الكاتب الصحفى محمد طلعت يكتب:مصر وتركيا رمانة ميزان المنطقة
مصر و تركيا .. رمانة ميزان المنطقة
بقلم : محمد طلعت
للعلاقات بين مصر وتركيا تاريخ طويل من التداخل السياسي والاقتصادي والثقافي، حيث تُعد الدولتان من أبرز القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وهناك إشارات متزايدة تعكس وجود رغبة متبادلة لتطوير هذه العلاقات، بما يفتح الباب أمام مستقبل مشرق يمكن أن يحمل فوائد كبيرة للطرفين وللمنطقة ككل.
تمثل مصر وتركيا دولتين استراتيجيتين بامتياز، حيث تتمتعان بموقع جغرافي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. يمتلك البلدان إمكانيات اقتصادية كبيرة، فمصر تُعد بوابة لإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بينما تتمتع تركيا بدور محوري في الاقتصاد الأوروبي والآسيوي، كما أن التاريخ المشترك بين البلدين يوفر قاعدة ثقافية واجتماعية لتعزيز التعاون بين الشعبين
وتواصلت الجهود الدبلوماسية من خلال تبادل الزيارات بين المسؤولين والتصريحات الإيجابية التي تُعبر عن الرغبة في استمرار بناء جسور الثقة. ويمثل الحوار المباشر حول القضايا العالقة، مثل ترسيم الحدود البحرية وقضايا الطاقة، خطوة أساسية في تجاوز الخلافات.
ويمكن أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا طفرة كبيرة إذا تم استثمار الإمكانات المشتركة. فالتعاون في مجالات مثل التجارة، والصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، والسياحة يمكن أن يُسهم في تعزيز اقتصاد البلدين، كما أن تعزيز الاستثمارات المشتركة قد يدعم جهود التنمية في كلا البلدين.
كما يمثل الحوار السياسي أحد المحاور الأساسية لتقريب وجهات النظر بين البلدين، ويمكن أن يؤدي تطوير قنوات الاتصال الرسمية وغير الرسمية إلى تقليل التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في القضايا الحساسة مثل الأزمات في ليبيا وسوريا
وتمتلك مصر وتركيا إرثاً ثقافياً مشتركاً يمكن أن يكون قاعدة لتعزيز الروابط الشعبية. وقد يُسهم التعاون في مجالات التعليم، مثل برامج التبادل الطلابي والبحث العلمي، في تقوية الروابط بين الشعبين، ما يعكس تأثيراً إيجابياً على العلاقات السياسية والاقتصادية.
ويدرك المجتمع الدولي أهمية التقارب بين مصر وتركيا في تعزيز الاستقرار الإقليمي. كما أن دولاً مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تلعب دوراً إيجابياً في دعم الحوار بين الطرفين، باعتبار أن التعاون بينهما يُسهم في تحقيق التوازن الجيوسياسي في المنطقة.
ونخلص إلى إن مستقبل العلاقات بين مصر وتركيا يعتمد على الإرادة السياسية والرؤية المشتركة لتحقيق المصالح المتبادلة. والتحرك نحو الشراكة الكاملة سوف يكون صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، ليصبح التعاون المصري-التركي رمانة ميزان المنطقة و نموذج ناجح لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة بأسرها.