الناس.
تعالوا معا نبحث عن قيمه الكلمه واثرها وارتباطها بالرجوله والقيم والاخلاق من خلال ماحدث مع سيدنا الحسين بن علي - رضي الله عنه ورائيه في الكلمه
طلب الوليد ممثل يزيد بن معاويه من سيدنا الحسين مبايعته للخلافه -وكان موقف الحسين رافضا للمبايعة وغير مقتنع بان يكون يزيد وهو صغير السن خليفة للمسلمين وواليا عليهم - فقال له الوليد يا ابن بنت رسول الله بايعه - انها كلمه - مجرد كلمه - فرد عليه الحسين رضي الله عنه وقال - كلمه !!!- أتدري قيمه الكلمه ؟؟؟أتعرف مامعني الكلمه ؟؟؟مفتاح الجنه في كلمه -وقضاء الله هو كلمه -الكلمه نور -وبعض الكلمات قبور -بعض الكلمات قلاع يعتصم بها النبل البشري -الكلمه فرقان مابين نبي وبغي - بالكلمه تنكشف الغمه -الكلمه نور ودليل تتبعه الامه - عيسي ماكان سوي كلمه -أضاء الدنيا بالكلمه -الكلمه زلزله الظالم -الكلمه حصن الحريه - ان الكلمه مسئوليه - ان الرجل هو الكلمه - شرف الرجل هو كلمه -شرف الله هو الكلمه - اعرفت مامعني الكلمه ؟؟؟؟؟
واخيراً- هذا هو تعريف الكلمه عند ال بيت رسولنا الكريم - اما في النص القراني - {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} -
فهل سنستمر في طريقنا المعوج وإطلاق سيلان الكلمات دون توقف او تدبر او تعقل - ام سنهتدي ونعود الي رشدنا وقيمنا وعاداتنا وقبل كل هذا ديننا وإسلامنا - لنحافظ علي رجولتنا وصدقنا - فكما ذكرنا الرجوله هي كلمه -
حافظ علي كلمتك صديقي وتمهل وتدبر وفكر قبل ان تخرج منك كلمه قد تسئ اليك ولاتكرمك - تهبط بك ولا ترفعك - تنقصك ولاتزيدك - كلمتك هي عنوانك وشخصيتك .