أيمن محمد يكتب .. منافذ بيع الجيش والشرطة: دعم المواطن في مواجهة الغلاء
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار الذي يُثقل كاهل المواطن، تأتي منافذ بيع الجيش والشرطة كوسيلة لدعم الطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل، ولتوفير السلع الأساسية التي لا غنى عنها في الحياة اليومية بأسعار أقل من تلك المتوفرة في السوبر ماركت الكبرى. ولا شك أن الجيش والشرطة، كما عهدناهما دائمًا، يقفان بجانب المواطن في الأوقات الحرجة، ويسخران إمكانياتهما لخدمة الشعب وضمان استقراره.
هذه المنافذ تُعد واحدة من الأدوات التي يمكن للدولة الاعتماد عليها لضمان وصول المواطن إلى احتياجاته الأساسية من زيت، وسكر، وأرز، ودقيق، بأسعار تنافسية تخفف من حدة التضخم. فمن غير المنطقي أن يبقى المواطن عاجزًا عن توفير احتياجاته الأساسية، في حين يمكن لهذه المنافذ أن تُسهم في تحقيق التوازن في السوق وضمان استقراره.
ومع ذلك، من الضروري أن تركز هذه المنافذ على عدد محدود ومحدد من السلع الأساسية فقط، بحيث تضمن توفرها دائمًا بجودة عالية وأسعار منخفضة. التركيز على السلع الأساسية مثل الزيت، والسكر، والأرز، والدقيق واللحوم والاسماك والدواجن ، يضمن أن يكون لهذه المنافذ أثر مباشر وملموس في تخفيف العبء عن المواطنين، بدلاً من تشتيت الجهود على مجموعة واسعة من المنتجات التي قد لا تكون بالضرورة حاجة يومية ملحة.
منافذ الجيش والشرطة ليست مجرد نقاط للبيع، بل هي نموذج عملي لتدخل الدولة في السوق من أجل حماية المستهلك من جشع بعض التجار. فبدلاً من أن تكون السلع الأساسية عبئًا يوميًا على الأسر، تُقدم هذه المنافذ فرصة للمواطن للحصول على احتياجاته الأساسية دون استنزاف ميزانيته. ويُفترض أن يتم توسيع هذه المنافذ لتغطي مناطق أكثر، خاصة المناطق النائية والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية.
علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك اهتمام دائم بضمان جودة السلع في هذه المنافذ، إلى جانب استمرار توفيرها بكميات كافية وأسعار منخفضة مقارنة بالسوبر ماركت الكبرى. المواطن يبحث عن حلول عملية وفعالة، وهذه المنافذ قادرة على تلبية هذه الحاجة إذا أُديرت بشكل جيد وركزت على السلع الأساسية ذات الأولوية.
في النهاية، الجيش والشرطة، كما عهدناهما دائمًا، ليسا فقط درعًا يحمي الوطن من المخاطر، بل هما أيضًا حائط الدعم الأول للمواطن في مواجهة أعباء الحياة. منافذ بيع الجيش والشرطة تُجسد هذا الدور النبيل، فهي أكثر من مجرد نقاط بيع؛ إنها مبادرة تضع مصلحة المواطن في مقدمة الأولويات، وتسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وعدالة.
كاتب المقال الاستاذ أيمن محمد المدير المالي لحزب الوفد