المستشار عبد الوهاب عبد الرازق يفتتح مجلس الشيوخ للانعقاد بدعوه الرئيس عبد الفتاح السيسي
قال المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ: بصدور قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية، بدعوة المجلس للانعقاد اليوم؛ نفتتح دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الأول للمجلس، أنتهز هذه الفرصة لأرفع إلى فخامته باسمكم جميعًا أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير على كل ما شهدته مصرنا الحبيبة تحت قيادته من إنجازات ونجاحات عديدة في المجالات المختلفة رغم التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي نعلمها ونعيها جميعًا، وندرك أخطارها وآثارها وأضرارها، ونقول لفخامته سر على بركة الله وتوفيقه، وكلنا خلفكم نؤيدكم ونؤازركم.
مضت السنون بنا سريعًا وها قد وصلنا إلى دور الانعقاد الخامس، من فصلنا التشريعي الأول، أربع أدوار انعقاد أنجز المجلس خلالها ما اختصه الدستور والقانون من مهام، سواء كانت مشروعات قوانين أحيلت إليه من مجلس النواب، أو دراسات برلمانية، بما في ذلك دراسات قياس آثار بعض التشريعات، التي قدمتموها وأعددتم عنها تقارير ... أقرها المجلس أو اللجنة العامة، وأرسل بعضها إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية، فوجه سيادته مجلس الوزراء باتخاذ اللازم نحوها، وأرسل بعضها الآخر إلى الدكتور رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، فتدارسوها وأرسلوا ردودًا على معظمها بما يكشف عن أن أداءكم كان محل تقدير من الدولة لما لَمَسَتْه من تعاونٍ وعمقٍ في الدراسة والتحليل ورغبة في خدمة الصالح العام، كما أن رأيكم في مشروعات القوانين التي ناقشتموها، كان محل تقدير من مجلس النواب الموقر، أعلنه رئيسه المحترم الأخ والصديق معالي المستشار الدكتور حنفي جبالي، الأمر الذي يؤكد- كما قلت مرارًا - على عمق التعاون والتكامل في الأداء مع مجلس النواب لصالح الوطن.
ولذلك نجدد العهد الذي أخذناه على أنفسنا طوال أدوار الانعقاد المنقضية، بأن نبذل ما في وسعنا مخلصين، لمعاونة مؤسساتنا، في استكمال طريق مسيرتنا التنموية، على النحو الذي رسمه لنا الدستور والقانون، ونرجو من الله العلى القدير التوفيق والسداد لما فيه خير بلادنا وشعبنا ... فهو نعم المولى ونعم النصير.
السادة الأعضاء، ونحن نفتتح دور الانعقاد العادي الخامس، لدينا أمل في الله عز وجل، وثقة في قيادتنا السياسية المتمثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يتجاوز بمصر هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم الذي لا يكاد يخرج من أزمة ليدخل في كارثة أشد وطأة وأكثر وبالاً على دوله كافة وعلى وجه الخصوص دول منطقتنا ومن تلك الأزمات ذلك العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ويعلم الجميع أن مصر تسعى منذ البداية لتحقيق التهدئة وسرعة الوصول إلى الحل السلمي عبر المفاوضا، بالإضافة إلى إرسالها المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة خلال فترات التصعيد، وهذه المواقف دليل دامغ على اهتمام مصر الخاص بالقضية الفلسطينية وحرصها على الوقوف ضد كل محاولات تصفية هذه القضية، فهي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب جميعهم، ومجلس الشيوخ يشيد على الدوام بالموقف المصري تجاه الحرب في غزة.
كما نشيد بالموقف المصري، تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان، والذي يتسم بالرفض والإدانة الواضحة لأي تصعيد عسكري يؤثر على استقرار المنطقة مع حث المجتمع الدولي على التدخل الفوري لوقف هذا العدوان الذي طال المدنيين العزل بالقتل والتهجير القسري والذي يتنافى مع كل قواعد القانون الدولي، بل يتنافى مع الإنسانية في الأساس.
وبالأمس، تابعنا الرد الإيراني على إسرائيل، الذي يرشح لمرحلة جديدة من الصراع ، الذي قد يؤدي لاتساع نطاق الحرب في المنطقة، نتيجة لذلك العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان.
وتأتي أزمة الشقيقة ليبيا في الغرب من حدودنا، والتي استمرت لسنوات عديدة وعلى الرغم من ذلك لم تفتر عزيمة القيادة السياسية عن دعم الشعب الليبي من خلال دعم الاستقرار والوحدة الوطنية الليبية واستعادة الدولة الليبية لسيادتها الكاملة ورفض أي تدخل خارجي في الشأن الليبي.
وفي الجنوب من حدود مصر تأتي أزمة السودا، ذلك البلد الشقيق، صاحب المكانة الخاصة في قلوب كل المصريين، مما دعا مصر منذ بداية الأزمة إلى دعم وحدة واستقرار السودان، مع الدعوة إلى الحوار بين جميع الأطراف لحل النزاعات سلميًا، وقبل ذلك كله، فتحت أبوابها الجنوبية، لاستقبال الأشقاء من السودان، ضيوفًا أعزاء، على بلدهم الثاني مصر.
وأكد أنه يأتي الموقف المصري النبيل تجاه أزمة الصومال الشقيقة والتي عانت وما زالت تعاني من ويلات عدم الاستقرار من خلال تقديم كافة أوجه الدعم الاقتصادي والأمني لا سيَّما في مكافحة الإرهاب.
وقال: لقد استمرت مصر في التفاوض فيما يخص سد النهضة الإثيوبي سنوات عديدة إيمانًا منها بأهمية الحلول الدبلوماسية في إدارة مثل هذا الملف وطالما أكدت مصر أن الإضرار بالأمن المائي المصري سيؤثر سلبًا على استقرار الإقليم ويضع المنطقة بأكملها أمام تحد كبير، ومجلس الشيوخ يدعم ويؤيد القيادة السياسي، في اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفلها المواثيق والاتفاقات الدولية في حالة تعرض أمن مصر المائي للضرر.
كما نجدد تأييدينا ودعمنا للرئيس عبد الفتاح السيسي في كل ما يتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومي المصري وتأمين سيادة مصر.
واختتم: افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس لمجلسنا الموقر يتزامن مع احتفالنا بذكرى غالية علينا جميعاً وهي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة الذكرى الحادية والخمسون لهذا النصر المبين، فانتهز هذه الفرصة لأتقدم باسمنا جميعًا بخالص التهنئة إلى فخامة رئيس الجمهورية بهذه المناسبة، كما نتقدم بخالص التهنئة والإعزاز لجيش مصر الباس الذي نصفه دومًا بأنه مدرسة الوطنية المصرية ومَجْمَعُ الأبطال العظام، الذين نفخر بهم ، وبدورهم الداعم والمساند دومًا للإرادة الشعبية، إن ما خاضه الجيش المصري من معارك تاريخية طويلة حقق فيها البطولات والانتصارات، جعلته واحدًا من أقوى الجيوش، وأقدرها في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي نجح في دحرها والقضاء عليها بالتعاون والتكاتف مع رجال الشرطة الوطنية المؤمنين برسالتهم المخلصين لوطنهم إلى أن ساد الأمن والأمان في ربوع البلاد.