الكاتب الصحفي محمود الشاذلى يكتب : أحسنت وزير التعليم حقا مصر بخير
أسعدنى بالأمس نهج وزير التربيه والتعليم محمد عبداللطيف إلى درجة الإنبهار ، الأمر الذى أدركت معه قيمة أن يكون لمن يشغل الموقع الوزارى بعد سياسى ومنطلق مجتمعى يتناغم مع تخصصه العلمى ، ونهجه فى الإداره ، فكان من الطبيعى أن أوجه له التحيه وأسجل له التقدير ، ويكون حديث كل الزملاء الصحفيين كما كان بينى وبين الزميل عصام عماره بالأخبار ، وأساتذة كلية التربيه ، وبعض رؤساء المدن والأحياء ، إنطلاقا من إعجاب شديد ، وأمنيات أن يحذو حذوه كل المسئولين فى القلب منهم المحافظين لأنهم الأقرب للمواطن تعاملا ، لعل وزير التربيه والتعليم هو الوحيد فى الحكومه الذى أدرك فى سرعه كبيره مضامين المؤتمر السادس للصحفيين ، ورسالة الرئيس بأهمية الإلتقاء بالصحفيين وطرح الأمور عليهم بشفافيه ، تأكيدا للمصداقيه ، وتعظيما للأداء الصادق ، وترسيخا لليقين أنه ليس لديه مايخفيه أو يخجل منه فى منظومة التعليم ، فى ثقه هى لاشك فى محلها ، وهو نهج يرسخ للشفافيه والوضوح ، ويتسم بالإحترام سبقه إليه أخى العزيز اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفيه ، وعايشته مع الأخ والصديق المهندس سامح فهمى أعظم وزراء البترول الذى كان يعى جيدا أهمية الصحافه فى طرح الحقائق ، حيث تشرفت فى فتره من فترات تخصصى الصحفى محررا متخصصا فى شئون وزارة وقطاع البترول لمدة تقارب الربع قرن .
وزير التربيه والتعليم محمد عبداللطيف أثبت أنه صادق فى رؤيته لذا عمق هذا الصدق فى النفوس أداءا وليس كلاما ، وذلك من خلال قيامه بزياره مفاجئه وغير معلنه لمحافظة الغربيه ، لم يكن معه فيها محافظ الغربيه اللواء أشرف الجندى ، ولا وكيل وزارة التربيه والتعليم بالغربيه المهندس ناصر حسن ، ولم تنطلق من ديوان عام المحافظه ، بل إنطلقت من ديوان عام الوزاره للغربيه فى سريه تامه ، إلى المدارس بالقرى بصوره عشوائيه حيث مدارس قرى وعزب قطور بعيدا عن طنطا والمحله مبتغى كل الزيارات ، الرائع أنه كان معه الزملاء الصحفيين المتخصصين فى شئون التعليم بالصحافه المصريه وكل منهم خبره حقيقيه فى مجال التعليم ، ولم يستقل سيارته بل إستقل الأتوبيس الذى تم تخصيصه للصحفيين ومن داخله عقد الوزير جلسة حوارية مع الصحفيين وهذا نهج يدرس بحق لكل أعضاء الحكومه من الوزراء والمحافظين ، الرائع أيضا أن الوزير إنطلاقا من ثقه فى النفس وأداء معاونيه عرض على الزملاء الصحفيين أن ينتشروا فى كل المدارس بالمنطقه ، ويزوروها بشكل مفاجىء ، ويطرحوا مايرونه بصدق ، مؤكدا عن ثقه على ضبط الأداء بتلك المدارس وفق آليه منضبطه ، ونهج ذا هدف .
الرائع أيضا أن الوزير ولأول مره فى تاريخ زيارات الوزراء للغربيه بدأ زيارته بإدارة قطور التعليميه التى تنافس بلدتى بسيون فى أفقر مركز، وأقله خدمات ، وأعظمه تهميش من الحكومه على مستوى الجمهوريه ، حيث تفقد مدرسة "عبدالله شنيشن الإعدادية بنات" ، التي تضم عدد ٤١٣ طالبة ، حيث إطلع على طبيعة الكثافات الطلابية بالمدرسة ، كما حرص على متابعة تفعيل آليات التقييم الأسبوعي للمواد المختلفة ، فضلًا عن متابعة كراسات الحصة والواجبات المدرسية للطالبات ، وقد حاور الوزير كما أكد الزملاء الصحفيين المرافقين للوزير من القاهره الطالبات حول تطلعاتهن المستقبلية ، ومدى استيعابهن للمواد الدراسية ، وإستفادتهن من التقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية ، كما تفقد الوزير يرافقه الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة ، ومحرري ملف التعليم بالصحف والمواقع ، مدرسة "سجين الابتدائية الحديثة " ، والتى تضم عدد 557 طالبا وطالبة ، تابع الوزير العمليه التعليميه من العمق مكانا حيث قاع الريف المصرى ، وأداءا حيث حرص على متابعة كراسات الحصة والواجبات المدرسية، ومدى الالتزام بالتقييمات الأسبوعية ، مشيدًا بمستوى الطلاب فى اللغة العربية والرياضيات ، كما تفقد الوزير معملي (العلوم ، والحاسب الآلي) حيث أشاد الوزير بمستوى الطلاب العلمي ، لتلك الزياره المفاجئه دلاله غاية فى الأهميه مؤداها انها رسالة تؤكد على الأداء الأكثر من رائع الذى يبذله المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربيه والتعليم بالغربيه وكان من نتيجته هذا الإنجاز الذى أدركه الوزير بنفسه ، ليكون فعلا المهندس ناصر حسن مسئول تفوق على نفسه بأدائه الرائع بحق ، ومعه محمد حسين مدير إدارة قطور التعليميه ، وكنت أتمنى أن يزور الوزير بلدتى بسيون ليقف على الجهد الذى يبذله محمد أبوليمون مدير إدارة بسيون التعليميه للنهوض بالعمليه التعليميه .
أجرى الوزير محمد عبد اللطيف حوارا مع وفد محرري ملف التعليم المرافق في الزيارة ، وهو حوار عظيم الدلاله لأنه ينعقد من أرض الواقع وليس فى القاعات المكيفه ، وتناول المياه المعدنيه ، لذا يتسم بالمصداقيه ، ثمن خلاله دور معلمى مصر العظيم فى انضباط العام الدراسي الجاري، واصفا إياهم بـ"الأبطال" ، كما أكد على انضباط حضور الطلاب بالمدارس والتي تجاوزت ٨٥٪ العام الدراسي الحالي مقارنة بـ ٩٪ العام الماضي، مشيرا إلى أن انضباط حضور الطلاب في المدارس ساهم في اعتمادهم على التحصيل الدراسي من المدارس بشكل رئيسي والابتعاد عن أي مصادر خارجية أخرى ، أكد الوزير أن كافة المدارس على مستوى الجمهورية تشهد متابعة يومية من الوزارة من خلال لجان متابعة متواصلة للتأكد من انضباط العملية التعليمية وتطبيق كافة القرارات والآليات المعلنة ، كما تطرق الوزير ، في تصريحاته للوفد الصحفي المرافق، إلى الحديث عن أعمال السنة التي ساهمت فى تحفيز الطلاب وجذبهم للمدرسة، بالإضافة إلى التقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية التي ساهمت فى الوقوف ومتابعة المعلمين لمعدل التحصيل الدراسي لديهم، مضيفا أيضا أن تطبيق لائحة الانضباط المدرسي وضعت المنظومة التعليمية داخل المدارس في إطار منضبط تحفظ حقوق وواجبات كل من المعلم والطالب.
خلاصة القول .. يبقى أننى مدين بإعتذار شديد إلى وزير التربيه والتعليم محمد عبداللطيف لأننى ذات يوم تحفظت على توليه الوزاره ووصفت قدومه بأنه قادم من المجهول ، وتصريحاته بالحالمه ، ولم أدرك أنه شخص له رؤيه ، وصدق حين أكد على أن التغلب على التحديات التي كانت تواجه المنظومة التعليمية بالمدارس والمتعلقة بالكثافات والعجز في أعداد المعلمين تمثل خطوة على طريق الارتقاء بمختلف نواحي العملية التعليمية ، وأن الوزارة تكثف كافة جهودها لتقديم خدمة تعليمية حقيقية للطلاب بالمدارس لتنشئة أجيال تنهض بالوطن ، يبقى أن يلتمس لى كل القراء العذر فى رؤيتى بحق الوزير لأنها إنطلقت من متابعة زيارات كثيره لوزراء ومحافظين ولجان منبثقه عن لجان جميعها عديمة الجدوى ، قليلة النفع ، لكن تلك الزياره أعادت الثقه فى النفس بأن هذا الوطن فيه مسئولين جديرين بمواقعهم بحق ، بعد أن كاد يتبدد هذا اليقين تأثرا بتلك الزيارات "البروباجنديه " المصحوبه بالزيطه والزمبليطه كتلك التى تنطلق من وزارة الصحه ، تحت إشراف نائب الوزير الدكتور عمرو قنديل رغم أن تاريخه مشرف وأدائه محترم ، وصاحب رؤيه ، لكنه الموروث لدى عموم القائمين على أمر تلك اللجان ، والتى تعتمد على المنظره وليس العمق الفنى ، ومايدركونه من كوارث أهمها فرض رسوم على العلاج بتلك المستشفيات وكذلك الأشعات والتحاليل فى إلغاء مستتر لحق المواطن فى العلاج المجانى كما ورد فى الدستور .
لعل مرجع سعادتى بالزيارة المفاجأه التى قام بها وزير التربيه والتعليم ولجانه للغربيه ، إبتعادها عن طنطا والمحله والإنطلاق من الأماكن الأكثر فقرا ، وماأدركته لدى لجان أخرى تابعة لوزارة الصحه ، نعـم أدرك لجان تنطلق من وزارة الصحه للوقوف على حالة المستشفيات ، ومستوى الخدمه الصحيه ، لكن شتان بينها وبين لجان التعليم التى تجوب المدارس فى هدوء شديد ، وتصوب الخلل فى التو واللحظه ، لكن لاأدرك تصويبا للخلل تفعله لجان الصحه لأنه مستمر ، كما يتم رصد مآسى دون حراك ، بل إن أعضاء تلك اللجان يسمعون صراخنا بأن هناك إهدار مال عام فى عدم تشغيل مستشفى الصدر ببسيون رغم أنها تكلفت مايقرب من ثلاثمائة مليون جنيه ، ثم يبتسمون فى وجوهنا إبتسامة السخريه التى يشاركهم فيها قيادات الصحه بالغربيه ليقينهم أن العيش والملح بينهم أقوى من الصالح العام وما نكشفه من تردى ، ومعالى وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار لايحرك ساكنا مع شديد إحترامى وتقديرى لشخصه ، بل إنه يأخذ مايعرضه عليه المسئولين التابعين له مأخذ الصدق ، أدركت ذلك عندما أكد له بعض الزملاء الصحفيين بالغربيه أثناء زيارته للمحافظه أن وكيل الوزاره مختفى ولايقابل أحد ، ولاندركه فى المستشفيات فرد ساخرا بأن طلب من وكيل الوزاره أن يصور نفسه ويرسل صورته للصحفيين ، فى تصرف أذهل الجميع وأحبطهم ، رغم أنه كان يستطيع التنبيه على ضرورة التواجد والتلاحم والتواصل وإحترام الصحافه وهذا لن يكلفه شيىء بل إن مردوده مزيدا من الإحترام ، مزيدا من العطاء ، مزيدا من التطور المنشود ، وليس كما حدث بعد الزياره من تأكيد وكيل الوزاره على المزيد من العزله ، المزيد من الإبتعاد عن الصحافه وكأن هناك أمر يخشى أن يدركه الصحفيين ، وبالتالى المزيد من الفجوه ، المزيد من الأداء الضعيف ، المزيد من صرخات المرضى ، ويقينى أن وزير الصحه لو قام بزياره مفاجئه لبعض المستشفيات فى عمق الريف كما فعل وزير التربيه والتعليم ولو لمره واحده سينصلح الحال فى كل المستشفيات وسيكتشف زيف مايعرض عليه ، وهو قادر على ذلك ويشهد بذلك تاريخه المهنى المشرف فهل يفعلها .