لواء أح دكتور/ رأفت علي الدرس يكتب : مفهوم الأمن القومي في النظرية الأمنية للرئيس السيسي
هناك ثلاث نظريات لتعريف مفهوم الأمن القومي؛ الأولى تعتمد على القوة في تحقيق الأمن، والثانية تعتمد على التنمية في تحقيقه، في حين تقوم الثالثة على الجمع بين القوة والتنمية، وبالنظر جلياً في خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي، نجد أنها أنتجت نظرية أمنية تقوم على عدة مرتكزات ورؤى حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحدودية، وكذلك الأيدولوجية والبيئية، فتشمل الصعيد الخارجي بما تفرضه المكانة الجيوسياسية والإستراتيجية للدولة المصرية، وكذلك الصعيد الداخلي، بما يمتلك سيادته من مقاربة واضحة المعالم للتعامل مع قضايا الشأن الداخلي؛ فهي نظرية أمنية شاملة، تنظر إلى كل الجوانب من منظور أمني يرتقي بالوضع الأمني المصري وينهض به إلى الأمام، بما يحقق أمن وطننا وازدهاره، وبما يضمن لشعبنا الأمان والسلامة جسدياً وفكري اً.
وفي إطار هذه النظرية الأمنية، ترسخ مفهوم جديد للأمن القومي يتحدد في حماية الأرض ومواردها الطبيعية، وبناء الذات الإنسانية؛ فبالنسبة للشق الأول، نجد أن حماية الأرض ومواردها الطبيعية تتضمن تطوير ودعم القدرات العسكرية، وحماية التراب الوطني ضد أي عدوان خارجي، وتحقيق السيادة الكاملة على ما تمتلكه الدولة من موارد وثروات طبيعية، بما يضمن الانتفاع بها وتعزيز الاستقلال الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية ،وكذلك تشكيل القيم السياسية والاقتصادية التي توفر للدولة الشروط الملائمة لحماية مصالحها وتحقيق أهدافها. أما بالنسبة للشق الثاني، وهو بناء الذات الإنسانية، فإنه يشمل تحقيق البناء الفكري والأيدولوجي السليم، وغرس الشعور بالانتماء للوطن والولاء له ،مع إرساء الدعائم الأسرية والقيم الاجتماعية، وتحسين نوعية الحياة وتوفير أسس الحياة الكريمة وحفظ الكرامة الإنسانية، وكذلك تحقيق الكفاءة التعليمية، وتوفير فرص العمل المناسبة لمختلف التخصصات والمؤهلات، والتمسك بالهُوية الوطنية والثقافية والتاريخية، إلى جانب تنمية الوعي والإدراك السليم لمختلف المعارف والأفكار والقضايا ،وتعزيز الرؤية النقدية والمعرفية، وتنمية الشعور بالمسئولية الاجتماعية والواجب الاجتماعي.
ويعزز هذا المفهوم الدفاعي والإنساني للأمن القومي شعورنا بالولاء والانتماء لمصرنا الحبيبة؛ فإن حب الوطن شعور داخلي يتكون لدى كل مصري ومصرية... وينمو إلى أن يصبح واجباً ومسئولية وعقيدة، تتحكم في جميع أقواله/ أقوالها... سلوكياته/ سلوكياتها... فيصبح الجميع جنوداً لخدمة الوطن، كلٌ في موقعه... فتنهض الأمة، ونبني مستقبلها بمزيج من الحب والانتماء والفخر.... لتظل مصرنا الحبيبة آمنة.
ألقاكم قرائي الأعزاء ومقالي القادم حول "الظروف السياقية المرتبطة بنشأة النظرية الأمنية للرئيس السيسي."