بنسلفانيا مفتاح الفوز في الانتخابات الأمريكية.. وتنافس شرس بين ترامب وهاريس على أصوات ناخبيها
تعتبر ولاية بنسلفانيا، التي لطالما عُرفت بـ”حجر الزاوية” في الاتحاد الفيدرالي الأمريكي، إحدى أهم الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية، فهي تمنح 19 صوتًا في المجمع الانتخابي؛ ما يجعلها محورية في تحديد الفائز بالسباق نحو البيت الأبيض.
ولاية متأرجحة الأصوات
التنوع الكبير في ميول الناخبين داخل الولاية، سواء السياسية أو العرقية، يضعها دائمًا في مركز الاهتمام مع كل استحقاق انتخابي، حيث تتقاسمها الفئات الليبرالية والمحافظة على حد سواء.
ما يُميز بنسلفانيا هو الانقسام الواضح في توجهات ناخبيها بين الليبراليين الذين يميلون للحزب الديمقراطي والمحافظين الداعمين للجمهوريين، إضافة إلى التنوع العرقي الذي يعزز تعقيد المشهد الانتخابي.
ومع اقتراب انتخابات 2024، يركز المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس على استمالة أصوات الناخبين اللاتينيين، الذين يلعبون دورًا حاسمًا في ترجيح الكفة في هذه الولاية المتأرجحة.
تحتل أصوات الناخبين اللاتينيين مكانة بارزة في ولاية بنسلفانيا، حيث يزيد عددهم على 600 ألف ناخب.
في انتخابات 2020، كان لهذه الفئة دور كبير في تحديد نتائج الانتخابات، ويبدو أن هذا الدور سيستمر في 2024.
يعوّل المرشحان، ترامب وهاريس، على استمالة هذه الأصوات التي قد تكون العامل الحاسم في ترجيح لون الولاية، إما نحو الأحمر الجمهوري أو الأزرق الديمقراطي.
لا تعد الولايات المتأرجحة العامل الوحيد في حسم الانتخابات الرئاسية، إذ يظل الاقتصاد القضية المركزية التي تشغل الناخبين في بنسلفانيا.
وعلى هذا الأساس، سخر كل من ترامب وهاريس جزءاً كبيراً من جهودهما الانتخابية في توجيه الانتقادات المتبادلة حول السياسات الاقتصادية.
ترامب يرى أن هاريس ستمثل امتداداً لسياسات جو بايدن الاقتصادية، التي يصفها بالفاشلة، مشيرًا إلى أن فوزها سيؤدي إلى تدهور أكبر في الاقتصاد الأمريكي.
في المقابل، تهاجم هاريس ترامب باتهامات حادة، مدعيةً أن سياساته الاقتصادية تدعم الأغنياء على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة، وأنه يدفع البلاد نحو ركود اقتصادي غير مسبوق.
صراع اقتصادي
هذا الصراع الاقتصادي بين المرشحين يترافق مع تحليلات مختصين تتوقع تضاعف الدين الأمريكي واحتمال دخول البلاد في أزمات مالية في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ورغم أن هذه التوقعات قد تصب في مصلحة هاريس، فإن تأثيرها على صناديق الاقتراع يظل محل تساؤل.
إلى جانب القضايا الاقتصادية، شهدت الحملات الانتخابية بين هاريس وترامب تصاعدًا في حدة الانتقادات المتبادلة حول استجابة الحكومة الفيدرالية للكوارث الطبيعية، فقد وصفت هاريس ترامب بأنه “غير مسئول بشكل لا يصدق”؛ بسب
وصفته بترويجه لمعلومات مضللة حول استجابة الحكومة لإعصار هالين.
وتتهم هاريس ترامب بأنه يحاول تضليل الناخبين المتضررين من الكوارث، مؤكدة أن الحكومة لا تحجب المساعدات عن الجمهوريين كما ادعى ترامب سابقاً.
استطلاعات الرأي
على صعيد آخر، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن كامالا هاريس تحظى بدعم قوي بين الناخبين السود، حيث أعرب نحو 70% منهم عن وجهة نظر إيجابية تجاهها.
ومع ذلك، ورغم هذه الإيجابية، أبدى الناخبون السود شكوكهم حول قدرة هاريس على إحداث تغيير حقيقي في حياتهم اليومية، في المقابل، كان للرئيس السابق دونالد ترامب صورة سلبية للغاية بين الناخبين السود، حيث أبدى نحو 80% منهم عدم رضاهم عنه، في حين أن 15% فقط نظروا إليه بإيجابية محدودة.
مع اقتراب موعد الانتخابات، تبدو بنسلفانيا في قلب المنافسة الشرسة بين ترامب وهاريس.
الأصوات اللاتينية، القضايا الاقتصادية، وتوجهات الناخبين السود ستلعب جميعها دوراً كبيراً في تحديد الفائز.
ومع استمرار الحملات الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، تظل الولاية واحدة من أهم ساحات المعركة التي قد تحدد مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024