الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب السياحة العلاجية بين مصر والمملكة
نستطيع القول ان السياحة العلاجية كنز المستقبل القريب في ألعالم العربي خاصة مصر والمملكة العربية السعودية ومن المعروف ان السياحة العلاجية واحدة من أكثر القطاعات نمواً في العالم، حيث يسعى الناس للسفر إلى دول أخرى للحصول على العلاج أو الاستفادة من الرعاية الصحية المتقدمة
وتشهد كل من مصر والسعودية تطوراً ملحوظاً في هذا المجال، مما يجعلهما وجهتين مفضلتين للباحثين عن العلاج.
وكانت عيون حلوان الكبريتية مقصدا مهما للاستشفاء والسياحة منذ زمن والحقيقة ان مصر تمتلك تاريخاً طويلاً في مجال الطب والعلاج، حيث كانت تُعرف منذ العصور القديمة بأنها مهد الحضارات والطب.
وتقدم مصر مجموعة واسعة من العلاجات الطبيعية، بما في ذلك العلاجات بالمياه المعدنية والحمامات الساخنة. في واحة سيوة ويُعتبر البحر الأحمر، وخاصة مدينة الغردقة، نقطة جذب رئيسية لعلاج العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزمية.
بالإضافة إلى ذلك، تحظى المستشفيات في مصر بتقدير جيد جدا حيث تقدم خدمات طبية متقدمة بتكاليف تنافسية مقارنة بالدول الأخرى. وذلك بسبب وجود أطباء مؤهلين ذوي خبرة واسعة، مما يجعل مصر وجهة مفضلة للعديد من المرضى القادمين من الدول العربية والأفريقية وآسيا.
اما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فقد شهدت أيضاً تقدماً كبيراً في مجال السياحة العلاجية، خاصة بعد رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وجذب السياح من جميع أنحاء العالم. تركز السعودية على تحسين مستويات الرعاية الصحية وتوفير خدمات طبية متكاملة
ونعلم ان المملكة تمتلك عددًا من المستشفيات المتميزة والتي تعمل وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. تقدم هذه المستشفيات مجموعة متنوعة من التخصصات الطبية، بما في ذلك علاج السرطان وجراحة القلب والتجميل.
كما أن السعودية تمتلك مميزات فريدة، مثل المواقع التاريخية والدينية التي يمكن دمجها مع رحلات العلاج، مما يجعلها وجهة متكاملة تجمع بين العلاج الدوائي والثقافي والديني
ولكن علي ارض الواقع ورغم كل هذه الفرص الواعدة، تواجه كل من مصر والسعودية تحديات في هذا القطاع، مثل الحاجة إلى تحسين الخدمات اللوجستية وجذب الكوادر الطبية المؤهلة. ويعتبر التسويق الفعال جزءًا مهمًا من استراتيجية النجاح، حيث يجب على الدولتين تعزيز وجودهما في السوق العالمي والترويج لبرامج العلاج والعروض الفريدة.
وخلال الفترة الحالية زاد اهتمام الحكومة المصرية بملفالسياحة العلاجية واصبح يحظى بأهمية قصوى
واطلقت مصر منصة إلكترونية لسرعة الحصول على التأشيرة خلال 72 ساعة، ومجلس وطني للسياحة العلاجية
ولكن يبقي أننا نحتاج منصة إلكترونية تعرض الخدمات الطبية المقدمة من القطاع الخاص، والحكومي بشكل تسويقي ذات محتوى علمي جيد من قِبَل الأطباء أنفسهم من التخصصات كافة؛ مما يجذب أنظار متلقي الخدمة، فضلًا عن تمييز الأطباء المصريين، ولكن تبقى سعر الخدمات الطبية في مصر بالنسبة للأجانب، أقل بكثير من تلك الخدمات الطبية التي يحصلون عليها في بلادهم، وخاصة في مجال طب العيون، وتصحيح الإبصار بأنواعه كافة (الليزك) وخدمات تجميل الأسنان، وجراحات السمنة المفرطة.
إن نجاح السياحة العلاجية لا يعنى فقط، عوائد مادية، أو نموًا اقتصاديًا، أو ريادة في سوق السياحة العلاجية، ولكنه يعنى ريادة طبية للأطباء المصريين، فمصر تمتلك كل المقومات لأن تكون دولة مصدِّرة للمعلومات الطبية، والتجارب الطبية الناجحة