أهوال ما بعد الأسد.. صحيفة بريطانية ترسم سيناريو قاتم لـ مستقبل سوريا
تحت عنوان "لماذا قد تجلب المنعطفات القادمة في سوريا أهوالاً أعظم من الأسد"، ألقت صحيفة "تليجراف" البريطانية الضوء على تداعيات ما يحدث فى سوريا، وقالت إن انهاء الثورة التي استمرت 13 عاما ضد بشار الأسد استغرق 11 يوما فقط، ولكن نظرا لتسارع الأحداث فإن ما يحدث بعد ذلك لا يمكن لأحد أن يتكهن به.
وقالت الصحيفة إن عجلة التاريخ تتحول مرة أخرى في الشرق الأوسط، وليس للمرة الأولى في الأشهر الأربعة عشر المضطربة منذ هجوم السابع من أكتوبر من العام الماضي.
على مدى الأيام والأسابيع المقبلة، سوف يعاد رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بشكل أكبر مع تحول السلطة في سوريا من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وهي فرع شيعي، إلى الأغلبية العربية السنية في البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن كل من إيران الشيعية وروسيا ستخسران أهم عميل عربي لهما. إن روسيا، التي ساعدت قصفها الجوي الوحشي الأسد على استعادة المدن التي سيطر عليها المتمردون، تبدو على وشك خسارة قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية في حميميم إلى الشمال، مما يحرم فلاديمير بوتين من موطئ قدم في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومن ناحية أخرى، أصبحت إيران أكثر ضعفا. فقد أدى العمل العسكري الإسرائيلي إلى تفريغ حلفائها غير الحكوميين الأكثر أهمية، حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
وقالت الصحيفة إن سقوط نظام الأسد، الذي لم تستطع إيران أن تفعل الكثير لمنعه، يترك طهران محرومة من أهم دولة عميلة لها، والتي عملت كجسر بري حيوي بين إيران ولبنان من خلاله يمكنها إعادة تسليح وإعادة إمداد حزب الله.
واعتبرت الصحيفة أن حجم الكارثة واضح جدا في إيران. وقال محمد علي أبطحي، نائب الرئيس السابق، إن سقوط الأسد كان "أحد أهم الأحداث في تاريخ الشرق الأوسط".
وأضاف أن شبكة وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط ستُترك بدون دعم، محذرًا من أن "إسرائيل ستصبح القوة المهيمنة".
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، وهي جماعة مسلحة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة: "نحن نعيش لحظات تاريخية حيث نشهد سقوط النظام الاستبدادي في دمشق. يقدم هذا التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والعدالة التي تضمن حقوق جميع السوريين".
وذهبت الصحيفة إلى أن هذا التفاؤل ربما يثبت أنه في محله. ومع ذلك، فهو أيضًا تذكير بأن فصائل البلاد ستسعى إلى تأمين مكان لها في سوريا الجديدة - وأنها لا تزال تحمل أسلحتها إذا لم تحصل على ما تريد.
ونظرًا لأنه من غير المرجح أن تكون هناك يد رادعة من إدارة ترامب القادمة، فقد تكون الجماعات المسلحة الساخطة أكثر جرأة على العمل.
في تعليقه على الأحداث في سوريا هذا الأسبوع، أوضح دونالد ترامب أنه يرغب في البقاء بعيدًا عن المعركة عندما يتولى السلطة في يناير، قائلاً: "هذه ليست معركتنا. "دع الأمور تسير كما هي. لا تتدخل".
بعبارة أخرى، ربما انتهت الثورة التي استمرت 13 عامًا ضد بشار الأسد. ولكن الحرب الأهلية في سوريا ربما لم تنته بعد، على حد تعبير الصحفية.