الوطن العمانية: تهجير الفلسطينيين نحو الجنوب محاولات إسرائيلية خبيثة لإنهاء الوجود الفلسطيني
قالت صحيفة الوطن العمانية، إن محاولة الاحتلال الإسرائيلي إجبار المدنيين على النزوح نحو الجنوب، وارتكاب المجازر في المناطق التي زعمَ أنَّها آمِنة، جنوب ووسط القِطاع، أسفرَتْ عن استشهادِ عشراتِ الفلسطينيِّين، وإصابةِ المئات، هي محاولةٌ خبيثةٌ تسعَى إلى أنْ تؤدِّيَ تلك الهجمات والقيود الَّتي تفرضُها دَولة الاحتلال، والتَّهجير القسري الَّذي تُمارسه شمال قِطاع غزَّة، إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة.
وأضافت في افتتاحيتها، اليوم /الأربعاء/، تحت عنوان "خطط وعدوان لتفريغ شمال غزة من السكان" أن مخططات دولة الاحتلال تتضح واحدة تلو الاخرى، خصوصًا المتعلِّقةَ بتفريغِ شمال قِطاع غزَّة من سكَّانه وعزْلِه بشكلٍ كامل عن باقي القِطاع، واحتلال هذا الجزء من قِبل قوَّات الاحتلال الغاشمة، فالنَّازحين الَّذين غادروا مراكز الإيواء شمال قِطاع غزَّة تحت سيفِ التَّهديدات حدَّد لَهُم جيش الاحتلال ممرَّات لِتَهجيرِهم من منازلِهم، زاعمًا أنَّ تلك المسارات (آمِنة)،هذه الممرَّات الَّتي تمتدُّ من شمال إلى جنوب قِطاع غزَّة الَّذي يتعرَّضُ لإبادةٍ وتطهيرٍ عِرقي يُنفِّذها جيش الاحتلال منذُ (18) يومًا، تحوَّلتْ إلى مصيدةٍ استهدفَ خلالها الفلسطينيِّين، خصوصًا النِّساء، والأطفال، في مسعًى إلى دفْعِ النَّازحين، الَّذين سلَكُوا هذه المسارات مَشيًا على الأقدام، وإجبارهم على الانصياع لرغبةِ الاحتلال بالتَّوَجُّه إلى الجنوب.
وأوضحت أن تلك الهجمات الَّتي تشنُّها دَولة الاحتلال في شمال غزَّة مُروِّعة، وجعلتِ الحياةَ مستحيلةً بالنِّسبة للمَدَنيِّين المُحاصَرِين في شمال غزَّة، الَّذين أصبحَ مُعْظمهم على حافَّة المجاعة بسببِ النُّزوح القسري المُتكرِّر، والقيودِ الشَّديدة المفروضة على الوصول إلى إمداداتِ المساعداتِ الإنسانيَّة الأساسيَّة، بالإضافة إلى مواصلة قوَّات الاحتلال قصْفَ المنطقةِ ومهاجمتَها بوحشيَّة، لا سِيَّما مُخيَّم جباليا للاجئين وما حَوْلَه، وتجريد العديد من الفلسطينيِّين من ممتلكاتهم قَبل حلولِ فصلِ الشِّتاء، وتدمير المنازل والمدارس الَّتي تُستخدَم كملاجئ.
وأكدت الصحيفة، أن هناك أكثر من 470 ألفَ إنسانٍ في شمال قِطاع غزَّة معرَّضين لخطرِ المذبحة الوشيك، إلى جانب مئات الآلاف الآخرين المعرَّضين للخطر مع استمرار آلة القتل الإسرائيلية دون رادعٍ أو عواقب، وهو جريمةٌ في حدِّ ذاتها، تُساعِدُ قوة الاحتلال على استكمال مخطَّطهم واستكمالِ النَّقل القسري للسكَّان المَدَنيِّين الفلسطينيِّين وضمِّ المنطقة، حيث يأتي هذا الوضع على الرّغم من التَّحذيرات المُتكرِّرة للمُجتمع الدّولي من هذه الخطط الإجراميَّة، والمطالبات المُتكرِّرة الَّتي تُطالب بالتَّحرُّك لوقْفِ هذه الإبادة الجماعيَّة، إلَّا أنَّ مجلس الأمن الدّولي لا يزال عاجزًا عن التَّصرُّف في مواجهة جرائم الحرب الصَّارخة