محمود الشاذلى يكتب : صاحبة الجلاله إنطلاقا من الكاتب أحمد أيوب رؤية من القلب
بالأمس مر أمام عينى شريط ذكريات رحلة عطائى فى بلاط صاحبة الجلاله الذى وصل لعامه الأربعين ، وماقبله عندما كنت ألتقى وأنا طالب بالمرحله الثانويه وأحد قيادات الإتحادات الطلابيه بكاتبنا الكبير الأستاذ مصطفى أمين بمكتبه بجريدة الأخبار برفقة أستاذى الجليل إبن بسيون وفخرها الكاتب الصحفى الكبير جمال بدوى الذى كان ينشر لى مقالات بباب الفكر الدينى الذى كان يشرف عليه بجريدة أخبار اليوم إيمانا منه بأن لدى موهبه صحفيه ، ثم تطورت علاقتى بالصحافه من الهواه إلى المحترفين وذلك عام ٨٤ عندما إنتقلت للعمل بجريدة الوفد أعظم صحف المعارضه فى العصر الحديث وأكثرها مصداقيه ، ثم بدأت مرحله جديده فى حياتى المهنيه عام ٢٠٠٣ بجريدة الجمهوريه صاحبة التاريخ العظيم وإلى اليوم بفضل الله وفى كلاهما عايشت ومازلت أعظم من أنجبتهم الصحافه المصريه .
نعـــم أعظم من أنجبتهم الصحافه المصريه طبيعى أن يختلف معهم البعض لكن لايمكن أن ينكر أحدا مهنيتهم وأنهم أساتذه عظماء ، لعله من نعمة الله تعالى أن تكون بداياتى فيها تلميذا لأساتذتى الأجلاء الفضلاء مصطفى شردى ، وجمال بدوى ، وعباس الطرابيلى ، وسعيد عبدالخالق رحمهم الله تعالى حتى وصلت لأعلى مرتبه صحفيه بالصحافه المصريه حيث موقع نائب رئيس تحرير ، وإلى جريدة الجمهوريه إنتقلت بنفس الدرجه الوظيفيه وكنت نائبا بالبرلمان ، ومن نعم الله أن عايشت كراما بحق بجريدة الجمهوريه من طوقنى بكريم مواقفه معى الأستاذ والقدوه كاتبنا الكبير الأستاذ سمير رجب فى زمن كانت الصحافه فيه صاحبة الجلاله بحق ، والفاضل الكريم الصديق العزيز الكاتب الصحفى الكبير مؤمن الهباء رئيس تحرير المساء الذى بذل معى جهدا كبيرا لأكون أحد أفراد كتيبة جريدة الجمهوريه الحبيبه ، ثم تعاملت مع رؤساء تحرير وزملاء أشهد الله أنهم أنبل وأكرم من قابلت فى حياتى ، رحم الله الغالى والحبيب والرمز الكاتب الصحفى الكبير عمنا الحاج فاروق عبدالعزيز ، حتى الخلوق المحترم الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ عبدالرازق توفيق رئيس التحرير السابق كريم الأصل والنشأه ، والكاتب الصحفى الكبير الأستاذ أحمد أيوب رئيس التحرير الحالى القوى .
حركت كلمات الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ أحمد أيوب رئيس تحرير الجمهوريه فى إجتماع قسم الاخبار برئاسة الزميل العزيز محمد تعلب ، الوجدان لأنه حديث الكبار والأساتذه فى الزمن الجميل ، ولروعته ومصداقيته كنت من الصامتين السعداء لأنه رسخ لدى الطمأنيته أن الصحافه المصريه بخير لأن بها قامات رفيعه ، وصحفيين تربوا على المهنيه ، والمصداقيه ، أسعدنى تأكيد الأستاذ أحمد أيوب فى الإجتماع على الثوابت المهنيه ، والأخلاقية للصحافه قولا ، وعملا ، وتعايشا ، ولأنه نهج الكبار ، وخلق الكرام ، وعطاء الأساتذه ، سبق وأن عايشته مع أستاذى الجليل مصطفى شردى فى بدايات عملى الصحفى قبل أربعين عاما مضت ، تحدث الأستاذ أحمد أيوب عن ثوابته بشأن التعامل مع الزملاء الصحفيين ونهج التواصل مع المصادر الصحفيه والذى لاقى ترحيبا كبيرا من الزملاء ، ليذكرنى بأمرين عايشتهم مع أستاذى الجليل مصطفى شردى رحمه الله الأول قيمة الإدارة بالحب ، والثانى قيمة أن يكون رئيس التحرير رئيسا على كبار وليس على أصفار كما كان يطيب لأستاذى الجليل مصطفى شردى دائما أن يؤكد ، عمق ذلك تعايشه معنا ونحن شباب إنطلاقا من تلك الثوابت لديه فأحببناه ، وأعطينا للمهنه حتى وصل جميع أبناء جيلى من تلاميذه لمواقع رفيعه بالصحافه المصريه لأن منطلقنا كان ومازال تلك الثوابت .
أدركت بحق أن إختيار الكاتب الكبير الأستاذ أحمد أيوب ليقود مسيرة العطاء بجريدة الجمهوريه العريقه فى تلك المرحله الدقيقه من عمر الوطن ويكمل رسالة من سبقوه فى رئاسة تحرير الجمهوريه خاصة الكاتب الصحفى الكبير عبدالرازق توفيق إبن الصعيد الوفى ، وجميعهم كانوا من الأكارم الفضلاء ، جاء إنطلاقا من رؤيه حقيقيه وصائبه ولها فلسفتها ، وحجيتها ، لأنه صحفى فاهم لأدق آليات مهنة الصحافه ، و فاهم جيد لطبيعة المرحله ، وواعى لمجريات الأحداث ، ولديه قدره متميزه على القياده بالحب ، عمقها أنه صحفى مهنى لذا لايطيب له الجلوس كثيرا بمكتبه ، إنما يتواجد كل الوقت فى " الدسك " مطبخ أى جريده ، والذى لايكون عضوا به إلا المتميزين من الزملاء ، الأمر الذى معه رسخ فى الوجدان الشعور بالإطمئنان على الصحافه ، وأنها ستظل دائما وأبدا صاحبة الجلاله لأن بها قيادات يؤدون رسالتها إنطلاقا من إيمان بها ، بالمجمل الكاتب الصحفى الكبير أحمد أيوب حدوته مصريه إنطلقت من بلاط صاحبة الجلاله ، أطرح ذلك بصدق متمنيا أن تكون تلك الثوابت منطلقا لأداء جيل من شباب الصحفيين ، وشهاده بحق جيل يتولى المسئوليه الآن فى بلاط صاحبة الجلاله ، يكبرهم أبناء جيلى سنا لكنهم يكبروننا قدرا ومكانه ، داعيا الله تعالى للجميع بالتوفيق ، ولمهنتنا بالرفعه والسمو والتقدم .