الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. الاصدقاء المزعجون
نعلم جميعا أن الصداقة هدية عظيمة تمنحنا اياها الحياة وأن الصديق الحقيقى درة ثمينة لا تقدر بثمن، كالمثل الذي يقول (الصديق وقت الضيق)، ولكن السؤال الذى يفرض نفسه ما هي حدود تلك الصداقة؟ أم أن الصداقة لا حدود لها، والى أى مدى يجوز للصديق أن يتدخل فى حياة صديقه !!!!
اذكر ذلك لان كثيراً من الناس عانى من الاصدقاء المزعجين والحشريين،والفضوليين، الذين ينشغلون بحياة الأشخاص الآخرين، ويرغبون في التعرف إلى المزيد في حياة من حولهم حتى وإن كان ذلك لا يعنيهم ويميلون إلى اختراق خصوصياتهم، بطريقةٍ غير لائقة.
من أصعب الحقائق في حياتنا، هي أن الصديق، أو حتى الشخص المقرب، يمكن أن يكون مصدراً للضغط بغض النظرعن مدى قرب العلاقة، فهو يريد أن يعرف كل كبيرة وصغيرة عنك .
هناك بيننا العديد من الأشخاص المزعجين الذين لا يدركون أساسًا أنّهم كذلك، قد ينتهك الأشخاص المزعجون الأعراف الاجتماعية المختلفة، ويتدخلون فى حياتك وخصوصياتك ، بل ويراقبون خيالك ،يحالون بقصد او غير قصد تعكيرمزاجك ونفسيتك .
وهو ما عبّر عنه الصحفي الراحل "عبد الوهاب مطاوع" بقوله: "معظم مشاكلنا في التعامل مع الآخرين تأتي من خطأ في تفكيرنا نحن، لا تفكيرهم هم؛ فنحن نفكر في الناس كما لو كانوا مثلنا تمامًا، متطابقين معنا في كل الصفات النفسية والأخلاقية، وبالتالي فإننا ننتظر منهم أن يتصرفوا معنا كما لو كانوا نحن، وكنا هم، فإذا جاء ما ننتظره منهم أقل مما نتوقعه صُدِمنا فيهم، وتغيرت مشاعرنا تجاههم وخسرنا صفاء نفوسنا وربما خسرنا صداقتهم، ونكرر هذا الخطأ دائمًا مع أن كل إنسان هو وحدة قائمة بذاتها".
قد يكون إنشاء حدود لأصدقائك من زملائك في مكان العمل أمراً صعباً، لكنه ضروري لمنع صداقتك في مكان العمل من عبور حدودك؛ دون أن يكون ذلك محرجاً لك، بحيث لا تحتاج إلى ارتداء لافتة مكتوب عليها "ابتعد"، من الأفضل وضع هذه الحدود منذ البداية وفي أول يوم عمل في مكان ما، وعندما تحترم حدودك الشخصية، بطبيعة الحال.. سيحترمها الآخرون، وعليك أن تعلم الناس كيفية معاملتك، حتى لايكون مكان العمل مستباح، ومعرفة كل كبيرة وصغيرة تخص عملك وخصوصياتك.
الأصدقاء المزعجين يربكون حياتك ويجعلونك غاضباً دائما ًمن خلال تصرفاتهم ، فهؤلاء الناس أكثر من مجرد مصدر إزعاج؛ بل هم طفيليون يهدرون وقتك الثمين وأنت تتعامل مع سلبياتهم تحت ضغوط نفسية رهيبة ، فإذا كنت تريد تحسين حياتك، فلا يمكنك التغاضي عن هذه الصداقات السامة والمزعجة بعد الآن.
علينا فى علاقتنا أن نضع حدود شخصية ،وهي الحدود التي نضعها بيننا وبين الأشخاص الآخرين والتي تفصل بين ما نجده مقبولاً وما نجده غير مقبول في تصرفاتهم تجاهنا وقدر اقترابهم منا،علينا أن نكون حازمين ولانترك الامور تسير بطريقة غير مقبولة ،خاصة عندما ينتهك شخص حدودك فإنة تكمن لدية رغبة قوية فى مضايقتك وإزعاجك وتوترك وربما اصابتك بالضغط والسكر العصبى.
الغلطة بمعرفتنا بهولاء ،تستدعى أن نقول، لو ما حطيتش حدود للصحبه مع الناس هتبقى مستباح ممكن حد يقول لك كلمه بدون قصد تضايقك وهو مش عارف علشان الكلمه دي ما بتضايقش ناس ثانيه او يتعامل معاك ويزورك فى مواعيد غير مناسبة وهو مش واخد باله ان ده بيضايقك .
ونقول لهولاء المزعجين والحشريين،والفضوليين ،أَفسِحوا للآخرين مجالًا ، فأحيانًا كل ما يحتاج إليه الآخر هو قضاء بعض الوقت بمفرده ، لا تحاول الاتصال به أو زيارتة كل يوم أو مراسلته طوال الوقت،كن مهذبًا، واهتم بما يبدر عنك من قول أو عمل، لا تتوان عن استخدام عبارات الامتنان، مثل "من فضلك" و"شكرًا لك"، وابذل قصارى جهدك لتكون لطيفًا مع الأشخاص من حولك ولا تكوم مزعجاً.
فكّر في الطريقة التي تريد أن تعامَل بها وطبِّق ذلك على أشخاص آخرين، كأن تهتم بشؤونك الخاصة وتكبح فضولك، ولا تستمع إلى محادثات خاصة، أو تذهب إلى أمكنة لم تتم دعوتك إليها، أو تقرأ شيئًا خاصًّا لم يقم شخص ما بإطلاعك عليه، ضع في إعتبارك أنه إذا أراد منك أحدهم أن تعرف شيئًا عنه فسيخبرك، فلا تكن فضولاً.
اصدقائى أحذروا من الشخص الفضولى ، الذى لايهدء له بالا ولا يستكين له حال حتى يكتشف خبايا أسرارنا وخبايا ظروفنا المعيشية، ونظراتة التى يملئها الفضول حتى يكسر الحيز الشخصى الخاص بنا.
أحذروا من الشخص الفضولى فهو يتابع حديثك وأنت تتكلم فى هاتفك المحمول ويتابع حديثك بشغف، ونجده يدقق النظر فيك وأنت جالس فى مكتبك ، وتجده ينظراليك أثناء تناولك للطعام ويتصنت عليك فى مناقشاتك مع من تتحدث وأحيانا يتدخل فى حديثك ويوجهه بغية النصح والإرشاد.
وكثيرا ما نجدة يلاحقك بالأسئلة التى لا تعنيه بشئ على الإطلاق انت جاى منين.. أنت رايح فين انت كنت فين.. جاى أمتى المكتب ، ومين كان عندك
وأخيرا أنا لا أريد فى هذا المقال أن أقلل من شأن الصداقة بل هناك أصدقاء أوفياء نحتاج اليهم ونلجأ لهم ونجدهم فى مواقف الضيق ولكن كل ما أردته هو وضع حدود للصداقة ويجب ان تكون عندك خطوط حمراء لاي صديق لا يتعداها ،خاصة الاصدقاء المتطفلين، وأن تكون الصداقة فى اطارها الطبيعى بحيث لا تخترق خصوصية الحياة الشخصية والعملية وتتعدى المعقول لنصل فى النهاية الى اللا معقول ونجد فى النهاية ان المثل القائل احذر من عدوك مرة ومن صديقك الف مرة مثل صحيح مائة فى المائة.
كاتبة المقال الكاتبة الصحفية أمال ربيع مدير تحرير جريدة الاخبار ومدير تحرير بوابة الدولة الاخبارية