محمود الشاذلى يكتب : ولنا فى سقوط دمشق دروسا مستفاده
يقينا .. سقوط بشار مبتغى كل الأحرار أن يزول الطغاه البغاه الذين أذلوا شعوبهم وإستعبدوا إرادتهم ويزول ملكهم لكن أوجع قلبى سقوط دمشق وماشهدته سوريا من أحداث إجراميه رغم تأكيد الثوار على ثوابتهم الرائعه من التسامح وفتح صفحة جديده الأمر الذى أدركت معه أن هناك من يشوه الثوره ويعمل على أن يندم عليها الشعب تجلى ذلك فى عمليات الإغتيال لشخصيات كثيره وحرق بعض المنشٱت العلميه لذا يجب أن ينتبه من قاموا بها ويسحقوا كل المجرمين ، والإنتباه أن الصهاينه لديهم إصرار أن تكون الأمه العربيه أضحوكه فى كل الدنيا ، الأمر الذى بدا كثر ينظرون إلينا كشعوب عربيه نظرة المساكين ، لأننا نتقاتل ، ونتشرذم ، ونتناحر ، وتركنا كل الفضائل بلا تعظيم ، وإنتهى من قاموسنا الوحده العربيه والإراده العربيه ، والوطن العربى ، بالمجمل أصبحنا أمه شتات لاقيمه لنا مجتمعيا ، ولاإعتبار لنا دوليا ، ولاشأن لنا بين دول العالم ، يبقى مافعلته إسرائيل فى سوريا عبر هضبة الجولان عقب سقوط بشار عظيم الدلاله ، لذا يتعين علينا أن نتوقف أمامه كثيرا وطويلا لعلنا نستوعب الدرس ، ونعى مضامينه ، وندرك مايحاك لنا من خلف ستار ، لتعميق الجهاله لدينا ، ونزع الوطنيه من أعماقنا ، والسير بنا إلى طريق مجهول بلا عوده .
أوجع قلبى تلك الحقيقه المريره والتى مؤداها أن المجتمع الدولى بلا قيمه ، والمحلى بلاقدر ، ونحن العرب بلا شأن ، وليس أدل على ذلك من عجز الجميع ردع المجرم نتنياهو , أدركنا تلك الحقيقه منذ عقود ، وتجلت بالأمس حين أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، ووصفه بانه يشكل "انتهاكا" لاتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا والذي وقع العام 1974، وأكد ستيفان دوجاريك أن قوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فض الاشتباك (يوندوف) أكدت على ان هذه الأفعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحا أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن ، وكذلك رفض المجتمع العربى فكان رد نتنياهو بكل وقاحه أن الجزء الذي تحتله بلاده وضمته من هضبة الجولان السورية سيظل إسرائيلياً «إلى الأبد» ، وذلك بعد سقوط الرئيس السورى بشار الاسد ، وأضاف نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده في القدس أن الجميع يدركون الأهمية الكبيرة لوجودنا في الجولان وليس على سفح الجولان ، علما أنه يشرف على هضاب الجليل وبحيرة طبريا ، على حد قوله .
وكأنه بات قدرا على الأمه العربيه ، أن تنتهك إسرائيل السياده ، ويشجب المجتمع الدولى ويدين بأشد الكلمات ، بل وينتقد بأقصى العبارات ، لكن لاشيىء يتغير ، وكأن المجتمع الدولى أصبح أمام إسرائيل كالولايا المساكين ، لأنه رغم تلك الإنتقادات الدوليه والمحليه إلا أن هذا التوغل الإسرائيلى فى الجولان قبل يومين حقيقه واقعه ، فماأشبه اليوم بالبارحه حين وقف نتنياهو على مشارف الجولان عام 2016 ، وأمر القوات الإسرائيلية بالسيطرة على مناطق في الجزء العازل ، لضمان أمن إسرائيل كما أعلن أن هضبة الجولان المحتلة ستبقى إسرائيلية «إلى الأبد» , ووجه الشكر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاعترافه بعملية ضم الجولان خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 ، كما أو جع قلبى أنه فى إبريل عام 2016 إنتقد مجلس الأمن الدولى بيان لنتنياهو بشأن عقد اجتماع لمجلس وزرائه فى هضبة الجولان حسبما ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية ، وأكد على أنه لا يمكن تغيير وضعية الجولان ، وفى مارس عام 2019 أعلن رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي رفضه القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وفى النهاية كانت التصريحات الدوليه حبر على ورق وفعلت إسرائيل ماارادت ولم يردعها أحد .
خلاصة القول .. يتعين ضرورة الإنتباه من غدر الصهاينه الأوغاد ، وكل العابثين بالوطن ، واليقين بأن الوحده العربيه باتت واجبا وطنيا ، ولترسيخ ذلك ليكن لنا مما حدث بسوريا دروسا مستفاده ، ننطلق منها لتعميق الوطنيه فى النفوس حقيقه واقعه ، وإحترام إرادة الشعوب ، وأن يدرك مسئوليها خطورة قهر إرادة مواطنيهم ، وتعميق الخلافات ، وتهميش الأحزاب ، وسحق الإرادات الشعبيه بتقليص أداء البرلمان ، وأهمية تعميق الإراده الوطنيه ، والتلاحم والترابط ، وإعلاء الحس الوطنى ، والعمل بإخلاص لصالح الوطن ، بغير ذلك سنكون أمه عربيه تعيش فى تيه ، ولندرك خطورة وأبعاد ماتفعله إسرائيل ومن خلفها أمريكا ، بدعم من الإعلام الصهيونى .