المستشار عمرو محمد احمد – يكتب القمة العربية - الوحدة العربية قوة جبارة

ان الحقيقة أصبحت في قاع المحيط في عالم بلا معالم اين حقوق الانسان في غزة وما قبله سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان وخلق الفتن بين الامة الواحدة فالكل يضعف الكل من اجل الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب عالم المصالح. المشهد يعبر بوضوح عن استهداف الوطن العربي تحاول القوى العالمية السيطرة على موارد المنطقة وضمان استمرار الإمداد لاقتصادها، مما جعل المنطقة محل تنافس وموطنا للصراعات والنزاعات العالمية.
ويمثل التهديد الناجم عن دولة الاحتلال الإسرائيلي التحدي الأكبر والحقيقي لأمن المنطقة واستقرارها السياسي، وشن حروب، ويتسبب في توترات عسكرية دائمة.
اهم نقاط القوة للوحدة العربية
ان الوطن العربي يتمتع بموقع إستراتيجي مهم، إذ يمثل همزة وصل بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتقع على مفترق الطرق البرية بين الشرق والغرب، وتطل على عدد كبير من المسطحات المائية منها البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر قزوين وبحر العرب والخليج العربي.
وتتحكم المنطقة بممرات الملاحة الدولية، فهي تمتلك أهم المعابر البحرية، وهي مضيق هرمز والخليج العربي وقناة السويس وباب المندب ومضيق جبل طارق.
وهذا الموقع هيأ للمنطقة أن تكون ممرا رئيسيا لحركة المواصلات العالمية البرية والبحرية والجوية، ومعبرا مهما للتجارة الدولية،
الأهمية الاقتصادية
ان الوطن العربي من أغنى بقاع الأرض بالموارد الطبيعية، يمتلك ثروات طبيعية ضخمة، لا سيما موارد الطاقة، على رأسها النفط والغاز الطبيعي، وتشكل هذه الثروات أساس الاقتصاد العالمي الحديث.
ويمتلك أيضا أكبر حصة بنسبة من احتياطيات النفط المؤكدة عالميا، والتي بلغت 49% بواقع 870 مليار برميل، وذلك نهاية عام 2024. بينما بلغت احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة 82 تريليون متر مكعب مع نهاية 2024.
ومنحت هذه الموارد الطبيعية أهمية عالمية للمنطقة، وتحاول القوى العالمية السيطرة على موارد المنطقة وضمان استمرار الإمداد لاقتصادها، مما جعل المنطقة محل تنافس وموطنا للصراعات والنزاعات العالمية.
وأعطى توافر موارد الطاقة لدى بعض الدول في الوطن العربي قوة اقتصادية ومالية، كان لها تأثير بارز في الشؤون الإقليمية والقرارات السياسية.
وتتوفر في المنطقة كذلك على ثروات معدنية كبيرة كالفوسفات والحديد والذهب والزئبق وغيرها، إضافة إلى الثروة الحيوانية والسمكية والأراضي الزراعية.
أهمية البعد الحضاري والبشري
ان الوطن العربي له أهمية فريدة من نوعها، كونها مهد الديانات السماوية الثلاث الكبرى، ومركز انتشارها إلى العالم، وهي تضم أهم الأماكن المقدسة لتلك الديانات، الأمر الذي يجعلها محط اهتمام مليارات الناس في العالم.
وتعتبر المنطقة أرض الحضارات العريقة في العصور القديمة والوسيطة، كالحضارة الفرعونية والفينيقية والبابلية والسومرية والفارسية والإسلامية، وتلك الحضارات قادت العالم، وحملت لواء التقدم والإنجاز في العلوم والفنون، وكان لها دور أساسي في تشكيل الحضارة الحديثة. ورسمت الصراعات والأحداث التي وقعت في المنطقة مسار التاريخ، وكان لها تأثير مباشر على تكوين العالم الحديث.
وتجمع المنطقة بين الإرث الحضاري القديم والحداثة، فبينما تحظى كثير من المدن بتراث ديني وتاريخي مادي ومعنوي غني جدا، تشهد مدن أخرى تقدما حضاريا بارزا، وأصبحت المنطقة بذلك موقع جذب سياحي، وقبلة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
المطامع الخارجية
تسببت الميزات التي وُهبت منطقة الوطن العربى في أن تصبح هدفا للمطامع الأجنبية، وموضع تنافس القوى العالمية، وتحاول الدول الكبرى باستمرار فرض سيطرتها على المنطقة، ومن ثم توظيف نفوذها لاستغلال الثروات الطبيعية ومقومات القوة فيها، وخدمة مصالحها في الصراع الدولي.
وفي المنطقة وجود مكثف للقوات الأميركية والأجنبية، وهو ما يسبب تدخلات دائمة ومستمرة في الشؤون المحلية والإقليمية، فضلا عن دعم الصراعات الداخلية والتشرذم.
النزاعات الداخلية
ويأخذ صراع الدينية بين السنة والشيعة، ودعم إيران للطوائف الشيعية في المنطقة، أو اندلاع حركات تمرد من قبل الأقليات العرقية مثل الأكراد، خطا أقوى في مسار الصراعات في المنطقة.
ويمثل التهديد الناجم عن دولة الاحتلال الإسرائيلي التحدي الأكبر والحقيقي لأمن المنطقة واستقرارها السياسي، إذ يصر الاحتلال باستمرار على فرض تفوقه في القدرة والقوة العسكرية على بلدان المنطقة، ويشن حروب، ويتسبب في توترات عسكرية دائمة.
وتعتبر بيئة النزاعات المستمرة طاردة للسكان، ويتدفّق اللاجئون من دول الصراع إلى دول المنطقة الأخرى، مما يسهم في احتدام التنافس على الموارد الشحيحة، وتسبب المشاكل المزمنة، الناتجة عن عدم قدرة السلطات المحلية على احتواء الأزمات، إلى تصاعد مشاعر السخط السياسي وتفجر الاضطرابات الاجتماعية-الاقتصادية.
حفظ الله مص
ر وقائدها وشعبها العظيم