الكاتب الصحفي محمود الشاذلى يكتب .. الحزب الوليد رؤيه من العمق لله ثم للتاريخ
الآن أتحدث بعد إدراك فجر جديد فى واقعنا السياسى ينشد من الجميع الحديث بصراحه ، لعلنا نصل إلى غاية نبيله تساهم فى الدفع بعجلة التنميه ، والتقدم للأمام ، أتمسك بهذا الأمل حتى ولو خرج من ثنايا أحاديث القائمين على تدشين الحزب الجديد الذين لم ينصهروا بعد فى هذا الواقع ولم يدركوا وعورة منعطفاته ، وضبابية دروبه ، دفعنى إلى التجاوب مع هذا التوجه إدراك أن الوطن يشهد حراكا سياسيا إنطلاقا من زخم حزبى تمنيت حدوثه منذ سنين ، بعد أن أصاب الحياه السياسيه الرتابه ، وتلاشى الساسه ، وأغلق السياسيين أصحاب الخبرات والتجارب على أنفسهم الباب ، ولزموا بيوتهم حتى المنتمين لأحزاب ماكانت تسمى بالمعارضه الوطنيه ، وإنكفئوا على أنفسهم تجنبا للهزل ، فحرم الوطن من عطائهم الممزوج بخبرة السنين ، وأصبح الشعب يتابع ضجيجا لايحرك ساكنا ، وحديثا لايقنع طفلا صغيرا ، وشعارات بات يسمعها الناس بسخريه ، وأداءا ينطلق من تقزيم ، وأطروحات تفتقد للحجه والبيان ، هذا الواقع يقينا شمل كل الأحزاب أغلبيه ومعارضه ومستقلين ، كما أفرز ذلك أداءا سياسيا باهتا ، وبرلمانيا ضعيفا ، وحزبيا يفتقد للإقناع ، بل إن هذا المناخ العام أضعف كل الواقع المجتمعى إلى الدرجه التى معها إنتهك الدستور ، عندما أصبح النائب عاجزا عن محاسبة الحكومه ، أو حتى رفع الصوت بالنقد فى حضور الوزراء ، أو حتى كبار صغار المسئولين .
لاشك أن تدشين حزب الجبهة الوطنيه بما فيه من قامات مجتمعيه رفيعه كان شرارة هذا الزخم رغم أن ملامح تشكيله ، ومنطلقات رؤيته ، وبرنامجه لم تتبلور بعد ، ورغم عدم قدرة وكيل المؤسسين الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان السابق الذى يحسب له مصداقيته فى العرض ، وشفافيته فى الطرح ، والزميل ضياء رشوان طرح كل جوانب رؤيتهم فيما يتعلق بهذا الحزب ، ورغم أنه حزب يضم قامات وطنيه ، ووزراء ، ومحافظين سابقين فى القلب منهم الوزير عاصم الجزار ، والوزير السيد القصير ، والوزير محمد عبدالظاهر ، والوزير أحمد ضيف صقر ، والنائب أحمد رسلان ، والنائب فايز أبوحرب ، والكاتب الصحفى ضياء رشوان ، جميعا مشهود لهم بالنزاهة ، ورجاحة العقل ، والإحترام ، إلا أنه إفتقد فى المؤسسين إلى صنايعية السياسه الفاعلين على الأرض ، الذين يعيشون هموم المواطن ، ويدركون حاجاته ، ويستشعرون نبضه ، ويجلسون بجواره على " المصطبه " فى قاع الريف المصرى وفى عمق الصعيد يحتضنون آلامه ، ويشاركونه أوجاعه ، بالمجمل يمارسون السياسه من الشارع ، حيث الصدق ، ودقة المعطيات بلازيف ، وليس عبرالجلوس فى القاعات المكيفه لغة حديثهم ومفردات كلماتهم منطلقها دغدغة المشاعر بلا فاعليه على الأرض ، ولهم العذر لأنهم لايعرفون معاناة الناس عن قرب .
رغم إدراكى لحق كل مواطن فى ممارسة السياسه عبر الأحزاب السياسيه بصرف النظر عن مسلكهم الإجتماعى ، فلعل يكون الحزب منطلقا لضبط سلوك الشارد منهم ، وتهذيب أنفسهم إلا أنه مايقلقنى مارصدته أمام مكاتب الشهر العقارى على مستوى الجمهوريه حيث تحرير توكيلات للمؤسسين من إدراك للدور الذى يلعبه متسلقين كثر حيث أشخاص عليهم ألف علامة إستفهام ، لسابق إدانتهم فى أمور مجتمعيه شتى ، ورصد سوء سلوكهم بين الناس ، حيث وجدوا الملاذ فى إعادة تدوير أنفسهم بالمجتمع رغم ماطالهم من لغط ممزوجا بالتدنى وذلك من خلال الإشراف على عملية تحرير توكيلات للحزب الوليد ، يجعلهم من المؤسسين ، وآخرين يخططون لأن يجعلوا من هذا الحزب تكأه للحصول على عضوية البرلمان ، ولاضير لديهم أن يدفعوا الملايين كما فعل غيرهم فى السابق إنطلاقا من كل الأحزاب بما فيها أحزاب مصنفه على أنها معارضه للأسف الشديد ، رغم أن الجميع يدركون مجهولية مصدرها ، وذلك لحجز مكان بما يسمى القائمه الحزبيه ، خاصة تلك التى يتبنى هذا الحزب الوليد تدشينها إنطلاقا من الطرح الذى أعلن عنه وكيل المؤسسين الدكتور عاصم الجزار ، والدكتور ضياء رشوان ، بأن تضم أعضاءا من كل الأحزاب حتى أحزاب المعارضه ، ولاأعرف كيف يتحقق ذلك عمليا ، فى طرح لم ندركه حتى فى قمة الزخم الحزبى أيام الملكيه ، أو عند تشكيل حزب الوفد إبان ثورة ١٩ ، الأمر الذى معه إنزعج له كثر من الذين كادوا يغادرون أحزابهم التى ماتت إكلينيكيا لإعادة نشاطهم الحزبى إنطلاقا من هذا الحزب ، جنبا إلى جنب مع تلك القامات المجتمعيه التى تتصدر الجمعيه التأسيسيه للحزب .
يقينا .. وكأننا لانستفيد من تجارب الماضى وما خلفه هذا النظام من خطيئة تاريخيه تتمثل فى عدم إختيار الكفاءات ، وأصحاب الخبرات ، والمتخصصين ، والمتميزين ، والقامات فى تلك القوائم طبقا للغايه المنشوده من نظام القوائم ، والتى تتمثل فى أن يساهموا فى النهوض بالوطن ، عبر البرلمان ، اللهم ماندر ، وبات الأغلبيه يحكم إختيارهم أمورا أخرى ساهمت فى سحق تلك الغايه النبيله من نظام القوائم ، بل إن هذا النظام خلف نوابا لايدركون دورهم الحقيقى لأنه سلب منهم ، لإفتقاد الإراده الشعبيه ، الترويج لتلك القوائم الإنتخابية على هذا النحو تصنع ساسه مسلوبى الإراده ، لأنهم لن يأتوا بإراده شعبيه حقيقيه ، لذا لايعنيهم الشارع ، ولا المواطن ، ولا يمثلونه تمثيلا حقيقيا اللهم إلا من فيها قدم من حضن الشعب ، فهو رمانة الميزان بتلك القوائم ، الكارثه أن أغلب من ضمتهم القوائم فى السابق لم يكن منطلق إختيارهم الشعبيه ، إنما أموالا يدفعونها على رؤوس الأشهاد ولو عبر الترويج أنها تبرعات ، أو أنه من البهوات ، أو قريب لأحد البهوات ، أو يعرف ساعى عند أحد البهوات ، ويتقدم المشهد السياسى جماعات المصالح ، والمتكسبين من السياسة ، وليذهب إلى الجحيم الساسه الحقيقيين الذين يستمدون وجودهم من عطاء حقيقى يصب فى صالح الوطن ، وهؤلاء الذين يحترقون من أجل الشعب ، دون إدراك الغاية النبيله من السياسه والتى مؤداها بذل الجهد للنهوض بالوطن .
نظرا لما تم طرحه بصراحه أرى من الأهمية أن يتمسك كل الساسه ، والأحزاب على كافة إنتماءاتهم الحزبيه بنجاح تدشين هذا الحزب ، لعلنا ندرك حراكا حقيقيا ، ويتغير هذا المناخ السياسى البائس والمحبط ، ويكون بارقة أمل فيما هو قادم ممزوجا بالمصداقيه ، ولعلنا بالتنبيه ، والتوضيح نتجاوز إخفاق سياسى محبط تأثرا بمضامين ماطرحت ، قد يدفع بكل الساسه ، والحزبيين ، وحتى المواطنين إلى هوه سحيقه سياسيا ، ومجتمعيا ، يبقى أن يبذل كل المخلصين بهذا الوطن محاولات لإقناع جموع الشعب بضرورة المشاركه فى قضايا الوطن ، الذى نفتديه بأرواحنا ، من أى غاصب ، أو مجرم ، أو مغرض . تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن وجود الحزب الوليد سيكبح جماح نهج تصفية الحسابات والنيل من الآخرين التى إنتابت بعض الصغار ببعض الأحزاب ، وساهمت من الآن فى تحريك واقعنا الحزبى كيف ؟ تابعونى .